وسط حال من الاستنفار غير المسبوق في المنطقة جراء «حرب حرق الأعصاب» بين طهران وتل أبيب، على خلفية استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، احتجز الحرس الثوري سفينة حاويات «مرتبطة» بإسرائيل في مضيق هرمز، أمس، وذلك بعد أيام من تهديد طهران بإغلاق المضيق الإستراتيجي أمام حركة السفن.
يأتي ذلك بينما توقع الرئيس جو بايدن، أن تحاول إيران توجيه ضربة لإسرائيل «عاجلاً وليس آجلاً»، ومسارعة الولايات المتحدة بإرسال السفن الحربية إلى مواقعها لحماية إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة.
وقال بايدن، في مؤتمر صحافي، الجمعة، «لا أريد الخوض في معلومات سرية لكني أتوقع (أن تحصل الضربة) عاجلاً وليس آجلاً».
ولدى سؤاله عن ماهية رسالته لإيران، رد «لا تفعلوا».
وتابع: «نحن ملتزمون الدفاع عن إسرائيل، وسندعم إسرائيل، وسنساعد في الدفاع عن إسرائيل، وإيران لن تنجح».
ونقلت شبكة «سي إن إن»، الجمعة، عن مصدر مطلع أن «واشنطن لاحظت أن إيران تقوم بتجهيز ما يصل إلى 100 صاروخ كروز... الإيرانيون يريدون أن تكون الضربة الانتقامية لإسرائيل رداً على الضربة الإسرائيلية للقنصلية الإيرانية، كبيرة، لكنهم يريدون أيضاً تجنب التورط في حرب مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة».
وأبلغ مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية ومصدر مطلع على المعلومات الاستخبارية، «سي إن إن»، أن «من المرجح أن تكون الأهداف داخل إسرائيل وفي كل أنحاء المنطقة».
والجمعة، ناقش قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا، الهجوم الإيراني المحتمل مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي أكد «نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا على الأرض وفي الجو، بالتعاون الوثيق مع شركائنا، وسنعرف كيف نرد».
وأضاف «أعداؤنا يعتقدون أنهم سيفرقون بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن على عكس فهم يربطوننا ويعززون من التواصل بيننا».
كما أجرى رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، مشاورات شاملة مع قادة الأذرع العسكرية حول جاهزية الجيش لكل السيناريوهات.
وأكد هاليفي أن «الجيش على جاهزية عالية في الدفاع والهجوم ضد كل تهديد. نحن في حرب ونتواجد في جاهزية عالية منذ نصف عام».
هلع إسرائيلي
وفي طهران، عبر اللواء يحيى رحيم صفوي، كبير مستشاري المرشد الأعلي، عن ارتياحه لأن اسرائيل «تشعر بالهلع» من «انتقام وصفعة إيران المرتقبة» رداً على قصف القنصلية مطلع أبريل الجاري.
ونقلت «وكالة إرنا للأنباء» الرسمية عن صفوي، الجمعة، أن «الصهاينة يعيشون في حالة رعب منذ أسبوع واعلنوا الاستنفار وأوقفوا هجومهم المرتقب على رفح لأنهم لا يعرفون ماذا تريد إيران أن تفعله ومتى وكيف سيكون ردها، ولذلك فان الخوف يلف الكيان الصهيوني وحُماته».
وفي لندن، نقلت صحيفة «ديلي تلغراف»، عن مصدر خاص، أمس، أن المملكة المتحدة ليس لديها خطط للانضمام إلى عمليات البحرية الأميركية، قبالة السواحل الإسرائيلية.
وحذرت دول من بينها الهند وفرنسا وبولندا وروسيا مواطنيها من السفر إلى المنطقة، بينما دعت ألمانيا مواطنيها إلى مغادرة إيران.
وقررت هولندا إغلاق سفارتها في طهران وقنصليتها في أربيل اليوم بإجراء «احترازي في ظل التوتر المتزايد في المنطقة».
وأعلنت شركات طيران، وقف تحليق طائراتها في المجالين الجويين لإسرائيل وإيران.
الاستيلاء على سفينة
من ناحية ثانية، أفادت «إرنا»، بأن «القوات البحرية الخاصة التابعة للحرس الثوري استولت على سفينة حاويات تحمل اسم ام سي إس أريز» في «عملية نفذتها مروحية بالقرب من مضيق هرمز»، وتوجهت بها إلى المياه الإقليمية الإيرانية.
وقبيل ذلك، ذكرت الشركة البريطانية للأمن البحري «أمبري»، أنها «اطلعت على صور ثابتة تظهر ثلاثة أفراد يقفزون بسرعة من مروحية» على ناقلة الحاويات.
وأكدت أن الحرس الثوري «استخدم من قبل هذه الطريقة... عند استيلائه على سفن في مضيق هرمز»، نقطة العبور الوحيدة للصادرات من العديد من المنتجين الرئيسيين في الشرق الأوسط.
وتابعت «إرنا» أن السفينة «ترفع العلم البرتغالي وتديرها شركة زودياك التابعة للرأسمالي الصهيوني إيال عوفر».
وتقل السفينة المحتجزة طاقماً من 25 فرداً، كما ذكرت الشركة الإيطالية السويسرية المشغلة لها «ميديتيرنيان شيبينغ كومباني» (ام اس سي).
وأوضحت الشركة ومقرها جنيف أن السفينة «مملوكة لشركة غورتال شيبينغ إنك التابعة لشركة زودياك ماريتايم».
وذكرت «زودياك» في بيان ان «أم اس سي» هي الشركة «المديرة والمشغلة التجارية لسفينة الحاويات أم اس سي أريز».
وأضافت أن «ام اس سي هي المسؤولة عن جميع أنشطة السفينة، بما في ذلك عمليات الشحن والصيانة، بينما تحتفظ شركة غورتال شيبينغ إنك بملكية السفينة كممول وتم تأجيرها لشركة ام اس سي لأمد طويل».
ويوم الثلاثاء، هدد قائد البحرية في الحرس الثوري علي رضا تنكسيري، بإغلاق مضيق هرمز إذا لزم الأمر.
ورداً على عملية الاستيلاء، قال الناطق العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري «إيران ستتحمل العواقب في حالة اختيارها المزيد من التصعيد... إسرائيل في حال تأهب قصوى. رفعنا استعدادنا لحماية إسرائيل من أي عدوان إيراني آخر. مستعدون أيضاً للرد».
واتهم وزير الخارجية يسرائيل كاتس، إيران بتنفيذ «عملية قرصنة».