في حياة الأمم فواصل مهمة، فهناك شعوب لم تجعل الوطن أكبر همّها، وهناك شعوب دعت إلى الفتن، هؤلاء وأولئك نسوا أن الوطن هو الملاذ وهو الأمن، دون الوطن نكون كريشةٍ هائمة في الهواء ليس لها هدف ولا مُستقر.
حماية الوطن مسؤولية عظيمة تقع على كل أبنائه، قادة كانوا أم عامّة، فلكل دوره الذي يجب أن يقوم به من أجل الحفاظ على الوطن، لن ينفع أن يجتهد القادة وشعوبها لا تكترث، والعكس أيضاً صحيح.
الكويت باقية ما بقيت الشمس تشرق من شرق الأرض، إنها بلدنا التي نعشق ترابها ونرضى منها بالقليل، وتحمل عنا في صدرها أوزار الغربة؛ وتحمينا من حزن الضياع وقلة الحيلة، وضياع الكرامة.
وطني الكويت سلمت للمجد.
يا شبابنا آمنوا بالوطن، فهو لكم كل شيء لا تدعوا أحداً من دعاة الفتن يُفقدكم ثقتكم بالكويت، أو يدعوكم إلى الخلاف وتمزيق وحدتكم ومهما أفسد المفسدون، أو تعالى صوت المغرضين.
الكويت ستبقى وستعلو، وكما خسر الرهان من باع أملاكه بعد الغزو ظنّاً منه أن الكويت لن تبقى، هؤلاء كلهم خسروا وسيخسر كل من شكّك في الكويت، وسيربح من آمن بها وعمل من أجلها وأخلص في عطائه لها، ستبقى بلادي درّة البلدان، وأجمل الأقطار، وسيبقى قلبي يرجف بحبها وعيني تدمع لرؤيتها كلما احتضنتني بعدَ سفرٍ وعدتُ بعدَ غُربةٍ، إنّها الكويت وطني الخالد، إنّها فوق كل خلاف وأعلى من كل هاجس وأسمى من كل صراع.
وطني الكويت سلمت للمجد.