رغم ارتفاع درجات الحرارة إلا أن الجهود تضافرت لزراعة دفعة جديدة من أشجار المانغروف في محمية الجهراء، وذلك للحفاظ على البيئة وزيادة التنوّع الأحيائي، ومواجهة الاحتباس الحراري وزيادة نسبة الأوكسجين في الجو، بمشاركة الهيئة العامة للبيئة، وبعثة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «موئل» في الكويت، وفريق السعي التطوعي وحشد من السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية في الكويت.
وأكد نائب المدير العام في الهيئة العامة للبيئة للشؤون الفنية الدكتور عبدالله الزيدان أن «التحديات العالمية التي تمر بها الدول زادت من أهمية الوعي المجتمعي بالحفاظ على البيئة»، مشيراً إلى أن «الهيئة في هذه الفعالية تتعاون مع بعثة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وسفراء عدد من الدول وفريق السعي التطوعي في استزراع المانغروف لتحسين البيئة، توافقاً مع المعاهدات الدولية لتخفيض نسب ثاني أكسيد الكربون».
أما سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الكويت الدكتور مطر النيادي، فعبّر عن فخره بهذا التعاون، مؤكداً أن «هناك اتفاقية تعاون وُقعت بين الهيئة العامة للبيئة وهيئة البيئة في إمارة أبوظبي في مجال تبادل الخبرات البيئية، ومن بينها زراعة أشجار القرم (المانغروف) التي توليها الإمارات أهمية كبيرة».
وبيّن أنه «تم إطلاق العام الماضي التحالف الدولي لزراعة القرم كمبادرة مشتركة بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا، وانضمت لها مجموعة من الدول، وأنا سعيد بانضمام بلدي الثاني الكويت لهذا التحالف».
وأضاف النيادي «قمنا بمبادرتين في عامي 2022 و 2023 لزراعة شتلات القرم في محمية الجهراء بعد جلب تلك الشتلات من دولة الإمارات، والحمد لله حتى الآن هذه الشتلات تنمو وتكبر وبدأت تثمر، فالبيئة في الكويت مواتية لزراعة أشجار القرم التي لها فوائد كبيرة في مجال تحسين الأوكسجين في البحر مما يعود بالنفع على الحياة البحرية والأسماك، فضلاً عن قدرة القرم على امتصاص ثاني أكسيد الكربون»، معتبراً أن «هذه الزراعات تأتي ضمن الجهود الدولية للتخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال زيادة أشجار القرم على السواحل، وأنا سعيد بتصدر دولتي الإمارات والكويت هذا المشهد».
ولفت إلى أن «مشروع زراعة نبات القرم بدأ في الإمارات منذ سنوات، ولدينا قرابة 160 كيلو متراً مربعاً من أشجار القرم المزروعة، وثمة خطط لزيادتها»، مشيراً إلى أن «التعاون البيئي بين الإمارات والكويت كبير يشمل أيضاً الاهتمام بالسلاحف والطيور، وكلها مجالات تنم عن الحرص على المحافظة على الحياة وإن شاء الله تكلل هذه الجهود بالنجاح».
أميرة الحسن: المانغروف مهم للبيئة البحرية
أكدت رئيس بعثة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الدكتورة أميرة الحسن أن «هذه شجرة المانغروف مهمة جداً للبيئة البحرية»، لافتة إلى أنه «رغم درجات الحرارة المرتفعة، إلا أن السفراء والفرق التطوعية آثروا مد يد المساعدة في هذه الخطوة التي ستُساهم في تنقية مياه البحر والجو لأن شجرة المانغروف موجودة في التراث الكويتي القديم، وتساهم في مواجهة تغير المناخ العالمي».
واعتبرت أن «هناك زيادة في الوعي في ما يتعلق بالحفاظ على البيئة»، لافتة إلى أنه «قبل 60 سنة كانت هناك أمطار صيفية، أما الآن فقد قلت جدا هذه الأمطار مما يعظّم دور الفرق التطوعية في هذا الصدد».
حمد الجطيلي: لنتعاون لمواجهة الاحتباس الحراري
قال ممثل فريق السعي التطوعي حمد الجطيلي «نسعى لحماية البيئة ليس فقط في الكويت، بل في الوطن العربي والعالم أجمع، لأن البيئة جزء من حياة الإنسان، وعلينا أن نتعاون لمواجهة الاحتباس الحراري وقلة نسبة الأكسجين في الجو».
وأضاف «في الكويت بيئات متنوعة، ونحرص على المحافظة على الأسماك والقشريات والطيور وزيادة أعدادها والمحافظة على التنوّع الأحيائي، مما يعود على الكويت بالنفع اقتصادياً وبيئياً».