رسالتي

أميركا... الديكتاتورية!

14 مايو 2024 10:00 م

العديد من شعوب العالم يعتقد أن أميركا - والتي من أشهر معالمها تمثال الحرية - هي دولة حريصة على إرساء الديموقراطية والحرية في العالم، وبأنها تناصر الشعوب الحرّة.

ورسّخ هذه الفكرة في الأذهان الإعلام الأميركي، وأتباعه في المشرق والمغرب، بينما الواقع العملي يشهد بخلاف ذلك تماماً!

الإعلامي البريطاني المشهور بيرس مورغان، والذي عُرِف خلال الحرب الأخيرة على غزة بدعمه للرواية الصهيونية، أجرى في برنامجه مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية الأميركي جون مير شايمر، سأله فيها عن سبب تخلي أميركا عن دورها في إرساء الديموقراطية في العالم وهي الدولة العظمى الأولى والتي تملك حسب وصفه نصف القوة العسكرية في العالم، ولديها أقوى اقتصاد عالمي، فلماذا وهي التي تصف نفسها بأنها زعيمة العالم الحر تتخلى عن مسؤوليتها عندما تتعرّض الحرية والديموقراطية للهجوم من الأنظمة الشمولية كطالبان، واعتبر المذيع خروج أميركا من أفغانستان هو تخلٍّ عن نصرة حقوق المرأة هناك!

فكانت إجابة الضيف صادمة لمقدم البرنامج إذ قال له: هذه نظرتك أنت، بينما إذا ما نظرت إلى السياسة الخارجية الأميركية فستجد من الصعب جداً إثبات أن الهدف الأساسي لأميركا هو إرساء الحرية والديموقراطية في العالم!

فأميركا لها تاريخ حافل في الإطاحة بأنظمة ديموقراطية عدة حول العالم، ولديها تاريخ حافل من الانحياز إلى بعض أكبر ديكتاتوري العالم. لذلك، فإن الفكرة القائلة بأن أميركا تحمي الحرية والديموقراطية، وأنه هو هدفها الأساسي، هي في رأيي فكرة تتنافى مع الواقع! (انتهى كلام الضيف).

هذه شهادة من الأميركان أنفسهم، عن حقيقة السياسة الأميركية، حتى لا يأتي بعض المنبهرين ليدافع عن أميركا!

والمتأمل لأحوال بعض الشعوب يدرك كم تعاني من الآلام، على أيدي أنظمة ديكتاتورية تجد كل الدعم من الحكومات الأميركية!

إنّ مشاركة الولايات المتحدة في سفك الدم الفلسطيني خصوصاً هذه الأيام من خلال الدعم الذي تقدمه للكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها في غزة لهي أكبر شاهد على أنها ضد حرية الشعوب.

فهل يصحو المنبهرون بأميركا بعد أن تجلّت لهم الحقيقة؟

X : @abdulaziz2002