إجماع علمي على عدم إمكانية تحديد وقتها وشدتها مسبقاً

ردود كويتية على العالم الهولندي: التنبؤ بالزلازل... مُستحيل

26 مايو 2024 10:00 م
تنبؤات هوغربيتس
- زلزال الإكوادور 2019
- زلزال تركيا 2023
- زلزال المغرب 2023
- زلزال نيبال 2023
- زلزال أفغانستان 2023

في ردهم على عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، الذي يطل علينا بين فترة وأخرى متوقعاً حدوث زلزال مع تحديد وقته وقوته، أكد عدد من الأكاديميين الكويتيين أنه «من الناحية العلمية لا يمكن التنبؤ بالزلازل قبل وقوعها بأيام ولا حتى بساعات»، لافتين إلى أنه «رغم انتشار محطات رصد الزلازل في مناطق مختلفة على الأرض، إلا أن علماء الزلازل لا يزالون عاجزين عن توقع حدوث الزلازل قبل وقوعها».

وأوضحوا، في تصريحات لـ «الراي»، أن «الزلازل لا تسبقها أي علامات، فهي تحدث بشكل سريع والأخطر منها الهزات الارتدادية التي تعقبها، ويكون مكان الزلازل نشطاً لقرابة 24 ساعة، أما إدخال النجوم في التنبؤ بوقت الزلازل، فهذا يدخل تحت بند علم التنجيم وليس علم الكوارث الطبيعية».

مشاري العنزي: نظريات خيالية ليس لها واقع

رأى أستاذ الجغرافيا بجامعة الكويت الدكتور مشاري العنزي أنه «من الصعب جداً التنبؤ بالزلازل، ومن الخطأ القول إنه باستطاعتنا التنبؤ بأن الزلزال سيكون في مكان محدد وموعد محدد»، لافتاً إلى أنه «ما يمكن معرفته هو تحديد مواقع الزلازل عن طريق حدود الصدوع التكتونية الموجودة في الكوكب، والتي تكونت بسبب التقاء الصفائح التكتونية».

وبيّن أن «كوكب الأرض يحتوي على سبع صفائح تكتونية رئيسية (بخلاف الصفائح الفرعية) بينها حدود هي أماكن توتر جيولوجي قد تحدث زلازل أو براكين أو تسونامي»، موضحاً أن «قرابة 80 في المئة من هذه الكوارث تكون في المحيطات والبحار التي تشكل قرابة 71 في المئة من حجم الأرض».

ولفت إلى أن «العالم الهولندي يتتبع أماكن الزلازل عن طريق تتبع هذه الحدود، وهذا ما حدث عند حديثه عن زلزال أنطاكيا حيث حدد صفيحة البحر الأبيض المتوسط مع صفيحة آسيا»، معتبراً أن «التنبؤ بوقت معين يعني أننا انتقلنا من علم الجيولوجيا إلى التنبؤ المبني على نظريات خيالية ليس لها واقع، ونحن نعرف أنه في الشريعة الإسلامية لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى».

وشدد على أن «الزلازل لا تسبقها أي علامات، فهي تحدث بشكل سريع والأخطر منها الهزات الارتدادية التي تعقبها، ويكون مكان الزلزال نشطاً لقرابة 24 ساعة، أما إدخال النجوم في التنبؤ بوقت الزلازل فهذا يدخل تحت بند علم التنجيم وليس علم الكوارث الطبيعية».

وعن الإجراءات الاحتياطية للتعامل مع الزلازل، أوضح أن «هذه الإجراءات لا تحمي الإنسان من وقوع المصائب، ومن بين تلك الإجراءات بناء البيوت بجودة عالية والابتعاد عن الأماكن الخطرة مثل الجبال التي يحدث بها تكسر للصخور».

وذكر أن «خسائر الزلزال بقوة 6 ريختر يمكن أن تكون أكبر من الزلازل بقوة 9 ريختر، لأن الأمر متعلق بالمكان ومساحته بالنسبة لعدد السكان، فأغلب الزلازل التي تحدث في ألاسكا مثلا تكون قوية جداً لكن خسائرها قليلة بسبب عدم وجود كثافة سكانية عالية».

