أضواء

نعمت شفيق (مينوش)... تخلّت عن المبدأ وآثرت المنصب

23 أبريل 2024 10:00 م

فوجئ طلاب جامعة كولومبيا المتظاهرون ضد حرب الإبادة التي يشنها الصهاينة على سكان غزة، باقتحام شرطة نيويورك ساحة الحرم الجامعي، بعد طلب رئيسة الجامعة نعمت شفيق، ويطلق عليها (مينوش)، من الشرطة بفض التظاهرة الطلابية، ما أسفر عن اعتقال العشرات من الطلبة، وحرمانهم من مواصلة دراستهم بالفصل التعسفي.

رئيسة الجامعة مينوش، وهي مصرية الأصل، تحمل الجنسيتين الأميركية والبريطانية أيضاً، برّرت موقفها بأن التظاهرة الطلابية كانت معادية للساميّة، هكذا دون أي اعتبار عما يدور من جرائم حرب مأسوية في غزة يرتكبها الصهاينة الإرهابيون، ولم تأخذ في الاعتبار حق الطلبة في حرية التعبير التي كفلها لهم الدستور الأميركي، متعدية بذلك على حرمة الجو الأكاديمي الذي يشجع قيم الحرية في الجامعة ويعمل على تعزيزها في نفوس الطلبة. على النقيض من موقف مينوش، تقف رئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي، وزميلتها رئيسة جامعة بنسلفانيا إليزابيث ماغيل، شامختان وهما تتحديان الضغوط الشديدة التي يمارسها اللوبي الصهيوني والساسة الأميركيون الصهاينة من أعضاء الكونغرس، من أجل دفعهما على إدانة المظاهرات الطلابية في جامعتيهما ضد حرب الإبادة على غزة، والتي تطالب بوقف الدعم العسكري الأميركي لجيش الكيان الصهيوني المحتل، وآثرتا الاستقالة من منصبيهما على أن تتنازلا عن مبدأ حرية التعبير الطلابي في الحرم الجامعي. ومن سوء حظ مينوش، أنها أول امرأة تتقلد منصب رئاسة جامعة كولومبيا، تعتدي على حرية الطلبة في التعبير، وتنكر عليهم دعم حق الإنسان في الحياة.

ليندا توماس غرينفيلد، حالياً مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وهي أميركية سوداء، نفذت سياسة بلدها في إنفاذ حق الفيتو ضد وقف حرب الإبادة في غزة، ولا ترعوي أنها تقدم خدمة لكيان إرهابي عنصري في فلسطين، يمارس عنصرية أشد ضراوة من العنصرية التي قاسى منها أجدادها قروناً على أيدي العنصريين البيض، وأصابت السود بخيبة أمل، وآثرت المنصب على أن تتجنّب خذلان بني جلدتها.

لا يختلف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، عن ليندا ومينوش، فهو أشد تمسكاً بمنصبه منهما، مكتفياً بإثارة المشاعر العاطفية من معاناة سكان غزة وأطفالها، والتعبير بسخافة عن شعوره وطاقمه بالقلق، الذي لا يجدي، وربما سيكون أكثر مصداقية مع نفسه ومع المجتمع الدولي لو بادر بتقديم استقالته، معللاً ذلك بالفشل الفظيع، الذي منيت به منظمته في إقرار السلام، وحفظ أرواح الأبرياء من سكان غزة الذين يتعرّضون للإبادة.