كونا - غادر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح والوفد المرافق له العاصمة الايرانية طهران أمس عائدا الى الكويت بعد ختام زيارته التي استمرت يومين.
وقال الشيخ محمد في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) قبيل مغادرته مطار طهران الدولي انه «بحث خلال اجتماعه بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد العلاقات الثنائية والملفات التي يجب الانتهاء منها لا سيما ما يتعلق بالجرف القاري ونقل الغاز والماء من ايران، تمهيدا لزيارة صاحب السمو امير البلاد الى طهران».
وذكر الشيخ محمد الذي زار طهران للمشاركة في الاجتماع الاول للجنة الكويتية الايرانية المشتركة ان «نجاد كان حريصا للغاية بان يتم الانتهاء من هذه الملفات بأسرع وقت ممكن، كما حرص على اعطاء توجيه بضرورة تكثيف الجهود الرامية لحل هذه الامور».
وأشار الى ان «نجاد كان سعيدا بردود الفعل ازاء مشاركته في القمة الخليجية التي عقدت أخيرا في العاصمة القطرية الدوحة».
وأوضح أن «نجاد عبر عن سروره للخطاب الذي ألقاه في القمة، وانه تمنى ان تكون هناك لقاءات بين وزير الخارجية الايراني ونظرائه في دول مجلس التعاون لبحث النقاط التي طرحت في هذا اللقاء».
وختم الشيخ محمد قائلا «نحن دائما في الكويت نؤيد اي حوار يؤدي الى تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة».
ومن جانب آخر، اعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح انه «تم التوصل الى نتائج مهمة في الاجتماع الاول للجنة العليا المشتركة الايرانية - الكويتية».
وقال الشيخ محمد في تصريح صحافي عقب انتهاء اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين أمس: «لقد توصلنا خلال هذا الاجتماع الى نقاط مهمة ترسم خريطة التعاون بين الجانبين»، مشيرا الى انه تم «التوقيع على اتفاقية منع الازدواج الضريبي وسنتمكن في القريب العاجل من التوقيع على اتفاقية لاستيراد الغاز والمياه من ايران».
ولفت الى ان «الاجتماع المقبل للجنة المشتركة سيعقد في الكويت اواخر شهر ابريل المقبل»، مضيفا «نحن نشترك مع ايران ليس فقط بالجوار والدين بل بالتطلعات والاهداف المشتركة».
واعتبر الشيخ محمد مشاركة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في القمة الخليجية الاخيرة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة بانها «نقطة تحول في علاقات ايران مع دول مجلس التعاون».
واكد «رغبة الكويت بتطوير علاقاتها مع ايران في شتى المجالات»، موضحا ان «لدينا علاقات سياسية قوية لذا نتطلع الى اقامة علاقات اقتصادية مماثلة».
وحول الاوضاع في العراق اوضح الشيخ محمد «نحن نشترك مع ايران بضرورة ان يكون العراق الجديد عراقا مسالما وديموقراطيا وامنا، وان يلعب دوره المحوري في استقرار المنطقة دون اي تدخل خارجي لتحديد هويته واتجاهه وان يكون القرار عراقيا صرفا».
وذكر الشيخ محمد انه «بحث خلال هذا اللقاء الموضوع اللبناني مع نظيره الايراني منوشهر متكي»، قائلا «نحن نقدر لايران دعمها للمبادرة العربية التي تم اتخاذها في اجتماع وزراء خارجية العرب بشأن لبنان».
ومن جهته، قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان «علاقات بلاده بالكويت جيدة»، مؤكدا «عدم السماح لأي طرف ثالث بالمساس بها».
وأضاف متكي في تصريح صحافي عقب لقائه بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح ان «العلاقات الايرانية- الكويتية نابعة عن ارادة قادة البلدين وهي ليست موجهة ضد أي طرف ثالث».
وأعرب عن «أمله الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين ليشمل كل أوجه التعاون بما فيها التجارة والاستثمارات المشتركة».
وعن أهم ما دار في الاجتماع أوضح متكي أنه تم «تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا التي تهم البلدين لاسيما الجرف القاري
وموضوع تزويد الكويت بالغاز والمياه».
وأشار الى أن «الوثائق المتعلقة باتفاقية نقل الغاز والماء الى الكويت تطوي مراحلها النهائية حيث سيتم في المستقبل القريب توقيعها»، مضيفا ان «تعاون ايران مع دول مجلس
التعاون الخليجي دخل مرحلة جديدة».
وأعلن متكي مشاركة ايران «بشكل فاعل» في الاجتماع المقبل لدول الجوار العراقي المقرر عقده في شهر ابريل المقبل
في الكويت.
واعتبر وزير الخارجية الايراني أن «استمرار حال انعدام الأمن في العراق يؤثر على الأمن الاقليمي»، مشددا على «ضرورة احلال الأمن والاستقرار في هذا البلد».
وذكر أنه «بحث مع الشيخ محمد الأزمة اللبنانية، حيث تم تأكيد ضرورة التسريع في حل هذه الأزمة من خلال التوافق اللبناني».
وكان السفير الكويتي لدى ايران مجدي الظفيري أقام مأدبة غداء على شرف الشيخ محمد والوفد المرافق له حضرها وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ومسؤولون ايرانيون.