أظهر تقرير حديث، لباحثين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أن «اتصالات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ذات مصداقية، وتؤثر على مراكز المتداولين أكثر من تقلبات الأسعار، ولكل فئة من العوامل هناك عدة مواضيع لها تأثير كبير على مراكز المتداولين، وينطبق هذا بشكل خاص على تجار المقايضة، ومديري الأموال، وغيرهم من المتداولين الذين يمكن الإبلاغ عنهم»، مشيراً إلى «الانقسام بين المتداولين المشاركين في الأعمال المادية من منتجين تجار ومعالجين ومستخدمين وتجار ماليين».
ولفت التقرير، الذي قام به الباحثون فى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتحليل محتوى بيانات منظمة أوبك وبياناتها الصحافية، إلى أن «البيانات تحتوي على معلومات قيمة حول إمدادات النفط والطلب عليه وتحد من النشاط المضاربي، وأن تواصل أوبك يقلل فعلياً من تقلب أسعار النفط عن طريق إرسال إشارات واضحة للمشاركين في السوق، كما تدفع تصريحات أوبك المشاركين في السوق إلى تعديل مراكز تداولهم بما يتماشى مع المعلومات المقدمة بخصوص العرض والطلب».
وأشار إلى أن المواضيع التي تم بحثها تعتبر ذات أهمية إحصائية ويعني ضمناً أن المشاركين في السوق ينتبهون إلى مصداقية اتصالات «أوبك» كما يجسدها التعاون، وبالتالي فإن «تأثير اتصالات أوبك على مواقف المتداولين يعتمد على ما إذا كانوا منخرطين في أنشطة مادية أو مالية، وهو أمر ذو أهمية خاصة بالنسبة لتجار المقايضة».
كما ذكر أنه: «يمكن تفسير هذه النتيجة من خلال حقيقة أن تجار المقايضة يقومون بإعادة توازن محفظتهم بشكل متكرر مع مرور الوقت، وهم حساسون بشكل خاص لإشارات أوبك التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في السوق، حيث أنهم مهتمون بشكل أساسي بإدارة المخاطر المرتبطة بمعاملات المبادلة والتحوط منها».
وأفاد أنه بشكل عام تشير النتائج إلى أن «اتصالات أوبك ذات صلة وفعالة، أولاً، والأهم من ذلك، أنها تحقق هدف تحقيق الاستقرار في سوق النفط الخام عن طريق تقليل مستويات التقلب في أسعار العقود الآجلة للنفط الخام، وتكون هذه النتائج أقوى بالنسبة للعقود ذات الاستحقاق الأطول، مما يشير إلى أن اتصالات أوبك تؤثر على هيكل العقود الآجلة للنفط، وبما أن المهمة الرئيسية للمنظمة هي تحقيق الاستقرار في سوق النفط، فإن نتائجنا تقدم دليلاً على أن أوبك تفي بتفويضها».
وبحسب التقرير فإنه «يتفاعل المشاركون في السوق مع اتصالات أوبك من خلال تعديل صافي مراكزهم، ويمثل هذا دليلاً إضافياً على أن اتصالات أوبك مهمة، تشرح المواضيع التي تتناولها اتصالات أوبك جزءًا كبيرًا ويبدو أن المواضيع المتعلقة بمصداقية أوبك ذات أهمية خاصة».
واختتم بأن «النتائج تمثل اختباراً تجريبياً لنظرية موريس وشين (2002)، ويبدو أن اتصالات أوبك توافر إشارة ذات مصداقية، وهذه الإشارة أقوى كلما زاد الضجيج في الإشارة الخاصة».