لمناسبة شهر أوروبا، والذكرى الـ60 للعلاقات الديبلوماسية بين الكويت وبلجيكا، بنى الفنان والملحن وعازف الغيتار والعود البلجيكي كريم باجيلي، مساء الأحد، جسراً ثقافياً خاصاً عبر إحيائه ليلة موسيقية غنائية في «مركز اليرموك الثقافي» ضمن فعاليات «دار الآثار الإسلامية»، حضرها كل من السفير البلجيكي كريستسان دومز، وسفيرة الاتحاد الأوروبي آن كويستينن، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا خالد الياسين، إلى جانب عدد من السفراء وحشد الجمهور المتذوق للفن والموسيقى.
باجيلي، الذي سافر بين ثقافات العالم من خلال فنه وموسيقاه، لاغياً الحدود الجغرافية المتعارف عليها، قدّم خلال هذه الأمسية المميزة، بمرافقة عازف الغيتار يوري ناناي وعازف الدرامز فيفيان لادريير، مجموعة من المقطوعات الموسيقية التي لامست المشاعر وعزفت على وتر الأحاسيس، كما لم يخلُ جدوله من الغناء بالعربية، الأمر الذي قوبل بالتصفيق الحار من الحضور، ومما غنى كانت أغنية «أهواك» للفنان عبدالحليم حافظ.
بين العربية والغربية
وكان السفير البلجيكي دومز ألقى كلمة قبل انطلاق الحفل، قال فيها: «يسعدني أن نقدم لكم فناناً يُساهم في بناء الجسور بين الموسيقى الإسبانية العربية والغربية، فقد قاده شغفه بالموسيقى إلى العديد من المشاريع كملحن أو موزع، سواء كانت أقراص مضغوطة أو أفلاماً قصيرة أو وثائقية، وأخيراً أفلاماً روائية، كما لديه العديد من الحفلات الموسيقية على المسارح الجميلة الصغيرة أو الكبيرة في بلجيكا أو في الخارج مثل الكويت، دبي، لندن، ألمانيا وفرنسا، التشيك، إيطاليا، لوكسمبورغ وهولندا».
«الجمهور الكويتي»
وعلى هامش الحفل، قال باجيلي: «الجمهور الكويتي محب الموسيقى، وأتمنى العودة للمرة الثالثة إلى الكويت، فقد حاولت من خلال عزفي بناء جسر ثقافي مع الناس، خصوصاً أنني في الأساس مزيج من الثقافات، فوالدي أردني وأمي صربية - كرواتية، وولدت ونشأت في بلجيكا».
وأضاف «كوني أؤلف موسيقى غربية وعربية في الوقت نفسه، فأنا أخلق جسراً، لأنني عندما أكون هنا، أستطيع التحدث ولمس مشاعر الكويتيين كوني أتحدث إليهم من خلال موسيقاهم، وجذورهم. وعندما أكون في بلجيكا، يمكنني من خلال أصولي الغربية، تقديم الموسيقى العربية، لذلك أعتقد أن هذا هو سبب كونه جسراً ثقافياً.
«اتصال بلا كلمات»
من جانبها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي كويستينن إنها تؤمن بشدة بقوة الثقافة والموسيقى على وجه الخصوص، «فهو شيء يربط الناس. إنه اتصال من دون كلمات، أنت فقط تستمع، ويمكنك أن تصنع صورك الخاصة وفهمك الخاص. لهذا السبب، من المهم جداً أيضاً هنا في الكويت أن نلقي نظرة، ليس فقط على الموسيقى الأوروبية، لكن على المزيج من الألحان العالمية كذلك، ونرى كيف يتردّد صداها مع الجمهور الكويتي».