كان الجيش النازي هو الأقوى عالمياً، استطاع السيطرة على الكثير من قارة أوروبا ولولا تكاتف الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وبريطانيا العظمى ودول أخرى لما استطاعوا هزيمة هذا الجيش العظيم.
وما زال العالم الأوروبي يتذكر عام 1940م لأنها محفورة في ذاكرة الشعب الأوروبي، واستطاع أن يسن الكثير من القوانين والتكامل الاقتصادي والتبادل الثقافي رغم بعض الأحداث المغايرة عبر أكثر من نصف قرن من الزمن استطاع خلالها المساهمة بشكل كبير في إنشاء وتأسيس العديد من المؤسسات الدولية أهمها الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والسوق الأوروبية المشتركة والاتحاد الأوروبي.
وعندما قرر «هتلر» احتلال بعض دول القارة العجوز تفاوتت الأرقام، وأقصد هنا الفترة التي قضاها الجيش الألماني في إحكام السيطرة على بعض الدول أولها بولندا التي قامت بالمقاومة لمدة خمسة وثلاثين يوماً من الأول من سبتمبر إلى السادس من شهر أكتوبر في عام 1939م، وقاتلت النرويج لمدة اثنين وستين يوماً بدءاً من التاسع من شهر أبريل إلى العاشر من شهر يونيو من عام 1940م، وقاومت بلجيكا لمدة ثمانية عشر يوماً بدءاً من العاشر من شهر مايو إلى الثامن والعشرين من شهر مايو من عام 1940م، واستسلمت هولندا بعد خمسة أيام بدءاً من العاشر من شهر مايو إلى الخامس عشر من شهر مايو من عام 1940م، وصمدت فرنسا لمدة ستة وأربعين يوماً بدءاً من العاشر من شهر مايو إلى الخامس والعشرين من شهر يونيو لعام 1940، وقاومت لوكسمبورغ يوماً واحداً فقط في العاشر من شهر مايو من عام 1940م، واستسلمت الدنمارك في غضون ست ساعات فقط في التاسع من شهر ابريل من عام 1940م.
وما زال العالم الأوروبي يتذكر القرار التاريخي الذي قام به الجنرال الألماني ديتريش فون شولتيتس، الذي رفض تنفيذ أوامر هتلر في اللحظة الأخيرة بتدمير باريس قبل الانسحاب منها في الحرب العالمية الثانية، وقام بتسليم نفسه للحلفاء الذين زحفوا على المدينة الثقافية العريقة فتم القبض عليه وأُطلق سراحه في عام 1947م، وما زال هناك اختلاف على القرار الذي اتخذه هذا الضابط هل هو موقف إنساني وحضاري أم انه خيانة في العرف العسكري؟!
ويعود تاريخ غزة كمنطقة مأهولة في السكان إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد كحصن في أرض الكنعانيين واحتلها الكثير من الغزاة مثل الفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيين والعثمانيين والإنكليز، ومساحتها خمسة وأربعون كيلو مترا مربعاً واحتلها الكيان الصهيوني في عام 1967م، إلى أن أجبر «شارون» في عام 2005م، على الانسحاب منها ليتركها إلى الصراع «الفلسطيني - الفلسطيني» فكانت الكلمة للمقاومة الفلسطينية.
وفي السابع من شهر أكتوبر لعام 2023م، كانت عملية «طوفان الأقصى» لتحدث تغييراً جذرياً في العالم حول أبعاد القضية الفلسطينية التي وصلت إلى دول العالم كافة، وما زال الجيش الصهيوني يمارس جرائمه في حق غزة وأهلها وقام بالتفجير وبالتدمير وبقتل الأبرياء حيث وصلت الإحصائية إلى أكثر من سبعة وثلاثين ألفاً من الشهداء، وأكثر من ثمانين ألفاً من المصابين، وما زال الشعب الفلسطيني صامداً في وجه الطغاة والغزاة الذين ينتمون إلى ثقافات عدة.
همسة:
سيترك أهلُ غزة الحاليون لأحفادهم إرثاً يفتخرون به.