«السكنية»: نموذج جديد لبناء وتصميم المدارس يحقق الاستدامة التعليمية

28 أبريل 2024 01:54 م

- ناصر خريبط: طبق في 3 مدارس تابعة لوزارة التربية ونسعى لتعميمه على كل المناطق
- نسعى لخلق بيئة ممتعة للطلاب تشجعهم على صقل مواهبهم والاستكشاف من خلال مساحات المباني

أكد نائب المدير العام لشؤون التخطيط والتصميم في المؤسسة العامة للرعاية السكنية المهندس ناصر خريبط الحرص على ابتكار وتطوير نموذج موحّد لمباني المدارس الحكومية في الكويت، بمفاهيم تصميميّة حديثة ومبتكرة ترتكز على مبادئ التعليم التجريبي وتطوير المهارات الطلابية باستخدام التكنولوجيا الحديثة.

وقال خريبط في تصريح صحافي إن المؤسسة نظّمت مسابقة للدور الاستشارية لتقديم تصاميمها المعمارية للنموذج المطلوب، بإعتبار أن القطاع الخاص شريك حيوي في عملية التنمية وتطوير البنية التحتية في البلاد لتحقيق التقدم والازدهار المستدام، حيث تم بعد تقييم دقيق اختيار النموذج الذي أطلقنا عليه «المدارس المستقبلية في الكويت».

وأضاف إن نموذج المدارس المستقبلية في تقديم مفهوم جديد ونهج مرن يشجع الطلاب والمدرسين على الالتقاء والتعلّم والإبداع في الساحات الخارجية ضمن بيئة مفتوحة وآمنة وشاملة المعالم، كما أنها معالجة مناخياً وبيئياً، بالإضافة إلى أنها مستدامة في بنائها وشاملة للتغييرات المستقبلية.

وكشف خريبط عن تطبيق التصميم في ثلاثة نماذج لمدارس حديثة لصالح وزارة التربية، شملت مدرسة ابتدائية ومدرستين متوسطتين واحدة للبنين وأخرى للبنات، مبينا أنه سيتم اعتماد هذا النموذج المبتكر لتصميم جميع المدارس في المناطق الجديدة.

مميزات التصميم

وعن التطوير الذي أحدث في التصميم، أشار خريبط إلى أنه جرى تطوير وظائف المباني مثل مساحات الممرات والأدراج والمناطق الخارجية لتكون قادرة على استيعاب عدد من الأنشطة الإضافية الأخرى داخل هذه المدارس، إلى جانب التركيز على ابتكار مساحات مفتوحة وشفافة لتعزيز بيئة آمنة للطلاب، خالية من المناطق المخفية عن الأنظار مما يساعد على خلق بيئة أكثر تحكماً ليشعر الطلاب فيها بالأمان والقدرة على الاكتشاف والتعلم، كما تم الأخذ بالاعتبار أهمية خلق مساحات تمكن جميع الأفراد من الوصول إليها بسهولة، إذ إن تحقيق الشمولية يخلق بيئة مريحة لوصول ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات الجسدية إلى أي مكان في هذه المباني.

وتابع: راعى التصميم مفهوم تحقيق الاستدامة من خلال أساليب التبريد الطبيعي، مثل التظليل والاستخدام المكثف للغطاء النباتي، وتقليل المساحات المبنية ليتم التحكم فيها وبدرجة حرارتها، مع زيادة المساحات الخارجية المغطاة من أجل تقليل الحمل الكهربائي.

الاستدامة التعليمية

إلى جانب ذلك، لفت خريبط إلى استخدام مفهوم الاستدامة كأداة تعليمية من خلال توفير مساحة للتدريس في الهواء الطلق وزراعة الحدائق وغيرها من المناطق الخضراء حتى يصبح جيل المستقبل أكثر وعياً ببيئته.

وذكر أن النموذج المطور سمح بإنشاء فصول دراسية لتعليم 750 طالباً يتوزعون على 30 فصلاً دراسياً وتوفير الخدمات المناسبة لـ 89 مدرساً، إلى جانب 19 مرفقاً إدارياً مختلفاً للموظفين و 20 أخرى لتوفير الخدمات المختلفة وقاعة تتسع لـ 400 شخص.

ولفت إلى أن الهدف من تطبيق هذا التصميم هو خلق بيئة ممتعة للطلاب تشجعهم على صقل مواهبهم والاستكشاف في الهواء وتتماشى مع أسس التعلم التقدمي للأجيال القادمة، كجزء من حياتهم المدرسية والتي ستنقل الكويت من نموذج المدارس التقليدية إلى مستقبل تعليمي مزدهر ومطوّر، وبيئة دراسية تحفز الجيل الجديد على الابتكار والتعلم بعيداً عن الأسلوب النمطي القديم.

بيئة محفزة

وأوضح خريبط أن التصميم الجديد للمدارس سيسهم بشكل كبير في تطوير العملية التعليمية لاسيما من خلال توفير بيئة دراسية تحفز الجيل الجديد على الابتكار بعيداً عن الأسلوب النمطي والتعليم التقليدي، وتوفير مساحات خارجية واسعة مع زيادة مناطق اللعب الخضراء والمظللة مما يسمح للطلاب بالاستمتاع بالضوء الطبيعي والهواء النقي وربط استخدام التكنولوجيا بجميع جوانب العملية التعليمية، مما يمنح المدرسين القدرة على التواصل مع الطلاب وأولياء الأمور بمنتهى السرعة والفعالية.

و يأتي التصميم الجديد ضمن خطة قطاع التخطيط والتصميم بالمؤسسة العامة للرعاية السكنية بتحديث تصاميم كافة المباني العامة لخلق بيئة مستدامة تهدف لرفع مستوى جودة الحياه من الناحية العمرانية.