«(ع أمل) يستحقُّ النجاح وكنتُ بين أيدٍ أمينة»

مهيار خضور لـ «الراي»: أغرتْني... شخصية الشرير

30 أبريل 2024 10:00 م

مهيار خضور من بين أبرز نجوم الدراما السورية الذين برهنوا عن كفاءة عالية في الأداء في كل الأدوار التي قدّمها، وآخِرها شخصية «الدكتور نيبال» في مسلسل «ع أمل» التي أوْصلها إلى الجمهور بحرفية عالية فصدّقه المُشاهدون وتفاعلوا معه، كما صدّقوه في كل أدواره الأخرى.

خضور يتحدث لـ «الراي» عن تجربة «ع أمل» بما لها وما عليها والأسباب التي جعلتْ المسلسل يتصدّر نسب المشاهدة.

• ما أكثر ما لفتك في مسلسل «ع أمل» عندما عُرض عليك النص؟

- النص لم يكن مكتملاً عندما تم الاتفاق على هذا المشروع، ولكن كانت هناك مجموعة عناصر جعلتْني أستقرئ الجو العام، وبينها المخرج رامي حنا الذي كان بالنسبة إليّ صمام أمان، و«إيغل فيلمز» في تجربتي الثالثة معها، وهذا ما جعلني أشعر بأنني بين أيدٍ أمينة، فضلاً عن أسماء شركائي الممثلين في العمل وكلهم من الأسماء المشجّعة. ناهيك عن أن شخصية الشرير التي قدّمتُ من خلالها دوراً مركّباً بالطريقة التي شاهدها الناس كانت شخصية جديدة ومغرية بالنسبة إليّ كممثل، خصوصاً بوجود رامي حنا والأفكار التي كنا نطرحها ونناقشها ونضيف ونطوّر، إلى أن تمكنا من الوصول إلى تقديم شخصية الدكتور نيبال خليل. وأتمنى أن نكون وُفّقنا في مسعانا. وقد وصلتني انطباعات جيدة عدة حول أدائي لهذه الشخصية.

• ما رأيك بنتيجة استفتاء قام به أحد المواقع الإلكترونية وأفضى إلى أن مسلسل «ع أمل» كان الأفضل، وسلافة معمار ومحمود نصر هما الأفضل بين الممثلين، ولا شك أن الإبداع كان حليف غالبية الممثلين السوريين في هذا الموسم؟

- لا شك في أن الممثلين في مسلسل «ولاد بديعة» تعبوا وقدّموا مشروعاً جميلاً شكّل حالة في الشارعين السوري والعربي.

• كان للفنانة أمل عرفة رأي لافت عندما انتقدت الأعمال التي يتم التسويق لها في «السوشيال ميديا» واعتبرت أنها ليست الأفضل والأهمّ، فهل توافقها الرأي؟

- للأمانة، هذا الأمر يمكن أن يحصل، لأن التسويق له دور كبير في هذه المرحلة، ولكن الناس والجمهور والشارع هم الحَكَم. ومهما حاولْنا الإضاءة على أعمال والتسويق لها، ولكن لا يصح إلا الصحيح في النهاية، ولا يمكن أن نخبئ الشمس وراء الغربال. وأعتقد أن مسلسل «ع أمل» يستحق النجاح، لأننا تعبنا وكنا فريق عمل متضافراً.

• وكيف تعاملتَ مع تَفاعُل الناس مع شخصية «نيبال» الشريرة، خصوصاً أن غالبية الناس لا تفرّق بين الحقيقة وبين التمثيل؟

- محبة الجمهور هي رأسمال الممثل، ولكن ليس محبته للشخصية بل للممثّل. وتَفاعُل الجمهور مع شخصية نيبال وتصديقها وتوجيه الاتهامات لها يدلّ على أنهم أحبوا الممثل لأنه كان مُقْنعاً وصدّقوه. ونحن أدخلنا الجمهور في اللعبة لأنه عرف الحقيقة بينما لم تعرفها شخصيات المسلسل فحصل الصراع، وهذا الأمر يرتبط بنوع الدراما التي طرحها المسلسل.

في بداية «ع أمل» ظهر نيبال غامضاً، غريباً، سيكوباتياً، مهووساً، وعاشقاً، وطَرَحَ الجمهور الكثير من الأسئلة حول الشخصية. وعندما سلّمناه الحقيقة كفكرةٍ درامية وبيّنا ما كان يخطط له نيبال، فإنه (أي الجمهور) تحوّل إلى شريك وعبّر عن رأيه ببراءة.

• هل صحيح أن الموسم الرمضاني الأخير كان مفصلياً لأن الناس أقبلوا على الدراما الاجتماعية وابتعدوا عن أعمال البيئة والأعمال المشتركة؟

- وهل هذا رأي الجمهور؟

• يقال إن حتى الإنتاجات التي تقدّم البيئة الشامية لم تسجل حضوراً لافتاً هذه السنة بسبب الاستسهال بتقديمها؟

- هذا صحيح. نحن كصنّاع دراما لا نقدّم ما يريده الشارع في البداية، بل نخضع لمفاهيم واعتبارات عدة. ولكن عندما نصنع مشروعاً ناجحاً نقول إن الجمهور يريد هذا النوع فيتكرر ويُستنسخ ويتحوّل موضة لا تلبث أن تصبح مملّة لأنها ممنهَجة. وعندما نجح «باب الحارة» وأصبح ظاهراً استُنسخت منه ألوف مؤلَّفة من الأعمال.

