في تزامن مدروس بعناية فائقة، جاءت رسالة الدعم من قِبل الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، عشية الاحتفال بعيد العرش، لتشكل قاطرة جديدة نحو ما تبقى من العالم، للاعتراف الدولي بسيادة المملكة المغربية على صحرائها.
ويمثل موقف فرنسا، نظراً لما تتمتع به من ثقل على الساحة الدولية، كعضو دائم في مجلس الأمن ودورها المؤثر في الاتحاد الأوروبي، مرحلة نهائية نحو طريق الحل الحاسم لقضية الصحراء على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب في العام 2007.
وعاشت المملكة في كل ربوعها فرحة المناسبتين: مناسبة ذكرى عيد العرش، ممزوجة بالولاء والفخر والوحدة والانتماء، ومناسبة التحول الفرنسي الذي يعني تحقيق المزيد من الدعم الدولي في قضية مغربية الصحراء.
تدفق الاستثمارات
على الصعيد الاقتصادي، فتحت المملكة المغربية أبواب التعاون الاقتصادي والتجاري في إستراتيجية مدروسة نحو العالم، وشرعت السوق المغربية أمام صادرات كثير من الدول، ما شجع على تدفق الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات، مع دول من مختلف القارات.
أنبوب الغاز
ويبقى مشروع أنبوب الغاز نيجيريا - المغرب العابر لعدد مهم من دول غرب القارة الأفريقية، من أبرز المشاريع التي ستعزز مكانة المغرب في سوق الطاقة العالمية، إلى جانب ميناء الداخلة الجديد «مارد الأطلسي».
مشرط الإصلاح
وشخّص خطاب عيد العرش للملك محمد السادس، الواقع بكل تجرد وصراحة، وركز على التذكير بمشرط الإصلاح في معالجة أزمة الجفاف التي تهدد البلاد، من خلال سن سياسة مائية جديدة واستحداث تخصصات جديدة في الهندسة المائية، لتخريج مختصين في إصلاح محطات المعالجة لمياه البحر، تستوعب مواكبة أحدث الإنجازات في مجال التحلية.
ودعا الملك إلى ضرورة تنمية الوطن وترسيخ الهوية المغربية والقضاء البيروقراطية السلبية التي تعيق العمل، وبنفس الوقت شدد على الحاجة إلى تحسين التنظيم، ما يسهل الأعمال، وهي العنوان الكبير للمرحلة المقبلة.
السيارات والطائرات
وحقق المغرب نقلة نوعية في مجال الصناعة، تضاهي الدول الكبرى، فبات أكبر منتج للسيارات في أفريقيا، وثالث أكبر منتج عالمياً بعد الصين والهند، بإنتاجه سيارة كل دقيقة ونصف الدقيقة، ليكشف في منتصف مايو الماضي عن أول سيارة محلية الصنع تحمل اسم «نيو».
وفي مجال صناعة الطائرات، شجعت الحكومة المغربية موردي قطاع الطيران على الاستثمار في المملكة.
الطاقة المتجددة
كما أصبحت المملكة المنتج الأفريقي الرئيسي للطاقات المتجددة. فلم تغفل الحكومة المغربية الاهتمام بـ«التحول الأخضر»، حيث سلّطت الضوء على إستراتيجية تنمية الطاقة المتجددة التي تم إطلاقها في العام 2009، حقق المغرب تطوراً كبيراً في مجال الطاقات المتجددة، ليكون قطباً عالمياً في إنتاج الطاقة الشمسية، بتدشين أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، حيث يستعد لتزويد بريطانيا بالكهرباء المتجددة، عبر أطول كابل كهربائي بحري في العالم، يربط الرباط بأوروبا.
مكانة عالية بين الدول
كما نجح المغرب بمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، ليرسم مكانة عالية بين الدول المتقدمة، حيث نجح الملك محمد السادس، في وضع المملكة على طريق التقدم والنهوض والازدهار.
لا ننسى مأساة فلسطين
لم يغفل خطاب عيد العرش عن قضية فلسطين، فقال الملك محمد السادس إن «الاهتمام بالأوضاع الداخلية لبلادنا، لا ينسينا المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني».
حركة لا تهدأ
يلاحظ زائر المغرب ومدنه الكبرى، حركة التطور الكبرى في الطرق والشوارع والمباني الضخمة، والحركة التي لا تتوقف في الأسواق والمقاهي والمطاعم، التي قد تحتاج وقتاً للحصول على طاولة للجلوس، إلى جانب حركة النقل ونظافة الشوارع وعمليات التشجير المستمرة، والتركيز على الرياضة وممارسة مختلف الألعاب.
عائلات خليجية في الصيف
تشهد البنى التحتية الخدماتية في المغرب تطوراً فاعلاً يعززه التوجه الخليجي العائلي لقضاء الصيف في المغرب، بدلاً من أوروبا التي خرجت مظاهرات في بعض مدنها، تطالب بخروج السياح.
«كأس العالم»... آلاف فرص العمل
يستعد المغرب لاستقبال مسابقة كأس العالم 2030، التي ستعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وعلى مستويات التنمية، عبر تسريع عجلة العمل في إنجاز مشاريع البنى التحتية وتشييد ملاعب ومراكز تدريب وطرق نقل بين المدن، وفنادق ومطاعم ومقاهٍ وغيرها، إلى جانب المشروع الكبير المتعلق بتسريع إنجاز الخط الثاني من القطار فائق السرعة الذي سيربط المدن المغربية، ما يمثل فرصة أيضا لتحفيز عدد من القطاعات الاقتصادية، إذ سيستفيد قطاع البناء من مشاريع ضخمة ستحدث نشاطاً وانتعاشاً لدى المقاولات والشركات المحلية، ما سيسهم في توفير آلاف فرص العمل للشباب، سواء المباشرة أو غير المباشرة.