إلى بلدية الكويت... أوقفوا السرادق!

6 يوليو 2024 10:00 م

المجتمعات تتغيّر... وعند التغيير يفترض أن تتغير الأساليب، فما يصلح للكويت في الستينات ونحن كم مئة ألف كويتي، بالتأكيد غير مناسب لكويت اليوم وقد تجاوزنا المليون، وما يصلح لما قبل «كورونا» قد لا يناسب ما بعدها.

كتبتُ عن هذا موضوعاً منذ فترة وهو عن قيام البلدية وهي جهاز حكومي بتنظيم سرادق العزاء بمعنى تخصيص صالات لاستقبال المُعزين وتنظيمها في المقابر، وهذا تشكر عليه، لكن أعتقد أن الزمن قد تجاوز هذا الأمر، خصوصاً أن تغيرات ما بعد كورونا البعض يعتبرها إيجابية والبعض سلبية، حيث قبل كورونا العزاء لثلاثة أيام في الدواوين، وتقلصت بعد كورونا للرجال فقط ليوم في المقبرة في الأغلب.

الأسبوع الماضي حضرت عزاء في مقبرة الصليبيخات في هذا الصيف الحارق، وكان خروجك من منزلك مع صلاة العشاء وحتى تقوم بالواجب من بعد الساعة الثامنة ونصف ولا تنتهي وأنت تقف في طوابير طويلة إلّا بعد العاشرة ليلاً وأحياناً حتى الحادية عشرة، هل يُعقل هذا؟

السؤال، لماذا الحكومة ممثلة بالبلدية تقوم بتنظيم سرادق العزاء في المقابر وتحشد آلاف الناس مع بعضهم البعض، أعتقد هذا غير صحيح في زمننا هذا، وعلينا أن نعود لما قبل الستينات، وهو فقط البلدية كجهاز حكومي مسؤولة عن الدفن وما قبله فقط، وبعد ذلك ترفع يدها، والمواطن هو من يقيم العزاء في الديوان أو منزله أو يتقبل التعازي عند القبر بعد الدفن كما حدث في كورونا.

بهذا الحل يضطر المواطن بعد الدفن المُغادرة ويكون الإعلان منه أن العزاء في الديوان ليوم واحد من العصر للمغرب أو يومين، أو في منزله أو يؤجر البعض أماكن في خيام الأفراح حيث هناك أماكن للعزاء.

وبهذا ترفع الدولة يدها عن الموضوع، وننتهي من الطوابير، ونختصر الوقت حيث بإمكان المُعزي أن يدخل الديوان ويعزي لدقائق فقط ويخرج، وكذلك نعود للتواصل حيث إن تحديد يوم واحد في المقبرة حرم كبار السن والكثيرين من القيام بالواجب، حيث ما يجري الآن هو السبب أن تُهجر الدواوين التي كانت مكاناً اجتماعياً يلتقي به الكل، لكن الآن كبار السن حرموا من هكذا فرصة للمشاركة.

لهذا أتمنى من البلدية أن توقف سرادق وصالات العزاء في المقابر، لكسب وقت الناس، والعودة للدواوين المهجورة، لأن الوقوف في طوابير لساعتين والعزاء بالنظر وزحمة السيارات في مواقف ترابية غير عملي ولا معنى له، ولنترك الناس هم ينظمون أحوالهم بدلاً من تدخل البلدية.

هذا ما أنادي به يا بلدية... أوقفوا السرادق.