إنّ رمضان شهر مبارك، فيه نوم المسلم عبادة، وأنفاسه تسبيح ودعاؤه مُستجاب بإذن الله الكريم.
يسبق هذا الشهر المبارك يوم يحتفل به الكويتيون وهو يوم القريش، وهذا اليوم يأتي في الشهر الوافي وليس الهافي، أي يكون في يوم الثلاثين من شهر شعبان ويحتفل به في وجبه الغداء، وبعد تناول هذه الوجبة يقولون:
اليوم القريش وباكر نطوي الكريش... دليل على أن يوم غدٍ هو يوم رمضان، وأن الذين احتفلوا في يوم القريش في أعمالهم وعطّلوها فإنهم لم يدركوا هذا اليوم لأنه لم يكن في وقته وزمنه.
وفي الشهر الفضيل يتداول الناس الوجبات الشهية قبل الفطور، وكنا قديماً قبل أن تثور الواردة نحشو المفاتيح بالبارود ونضربها في الحوائط، فينتج عنها أصوات تتزامن مع صوت الواردة.
شهر جميل كانوا يقولون أهل هذه الديرة الطيبة عند قدوم الشهر
(رمضان بو القرع والبيديان)... كناية عن وجبة التشريب وهي المشهورة في الفطور.
ونحن في رحاب هذا الشهر المبارك الذي تقبل فيه الدعوات ماذا عسانا أن ندعو؟
ندعو لهذه الديرة الحبيبة وأهلها بالخير العميم والنعمة الدائمة والاستقرار المستمر حتى يجدَّ الجميع من أجل بناء صرحها واستمرار تألقها جوهرة الكون.
نتمنّى من الله العلي القدير أن يرحم الذين وفدوا إليه، وكانوا في العام الماضي معنا ومنهم أخي عبدالعزيز، وأن يرحم شهداء أهلنا في فلسطين الذين تعدوا ثلاثين ألف شهيد ويشفي جميع الجرحى الذين زادوا على 72 ألف جريح شفاءً عاجلاً حتى يستعيدوا قواهم ويواصلوا جهادهم ليلقنوا العدو الآثم أقسى الدروس ويبيدوه، ويدافعوا عن تربة بيت المقدس، ويعطي الكريم القوة لجميع رجال الإغاثة والأطباء في جميع تخصصاتهم على أعمالهم المخلصة من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء، وإعطائهم الدواء الناجع لينهضوا ويدافعوا عن أرضهم العزيزة، إنّ ربي هو ولي ذلك والقادرعليه.
صدق أبو نواس:
يا ربّ إن عظُمت ذنوبي كثرةً
فلقد علمتُ بأنّ عفوكَ أعظمُ
إن كان لا يرجوك إلّا محسنٌ
فبمن يلوذ ويستجير المجرمُ
أدعوك ربِّ كما أمرت تضرعاً
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحمُ
ما لي إليك وسيلةٌ إلّا الرجا
وجميل عفوك ثم إني مسلمُ
مبارك عليكم الشهر،،،