الحدث: المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب ينجو من محاولة اغتيال أثناء تجمّع انتخابي.
الظروف السابقة: جدل عميق حيال استمرار مرشح الديمقراطيين الرئيس الحالي جو بايدن في السباق، بعد المناظرة الكارثية التي خاضها بمواجهة ترامب، وأثارت تساؤلات حيال أهليته وفرصه. كما انعكست على شعبيته خصوصاً في الولايات المتأرجحة.
التوقعات: تضاعف فرص ترامب وتراجع فرص بايدن، ما يعني أن السباق إلى البيت الأبيض قد يكون حُسِم قبل انطلاقه في نوفمبر المقبل.
مع ظهور الدماء على أُذن ترامب إثر إصابته بطلق ناري وانتشار صوره وهو يرفع قبضته أثناء إصابته متوجهاً لأنصاره بالقول: «قاتلوا»، يبدو أن التعاطف مع الرئيس الأميركي السابق سيزداد كثيراً في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، الأمر الذي من شأنه تعميق الفارق البسيط حالياً بينه وبين بايدن.
جاءت محاولة اغتيال ترامب قبل أقل من 4 أشهر على موعد الانتخابات في 5 نوفمبر 2024، لتشكّل مفصلاً أساسياً في السباق، على عكس ما تشتهي سفن الديمقراطيين تماماً. فهم يواجهون معضلة حقيقية حيال مرشحهم (بايدن) الذي يؤيد قِسم وازن منهم استبداله، لكنهم يعرفون أن خطوة كتلك أشبه بالانتحار، ليس بسبب غياب البديل فقط، وإنما أيضاً بسبب صعوبة ترتيب حملة انتخابية لمرشح آخر، في هذه الفترة القليلة، يكون قادراً بالفعل على امتلاك فرص أعلى من بايدن.
في قرارة أنفس الكثير من الديمقراطيين أن معركتهم خاسرة هذه المرة، إلا إذا حدث أمر طارئ في الأسابيع المقبلة، سواء كان سياسياً (مفاجأة أو إنجاز كبير لصالح بايدن) أو قضائياً (كأن تؤدي إحدى الملاحقات القضائية لترامب إلى منعه من خوض الانتخابات وهو أمر مستبعد).
وحتى ما قبل محاولة الاغتيال التي وقعت مساء السبت الماضي (فجر الأحد بتوقيت الكويت)، كان هؤلاء يعتبرون أن فرص ترامب أعلى من فرص بايدن، وباتوا الآن على قناعة بأن الرئيس السابق حسمَ السباق باكراً.
ومع أن فرص فوز الديمقراطيين تبدو ضئيلة وفق معطيات المرحلة الحالية، فإن هناك أملاً يلوحُ في الأُفق: ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
في الأسابيع الأخيرة، تسلّطت الأضواء عليها بعدما أظهرت استطلاعات للرأي أنها قادرة على هزيمة ترامب، لأسباب متنوعة أهمها أنها حافظت على تصنيف إيجابي بين الناخبين لأكثر من عقد من الزمن، وتفوقت في بعض الأحيان على زوجها، في ظل تجربتها وعملها في مجال الحقوق.
ولأن قصة صعود زوجها إلى البيت الأبيض كانت رمزاً لمرحلة شهدت حماسة للتغيير، وشعلة من أجل العمل على تحقيق العدالة والمساواة وغيرها من المبادئ، فإن تجربتها كأول سيدة أولى من أصول أفريقية، شكّلت مصدر إلهام للكثير من الأميركيين.
يقول البعض إن ميشيل أوباما تلبي المطالب الأساسية للديمقراطيين وهو تقديم شخص للناخبين يكون مصدرَ حماسٍ لهم، وقادراً على جذب المترددين منهم خصوصاً في الولايات الرمادية أو المتأرجحة.
فهل يفعلها الديمقراطيون (على الرغم من الصعوبات السياسية والعملية التي تحتاج تنازل بايدن نفسه) بترشيح ميشيل أوباما أو غيرها للرئاسة أو حتى نائب الرئيس، أم أن دماء ترامب التي غطّت أُذنه ونجاته من محاولة الاغتيال الصادمة حَسمت السباق بالفعل؟