كلمة صدق

لا تلوموا باريس

30 يوليو 2024 11:00 م

وقع لوم كثير على العاصمة الفرنسية باريس، وعلى الجهة المسؤولة فيها عن تنظيم الألعاب الأولمبية لهذا العام والمقامة هناك، وذلك لما احتواه حفل الافتتاح من مشاهد خادشة وشاذة.

لكن لا تلوموا باريس، فاللوم الأكبر يقع على دول العالم المشاركة بهذه الدورة لعدم اتخاذها قرارات جادة ومباشرة مقابل العبث في هذه المناسبة الرياضية الكبيرة.

كذلك يقع لوم كبير على الجهات الرياضية العالمية إذا مرت هذه الممارسة التي حدثت في مناسبة رياضية دولية دون اتخاذ إجراءات عقابية لمنظميها وحرمانهم من أدوار رياضية عالمية بالمستقبل في ظل الانحراف وانفصام الشخصية الذي يعانونه، فهذه المناسبة ليست الدوري الفرنسي وليست مناسبة محصورة على فرنسا، ولا حتى على المستوى الأوروبي، بل إنها مناسبة رياضية عالمية يجتمع فيها شرق العالم وغربه وشماله وجنوبه.

لا تلوموها ولو أنها حولت رسمة العشاء الأخير لليوناردو دافينشي، إلى لوحة عرض متحركة ساخرة من حدث ديني وزجهم بتشبيه لديونيسوس إله الخمر والاحتفالات المبتذلة في الأساطير الإغريقية القديمة، ما أثار استنكار أساقفة باريس، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، وأثار أيضاً استنكار جهات دينية إسلامية.

في الحقيقة، باريس لم تفشل في هذه المناسبة فلا تلوموها، فهي قد نجحت بشكل كبير في تمرير رسالتها المسيّسة التي أرادت نشرها في دعم الشواذ مستغلة لأجل ذلك هذا المحفل الرياضي العالمي الكبير، وعلى مرأى ومسمع مئات الملايين من المشاهدين من حول العالم.

نعم لقد اعترفت المتحدثة باسم الاحتفالات آن ديكامب، في طور اعتذارها أو انكارها لجرح مشاعر أصحاب الديانات قائلة إن حفل الافتتاح هدفه «الاحتفاء بقيم التسامح».

وأضافت ديكامب «نعتقد أن هذه الرغبة تحققت، وإن شعر الناس بأي إساءة فنحن آسفون». نعم، صحيح لقد نجحتم ثم اعتذرتم وهدف رسالتكم قد وصل وتحقق، فلا تلوموا باريس.

هناك تمادٍ كبير في عملية تدمير الفطرة البشرية من ذكر وأنثى وما يترتب على ذلك من مخاطر تحطيم الأُسر والقيم الاجتماعية الفطرية من قبل مجموعات راديكالية مدعومة للأسف من أنظمة قوية تحميها، حتى أن عضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية ماريون ماريشال، قالت حول ذلك «إلى جميع المسيحيين في العالم الذين يشعرون بالإهانة من هذه المحاكاة الساخرة للعشاء الأخير خلال حفل افتتاح باريس 2024، اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث، بل أقلية يسارية مستعدة لأي استفزاز».