فنانون أكدوا لـ «الراي» أن الزواج من «الوَسَط»... «أرحم»

«الثنائيات الفنية»... قسمة ونصيب!

6 يوليو 2024 10:00 م

قالوا قديماً إنه مبنيّ على المصالح... ويُقال الآن: «قسمة ونصيب»!

وفي كلتا الحالتين، يبقى الزواج من داخل الوسط الفني أو خارجه، حقاً مشروعاً لأي فنان أو فنانة، كسائر العلاقات الأسرية التي تُبنى في مختلف الأوساط الأخرى.

وفي السياق ذاته، يبقى السؤال الدارج - شعبياً - حول استمرارية هذه الزيجات التي ترتبط بشكل وثيق في الأعمال الفنية، والتي تفضي عادة إلى تكوين ثنائيات فنية ملازمة بين الزوج وزوجته، وهو الأمر الذي تجلّى في العديد من المسلسلات التي عُرضت في المواسم السابقة على المستويين المحلي والخليجي. أما على المستوى العربي، فقد كان الوسط الفني المصري سباقاً منذ عقود.

«الراي» استطلعت آراء بعض «الثنائيات» الفنية الناجحة، وطرحت تساؤلات عدة حول حقيقة ما كان يُشاع في الماضي بأن الزواج من داخل الوسط الفني عادة ما يكون مبنياً على المصالح الشخصية بين الطرفين، من أجل توفير فرص عمل بـ«الواسطة» الزوجية!... وعمّا إذا كان هذا «الثنائي» مقيداً بشرط العمل معاً في الأعمال الفنية، فكان لنا هذا الاستطلاع :

شهاب جوهر: اعتقاد

خاطئ... زواج المصلحة

بين الفنانين

قال الفنان شهاب جوهر إن زواجه من الفنانة إلهام الفضالة يجسد حياة مشتركة، وأن ما يسمى بـ «زواج المصلحة» بين الفنانين هو اعتقاد خاطئ، بل ولا يمثل أكثر من صفر في المئة بالنسبة إليهما.

وأضاف «كل شيء يُبنى على التكافؤ والمسؤولية لا يحتمل المجاملات، فالزواج بشكل عام هو مصدر الأمن والاستقرار في ما بين الطرفين».

وبسؤاله، عمّا إذا كان تواجده مع الفضالة كـ«ثنائي» في الأعمال التي تكون من إنتاجهما هو أمر متفق عليه، ردّ جوهر: «بالقطع لا، والدليل أن هناك العديد من الأعمال التي شاركت بها وحدي، سواء تلك التي نُفذت بإنتاجنا أو لشركات فنية أخرى، والأمر ذاته ينطبق على إلهام، حيث تواجدت أخيراً في مسلسل (خواتي غناتي) لوحدها ومن دوني، رغم أن العمل من إنتاجنا الخاص».

وألمح جوهر إلى أن إلهام ستُشارك أيضاً في عمل يتم التحضير له حالياً لعرضه في شهر رمضان العام المقبل، «وقد يتعذّر تواجدي فيه ما لم يكن هناك دور مناسب لي، فليس ضرورياً أن نكون متواجدين معاً في كل مسلسل درامي أو مسرحية».

وزاد «للعلم، لو أردتُ وإلهام الظهور كثنائي في جميع الأعمال، فستكون هناك حالة من الملل والتشبّع لدى المشاهد، والأفضل أن يكون ظهورنا وفقاً لما يقتضيه النص والدور المنوط بنا تأديته، سواء بالعمل الثنائي أو الفردي. المهم أن نقدم عملاً ذا قيمة لجمهور المشاهدين».

مناف عبدال: «أرحم»...

الزواج من الوسط الفني

تحدّث المخرج مناف عبدال عن العلاقة الفنية التي تربطه بزوجته الممثلة أبرار بوسيف، قائلاً: «الزواج من داخل الوسط الفني أو خارجه هو بالنهاية (قسمة ونصيب) وعلاقة يجب أن يسودها التفاهم والاحترام المتبادل، كحال الزيجات الأخرى».

وأكمل «ربما يكون الزواج من داخل الوسط الفني (أرحم)، بالنسبة إليّ كمخرج ولزوجتي كممثلة، بحكم انشغالنا المستمر في تصوير الأعمال الفنية، وبذلك نكون متفهمَيْن لطبيعة عملنا، حتى لو أننا لم نكن معاً في (اللوكيشن) نفسه، وهنا قد تقلّ المشاكل مقارنة بغيرنا من خارج الوسط».

ولفت عبدال إلى أنه لم يعتد على فرض أحد المقربين منه في الأعمال التي يتولى إخراجها، مؤكداً أنه لا يجامل على حساب عمله على الإطلاق، «بل إن القصة هي من تنادي أبطالها»، مضيفاً «كما لم يحدث أن فرضت زوجتي في دور ما، وحتى أصدقائي الفنانين الذين أكنّ لهم كل المودة والتقدير لا أجاملهم، فإن لم تستدعِهم شخصوص الرواية فلن يشاركوا في بطولتها».

