أعلن كل من بنك الخليج وبنك بوبيان أمس، عن الموافقة على دراسة مقترح الاندماج بينهما، إيذاناً بإنشاء كيان مصرفي عملاق يتوافق مع الشريعة الإسلامية، بموجودات إجمالية للبنكين تصل إلى 16.32 مليار دينار، وبما يعادل 53.4 مليار دولار (حسب بيانات النصف الأول من 2024)، الأمر الذي يشير إلى دخول القطاع البنكي الكويتي مرحلة جديدة من التنافسية خلال الفترة المقبلة.
بدء النقاشات
ما حدث لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج عمل وجهد كبيرين بذلهما البنكان، وتلاقي الرؤى وتوافقهما جاء نتيجة لاستيفاء مشترك للأهداف، فالبنكان كيانان كبيران مستقلان ما يجعلهما مهيئين، بلا شك، لمثل تطور كهذا، الأمر الذي سهل بحث فكرة الاندماج.
بدر الخرافي
ودخل «الخليج» دائرة الضوء بشكل مختلف هذه المرة، حيث بات محط نظر واهتمام الأوساط الاستثمارية، لاسيما عندما تولى المهندس بدر ناصر الخرافي رئاسة مجلس إدارته، ليكشف عن الرغبة في تحول البنك إلى العمل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، الأمر الذي يشير إلى دخول «الخليج» عهداً جديداً كفيلاً بتحقيق طموح المساهمين في المستقبل.
حضور «بوبيان»
في المقابل، حقق التطور التكنولوجي غير المسبوق لبنك بوبيان، حضوراً مميزاً مكّنه من تسجيل نجاحات يشهد لها القاصي والداني، إذ جاءت رغبة الاندماج بين الطرفين في ظل توافق الأفكار بما يخدم خطط التوسع محلياً وخارجياً في إطار عمل مستقل يخدم الكيان المرتقب.
وهناك اقتناع مشترك بين «الخليج» و«بوبيان» يعكس قدرتهما على إنجاز الاندماج إيذاناً بخلق كيان إسلامي كفيل بالاستحواذ على حصة كبيرة من السوق، فضلاً عن حضوره المرتقب خارجياً عبر حلول مبتكرة تُسهم في تعزيز الاقتصاد الكويتي، وبالتالي زيادة الثقة في النظام المالي.
بيان «الخليج»
وعلى صعيد متصل، ذكر «الخليج» في بيان رسمي وجهه رئيس مجلس الإدارة بدر ناصر الخرافي إلى «بورصة الكويت» أنه تم طرح مقترح الاندماج في ظل البحث عن فرص إستراتيجية للنمو والتوسع، موضحاً أن مجلس إدارة البنك وافق في اجتماعه المنعقد بتاريخ 30 يوليو الماضي على المقترح.
وتابع أن المجلس برئاسة أعطى توجيهاته وتوصياته للمضي قدماً بالخطوات العملية اللازمة للبدء بدراسة الجدوى الأولية لعملية الاندماج وأعمال الفحص النافي للجهالة، وذلك بعد الحصول على الموافقات اللازمة بهذا الشأن.
وأشار الى إحاطة «المركزي»، وتم تزويد «الخليج» بالإجراءات اللازم اتباعها في إطار عملية الاندماج، مضيفاً أنه سينسق مع «بوبيان» للتوقيع على مذكرة تفاهم واتفاقية سرية المعلومات تمهيداً للبدء بدراسة الجدوى الأولية.
الالتزام بالقوانين
وأكد البنك التزامه بالقوانين والتعليمات ذات الصلة بما فيها الحصول على أي موافقات قد تكون مطلوبة من بنك الكويت المركزي والجهات الرقابية الأخرى، والتي من ضمنها الحصول على موافقة بنك الكويت المركزي على تعيين المستشارين قبل البدء بدراسة الجدوى لعملية الاندماج كما سيقوم بنك الخليج بالإفصاح عن أي تطورات جوهرية بهذا الشأن في حينه.
نمو وازدهار
وأكد «الخليج» أن الخطوة تأتي في إطار الإجراءات التي اتخذها لتبني أساليب ورؤى جديدة تحقق للبنك النمو والازدهار، منها تحليل جميع فرص وسبل التعاون التي من شأنها أن تسهم في تحقيق أهداف «الخليج» من حيث النمو المستدام وتحقيق قيمة مضافة للبنك والعملاء والمستثمرين.
بيان «بوبيان»
وفي السياق ذاته، كشف «بوبيان» في إفصاحه المذيل بتوقيع نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي للمجموعة عادل الماجد والموجه إلى البورصة، عن بدء دراسة جدوى خلق كيان مصرفي واحد بين «بوبيان» و«الخليج» متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وذكر البنك في الإفصاح أن الخطوة تأتي في إطار سعي «بوبيان» للبحث عن فرص إستراتيجية واعدة للنمو والتوسع على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
وبيّن «بوبيان» أنه «على ضوء تبادل وجهات النظر بين البنكين على مقترح دراسة خلق كيان مصرفي واحد متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية من خلال عملية اندماج، فإن مجلس إدارة (بوبيان) وافق على هذا المقترح بعد الوقوف على جميع جوانبه وأبعاده».
تعيين استشاريين
وأشار إلى الالتزام بالقوانين والتعليمات ذات الصلة بما فيها الحصول على أي موافقات قد تكون مطلوبة من المركزي والجهات الرقابية الأخرى، بما فيها تعيين المستشارين قبل البدء بدراسة جدوى الاندماج.
3.67 مليار دينار قيمة البنكين السوقية
حسب إقفالات البورصة أمس، سجلت القيمة السوقية الإجمالية لبنكي «الخليج» و«بوبيان» مجتمعين 3.67 مليار دينار.
وقُدرت القيمة السوقية لـ «الخليج» بنحو 1,183 مليار دينار، فيما بلغ قيمة رأس المال نحو 486 مليوناً. وبلغت السوقية لـ«بوبيان» 2,487 مليار، ورأسماله 420 مليوناً.
تحوّل «الخليج»
تنتقل عملية الاندماج عقب موافقة مجلسي «الخليج» و«بوبيان» إلى مرحلة جديدة ستواكبها مواصلة تنفيذ عملية التحول المرتقبة لبنك الخليج إلى مصرف إسلامي.
هيكل الملكيات
تُشير معلومات إلى أن عملية الاندماج قد لا يسفر عنها تغير في هيكل ملكيات البنكين علماً بأن «الوطني» يملك حالياً نحو 60 في المئة من بنك بوبيان، بينما تملك مجموعة قتيبة الغانم 32.75 في المئة من بنك الخليج.
تداولات السهمين
انعكست أنباء الاندماج على وتيرة التداول في البورصة أمس، حيث شهدت تعاملات سهمي «الخليج» و«بوبيان» نشاطاً ملحوظاً، واستحوذت تداولات السهمين على 31.8 مليون دينار من أصل 85.2 مليون تمثل السيولة المتداولة في عموم السوقين الأول والرئيسي.
وبلغت تداولات سهم «الخليج» منفصلاً 23.7 مليون دينار بكمية تبلغ 75.74 مليون سهم نفذت من خلال 1985 صفقة، فيما بلغت تعاملات «بوبيان» 8.08 مليون دينار بكمية تبلغ 13.68 مليون سهم نفذت من خلال 1479 صفقة.