مبارك الهاجري: محطات الرصد عجزت عن التنبؤ بالزلازل

أكد أستاذ الجيولوجيا رئيس الجمعية الكويتية لعلوم الأرض الدكتور مبارك الهاجري أن «هناك مجموعة من العلماء والباحثين يعتقدون أن سبب حدوث الزلازل في كوكب الأرض هو تأثير جاذبية كواكب المجموعة الشمسية حين تكون في نمط اصطفاف وزوايا معينة، حيث تعمل جاذبية الكواكب كقوة محفزة وتسبب تباطؤاً في سرعة دوران الأرض ما يحفز الصفائح أو البلاطات التكتونية للأرض على التحرك ما يولد الزلازل نتيجة لتنشيط الصدوع»، لافتاً إلى أن «أول من طرح هذه الأفكار في عالمنا العربي البروفيسور صالح عوض من جامعة بغداد في دراسة مثيرة للجدل، ولكن من أشهر هؤلاء العلماء حالياً الباحث الهولندي فرانك هوغربيتس الذي تنبأ بحدوث زلزال تركيا الشهير في العام 2023».

وبيّن أن «هذه الدراسات والبحوث تسعى لتطوير أنظمة لتوقع أو التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها لحماية أرواح البشر والممتلكات من التدمير، وتقوم الفرضية على قاعدة بيانات وشواهد رصد هزات أرضية وزلازل ومواقع الأجرام السماوية التي تُعالج بتطبيق معادلات حسابية وتكون مكوناً رئيسياً لنماذج وبرامج يمكن من خلالها التنبؤ بوقوع كوارث زلزالية».

ولفت إلى أنه «رغم انتشار محطات رصد الزلازل في مناطق مختلفة على الأرض، إلا أن علماء الأرض والزلازل عجزوا عن التنبؤ بالزلازل قبلها بساعات فضلاً عن الأيام»، مشيراً إلى أن «توقعات هوغربيتس قائمة على أسس علمية، كما هو الحال مع العديد من التوقعات في مجالات مثل الطقس أو الاقتصاد، وتعتمد عادة على نماذج وتحليلات لبيانات علمية ولكن دقة هذه التوقعات يمكن أن تتأثر بعوامل جودة البيانات المستخدمة، وصحة النماذج العلمية، والظروف غير المتوقعة التي قد تحدث وتؤثر على النتائج».

وشدّد على أن «التنبؤ بالزلازل قبلها بأيام لم يتحقق بشكل موثوق حتى الآن»، لافتاً إلى أن «الحوادث التي يكون فيها التنبؤ دقيقاً، مثل تنبؤ هوغربيتس لزلزال تركيا أو تايوان، قد تكون نتيجة للصدفة أو توقيت محظوظ وليس وفق نموذج تنبئي موثوق».

ودعا الهاجري إلى «تشجيع هوغربيتس ومدرسته على مواصلة أبحاثهم مع التركيز على التعاون المكثف مع العلماء والباحثين الآخرين في مجال الجيولوجيا وعلم الزلازل لاختبار وتحسين نماذجهم وأساليبهم التنبئية، وتفعيل المنهجية العملية التي تدعو إلى العمل الجماعي والنقد العلمي البناء التي من شأنها أن تساهم في دفع حدود العلم إلى الأمام، ونقل فرضياتهم إلي نظريات علمية وربما - يوماً ما - يحسن قدرتنا على التنبؤ بالزلازل بطريقة أكثر دقة وفعالية».

محمد الملا: طريقته ليست جديدة وتم دحضها

قال الأستاذ المساعد في قسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية الدكتور محمد الملا إنه «من الصعب جداً التنبؤ بالزلازل بشكل دقيق من حيث وقت حدوثها ومكان حدوثها وشدتها، لكن مناطق الحدود بين الصفائح التكتونية معلومة، لذلك فإن أغلب المناطق التي من الممكن حدوث الزلازل فيها معلومة لكن لا يمكن تحديد الوقت ولا الشدة».

ولفت إلى أن «الطريقة التي يتحدث بها العالم الهولندي المرتبطة بحركة الكواكب ليست جديدة وتم ذكرها ودحضها في السابق، وأغلب توقعاته غير صحيحة، ووسائل التواصل الاجتماعي هي السبب في انتشار ما يقوله».