هيفاء حسين: زوجي أنشأ

شركة إنتاج لدعمي

رأت الفنانة البحرينية هيفاء حسين أن زوجها الفنان الإماراتي حبيب غلوم لم يفرض عليها شروطاً معينة للشروع في أي عمل فني، «بل إنه متفهم جداً ويثق باختياراتي».

وتابعت «زوجي تارك لي حرية الاختيار، وقد أنشأ شركة إنتاج خصيصاً لدعمي ولتوفير أعمال تناسبني وتكون من اختياري بشكل خاص، فهذا يدل على أنه لا يبحث عن مصلحته، وإنما يبحث عن مصلحتي بهدف إسعادي».

يامور: علاقتنا لا تشوبها

المصالح الفنية

أوضحت الفنانة السعودية يامور أن زواجها من الفنان القطري محمد أنور كان عن حب، «والحمدالله مازلنا نعيش الحالة نفسها في أيامنا الأولى، ولربما أكثر، خصوصاً بعدما أصبح لدينا طفلان هما (ماريا) و(فارس)، ولذلك فإن علاقتنا لا تشوبها المصالح الفنية، وإنما يطرّزها الحب والوفاء والاحترام».

وبسؤالها عن سبب تواجدهما كثنائي في أكثر من عمل، علّقت بالقول: «أحياناً يكون شايف الدور يناسبني، ولذلك فإنه يُصرّ على أن أشتغله، بحكم أنه سابقني في الفن ولديه خبرة طويلة في المجال».

«ثنائيات لم تَدُم»

رغم زواجهما وتقديمهما أنجح الثنائيات السينمائية التي ظهرت في الأربعينات، مثل «قلبي دليلي» و«ليلى بنت الريف» و«غزل البنات» وغيرها، إلا أن الزواج بين الفنانين أنور وجدي وليلى مراد لم يدم أكثر من 7 سنوات.

وفي جانب آخر، لم يستمر «الدويتو» بين الفنانين أيمن زيدان ونورمان أسعد، رغم كل النجاح الذي حققاه في مسلسلات مهمة كان أبرزها «يوميات جميل وهناء».

أما في العصر الحديث، فقد أعلن أخيراً الثنائي أحمد العوضي وياسمين عبدالعزيز انفصالهما، بعد سنوات من الزواج، والأعمال التي جمعت بينهما، على غرار «اللي ما لوش كبير» و«ضرب نار» وغيرهما.

كذلك، حدث «أبغض الحلال» بين الفنانين أحمد فهمي وهنا الزاهد، بعد زواج دام أربع سنوات فقط، قدما خلالها ثنائياً في 4 أعمال، كان آخرها الفيلم السينمائي «مستر إكس».

«استقرار فني»

من أشهر الثنائيات العربية التي استقرّت واستمرت، نستذكر الفنانين الراحلَيْن سمير غانم ودلال عبدالعزيز، واللذين تزوجا في العام 1984، واستمر زواجهما حتى النهاية، كما شاركا معاً في العديد من الأعمال، بينها «الرجالة في خطر»، «المطب»، «العصابة»، «عريس في اليانصيب» وغيرها، وقد تكلّل هذا الزواج بإنجاب ابنتيهما الفنانتين دنيا وإيمي، الأولى المتزوجة من الإعلامي رامي رضوان، والثانية زوجة الفنان حسن الرداد.

كذلك، لا نغفل الفنانين حسن يوسف وشمس البارودي، وقصة زواجهما في العام 1972 ومازالا حتى الآن معاً رغم اعتزالهما التمثيل، بعدما قدما أكثر من «دويتو» ناجح في أفلام منها «الطيور المهاجرة» و«كان الحب» و«الفريسة» والقائمة طويلة.

أما الفنانين حسن مصطفى وميمي جمال، فقد تزوجا في العام 1966، ورزقا بتوأم هما نجلاء ونورا، إذ دام الزواج بينهما 49 عاماً حتى وفاة مصطفى في العام 2015.

وفي لبنان، هناك الفنانان جورج شلهوب وإلسي فرنيني، اللذين تزوجا في العام 1974، وشكلا معاً ثنائياً ناجحاً على الشاشة من خلال «أحمد وكريستينا» و«زوجتي أنا» و«موت أميرة»، كما سار ابنهما يورغو في خط التمثيل مثلهما.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى الفنانين اللبنانيين إحسان صادق وسميرة بارودي، علماً أن صادق كان متزوجاً من الفنانة نزهة يونس في العام 1963 قبل أن ينفصلا بعد ثلاث سنوات.