• هل تتوقع أن يركز الممثل السوري على المشاركة في الدراما السورية خلال الفترة المقبلة أم أن كل شيء يرتبط بالعرض والطلب، خصوصاً وأن هذه السنة شهدت عودة ملحوظة لنجوم سورية إلى دراما بلدهم؟

- عندما تكون بيئة العمل ملائمة، الكل يعود لأنه يحب وينتمي إلى هذا المكان. وأنا لم أنقطع أبداً عن العمل في الدراما السورية وأبحث دائماً عن الفرصة الأهمّ والدور الأجمل الذي يُقدم لي وأُقدّم له. وأنا قدّمت خلال الحرب أعمالاً شكلت ظاهرة جميلة ضمن إنتاجها بينها «شارع شيكاغو» و«وثيقة شرف» و«على قيد الحب» و«عناية مشددة» و«زمن البرغوت»، ولكن اليوم توجد إضاءة أكبر عليها وعادت المحطات لعرْضها بعد تَراجُع الحصار. الدراما لم تنقطع، بل مرّت بفترة من المرض وعندما تَغَيَّرَ الوضع صار المُنْتِج أكثر شجاعة لأنه شعر بأن الأمور أصبحت أسهل والمحيط ملائم للتصوير فزاد عدد الإنتاجات.

• هل توافق على أن الدراما صارت محصورة عرضاً بمرحلتين، الأولى خلال الموسم الرمضاني والثانية خارجه من خلال مسلسل تركي معرّب يستمر عرضه لخمسة أو ستة أشهر؟

- نحن نملأ ساعات فقط في المحطات. والتركيبة التي تقوم على 30 حلقة في رمضان التي اعتاد عليها المُشاهِد العربي وعلى مسلسل طويل يمتدّ إلى أكثر من 90 حلقة ويستمرّ عرضه عدة أشهر وخلالهما تحصل المنافسة الإعلامية والإعلانية، هي خطة مؤاتية للمحطات وهم مَن يرسمها ونحن نعمل ضمنها. في الأعوام الأخيرة سادت موضة الأعمال القصيرة وظهرتْ المنصات والكل يتّجه في هذا الاتجاه.

• وكيف تفضّل أن تُعرض الدراما خلال السنة؟

- على مستوى العرض، أميل إلى الدراما المؤلفة من 30 حلقة التي تُعرض في رمضان، لسبب واحد فقط هو أن المُشاهِد متعوّد عليها في هذا الموسم ولا يمكن أن نجعله يتخلى عن هذه العادة بكبسة زر، بل يجب أن نجعله يغيّر العادة كي يتابع مسلسلاً خارج رمضان.

• وهل هذا الأمر يمكن أن يحصل؟

- يمكن أن يحصل في حال قرر أصحاب القرار ذلك واعتمدوا خطة جديدة. كل شيء ممكن.

• هذا عدا عن أن بعض الأعمال لو عُرضت خارج رمضان يمكن أن تحقق ما تستحقه من نجاح لا تلاقيه خلال السباق الرمضاني بسبب كثافة الأعمال؟

- هذا صحيح. مثلاً، لا يمكن أن أشاهد 10 أعمال في رمضان، بل أكتفي بمشاهدة عملي والمرور على بعض الأعمال التي يشارك فيها زملائي.

• ما الأعمال التي شاهدتها؟

- «2024» و«تاج» و«ولاد بديعة» و«العتاولة»، لأننا استمررنا في التصوير حتى 28 من شهر رمضان.

• و«الحشاشين»؟

- شاهدتُ بعض الحلقات وهو عمل جيد وشخصية حسن الصباح هي من الشخصيات التي أحب أن أقدمها.

• وهل أنت ضد تقديمه باللهجة المصرية؟

- المشروع المصري تاريخي وكان من الصعب أن يقدموه باللغة الفصحى. ومن خلال تجارب سابقة، فإن اللكنة المصرية لابد وأن تَبرز عند الممثلين المصريين عندما يتكلّمون باللغة الفصحى، ولذلك هم قدموه باللهجة المصرية، وهذا ليس خطأ لأن العمل يأخذ منحى الفانتازيا وهم اعتمدوا على رواية وليس على التاريخ الحقيقي لحسن الصباح. والعمل شيّق والجهد فيه يبدو واضحاً من خلال الصورة. هذه السنة كان هناك زخم في الإنتاج العربي، وهذا أمر أفْرَحنا كثيراً.

• هل تنتظر الموسم الرمضاني المقبل للبدء بتصوير عمل جديد، أو لتصوير عمل جديد خاص بإحدى المنصات؟

- نعم، غالباً هذا ما يحدث، إلا في حال توافر مشروع مُقْنِع.

• هل تكتفي عادة بالتمثيل؟

- بل أدرّس أحياناً في المعهد العالي للفنون المسرحية وأقوم بورشات عمل مع الطلاب أو بإعداد الممثل.

• هل توافق أن هذه السنة شهدت انطلاقة حقيقية للدراما السورية وأنها كانت الأولى عربياً؟

- بل هي عادت إلى الساحة من خلال أعمال مُنافِسة تابَعها الجمهور، وهذا أمر جيد.