كشفت مصادر مصرفية لـ«الراي»، عن تلقّي البنوك، أخيراً، من شركة «ماستركارد»، ما يفيد باستعدادها العمل على توفير حلول تمكّن تحويل مدفوعات العملاء المنفّذة عبر المواقع الإلكترونية، باستخدام خدمة «آبل باي» من شبكتها إلى شركة الخدمات المصرفية الآلية المشتركة «كي نت»، بعد أن كانت تمانع هذا الإجراء.
وكان بنك الكويت المركزي أمهل البنوك و«كي نت» حتى مارس الماضي، لتنفيذ التحويل، لكنها لم تفلح في ذلك، ومدد لها المهلة مرة ثانية لم تحقق المطلوب أيضاً، مشيرة إلى أن بنوكاً أفادت «المركزي» بأن سبب تعطل تغيير إعدادات التحويل إلى شبكة «كي نت» حتى الآن، يرجع إلى عدم سماح «ماستركارد» بالتحويل المطلوب بذريعة أن مدفوعات «آبل باي» تتم في جميع الأسواق المتاحة بها الخدمة عبر شبكة عالمية، وأن الكويت تشكّل الحالة الأولى التي تواجه فيها طلب تنفيذ مدفوعات «آبل باي» عبر شبكة محلية.
لكن بعض البنوك ترى أن «ماستركارد» لم تبذل الجهود الكافية التي تسمح بالتحويل المطلوب خلال المهلة المحددة سواء ما يتعلق بمشتريات التجار والأفراد، ما دفع «المركزي» للتأكيد بشكل واضح على جميع الأطراف المعنية بضرورة التحويل في أسرع وقت ممكن.
وأمام التوجيه الرقابي الحاسم في هذا الاتجاه وفرضه فرصة أخيرة للتنفيذ، عدلت «ماستركارد» من موقفها الممانع إلى آخر أبدت فيه تفاهماً حديثا مع البنوك يقضي بالعمل من ناحيتها على إيجاد حلول تقنية تمكنها من نقل مدفوعات «آبل باي» من شبكتها إلى «كي نت» بسلاسة وآمان وبأقرب فرصة ممكنة.
وبيّنت المصادر أن أجهزة «كي نت» لنقاط البيع تستقبل عمليات الدفع المنفذة عبر نظام «آبل باي» منذ إطلاق الخدمة محلياً، حيث تعمل هذه الأجهزة بتقنية التواصل قريب المدى (NFC)، التي يتم تشغيلها عبر الأجهزة التي تعمل بنظام «IOS» من الدول التي تنشط فيها الخدمة، إلا أن عمليات الدفع الإلكتروني عبر هذه الخدمة لاتزال تُنفّذ عن طريق شبكة «ماستركارد»، وهو ما يسعى «المركزي» منذ البداية لتغييره إلى شبكة «كي نت»، حيث دعا الأخيرة إلى تطوير شبكة مدفوعاتها ليتم عبرها إنجاز جميع تجارب المستخدمين في تعاملاتهم المالية اليومية، سواء على المستوى الشخصي، أو في مشترياتهم.
وقالت المصادر إن «كي نت» طوّرت بنيتها التحتية لتكون شبكتها جاهزة لاستقبال أي وسيلة دفع تأتي للكويت لربط التاجر بالعميل وتوفير خدمة أفضل، ما يجعل السؤال مستحقاً: إذا كان تحويل مدفوعات «آبل باي» ممكناً فنياً عبر شبكة محلية، فما الذي جعل «ماستركارد» تخالف مهلتي «المركزي» المذكورتين؟
مصادر ذات صلة، أوضحت أن السبب الرئيس يرجع إلى خسارة الشركة العالمية للرسوم التي تحققها من تنفيذ مدفوعات «آبل باي» والتي تشكّل أكثر من 80 في المئة من مدفوعات الأموال المشابهة بالكويت، وهي رسوم تتراوح بين 1 إلى نحو 3 في المئة، تحصل منها البنوك المحلية ذات العلاقة على نحو 25 في المئة.
ونتيجة لذلك، ستكون «كي نت» المستفيد الأكبر من نقل تحويل مدفوعات «آبل باي» من «ماستركارد» إلى شبكتها، حيث ستحقق فائدة مزدوجة، الأولى باستحداث خدمة جديدة، والثانية بانتقال عوائد هذه الخدمة إلى عملياتها ومن ثم زيادة أرباحها التشغيلية، فضلاً على عدم وجود حاجة فنية لخروج الأموال المجمعة من المشتريات الإلكترونية إلى الخارج، لتدور مع ذلك مدفوعات «آبل باي» بالشبكة المحلية ما يخدم النظام المالي المحلي.
أما على صعيد التغيرات التي ستطرأ على العميل إذا تحوّلت مدفوعاته الإلكترونية المنفذة عبر«آبل باي» من «ماستركارد» إلى «كي نت» فلن يتغير عليه شيء إجرائياً أو رسماً.