بعد أيام من الترقب، جاءت الضربة الإسرائيلية على إيران، فجر الجمعة، محدودة ومصممة بعناية على ما يبدو للحد من مخاطر اندلاع حرب كبرى، واستهدفت قاعدة جوية بالقرب من مدينة أصفهان على مقربة من المنشآت النووية.
وفي حين نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول إسرائيلي، طلب عدم كشف اسمه، أنّ هدف إسرائيل من الهجوم في العمق، هو أن تظهر لطهران أنّها قادرة على توجيه ضربة لها في الداخل، قلّل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، من أهمية الضربة، مقارناً إياها بـ «لعب أطفال»، ومؤكداً أنّه لن يكون هناك ردّ انتقامي ما لم يتمّ استهداف «مصالح» طهران.
وصرح عبداللهيان، لشبكة «إن بي سي» الأميركية، مساء الجمعة، بأنّ «ما حدث لم يكن هجوماً».
وأضاف أنّ الأمر كان عبارة عن «طائرتين أو ثلاث طائرات من دون طيار، تلك التي يلعب بها الأطفال في إيران».
وتابع «طالما أنّه لا توجد مغامرة جديدة من قبل النظام الإسرائيلي ضدّ مصالح إيران، فلن نرد».
وأفادت «وكالة إرنا للأنباء» الرسمية، بأنه تم تفعيل المضادات الدفاعية الجوية في أجواء عدد من المحافظات، مؤكدة إسقاط 3 مسيّرات صغيرة قرب قاعدة شيكاري الجوية.
وصرح مسؤول إيراني لـ «رويترز»، بأن هناك دلائل على أن المسيرات أُطلقت من الداخل وأن من أطلقها «متسللون»، وهو ما قد ينفي الحاجة إلى الرد.
لكن صحيفة «جيروزاليم بوست» ذكرت أن الهجوم نفذته مقاتلات بإطلاق صواريخ بعيدة المدى.
وأوردت «نيويورك تايمز»، أن الصور الجوية أظهرت أن الهجوم الذي استخدم ذخائر دقيقة التوجيه على شيكاري أدى إلى إتلاف أو تدمير لرادار يستخدم في أنظمة «إس - 300».
وبحسب مصادر أميركية، «لقد ضرب الإسرائيليون ما كانوا يعتزمون ضربه».
ووفق محللين وخبراء، أظهرت إسرائيل أنها يمكن أن تخترق طبقات أصفهان من الدفاعات الجوية، وكثير منها حول مواقع رئيسية مثل منشأة تحويل اليورانيوم.
ووصف السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن إيتمار رابينوفيتش، الوضع بأنه يشبه «رقصة يعطي فيها كل طرف للآخر إشارات إلى نواياه وخطواته التالية».