رائع كان حفل تخريج ضباط الصف الجامعيين في كلية علي الصباح العسكرية تنظيماً وإبداعاً وحزماً، والحزم كانت كلمة كتبها الضباط الخريجون اصطفافاً عسكرياً وظهرت على كاميرات طائرات الدرون من الأعلى في إشارة إلى حضرة صاحب السمو أميرنا الشيخ مشعل الأحمد، الذي عُرف بالعدل والحزم، والذي دائماً ما يكون حاضراً في المحافل والمناسبات المهمة كما كان حاضراً وراعياً للحفل يوم الإثنين الماضي.
الحضور، بصمة لطالما كانت مرتبطة باسم سموه، أطال الله في عمره، وهو الذي طبق نظام بصمة الحضور والانصراف في الحرس الوطني عندما تولى إدارة الحرس الوطني، وهو الذي طبق نظام بصمة الحضور على موظفي الديوان الأميري قبل أن يتم تطبيقها على المُعلّمين والمعلمات في المدارس الحكومية.
نعم هناك بعض الأمور التي يعانيها المعلم وقد تحدث عنها عشرات المعلمين والمعلمات في اعتصامهم أمام مبنى وزارة التربية ويجب وضعها بعين الاعتبار ومعالجتها والاهتمام بمهنة التعليم وتخفيف الأعباء الإدارية عن الكوادر التعليمية، والأهم من ذلك الاهتمام بهم ومساعدتهم في تطوير الأداء وصقل مهاراتهم وقدراتهم التعليمية حتى يرتقوا بالمهنة، ولكن قطعاً ليس من بين هذه المطالب إعفاؤهم من بصمة الحضور.
وعلى سيرة الحضور وعدم الحضور، مشهد عدم حضور جلسات مجلس الأمة صار يتكرّر كثيراً كلما برز خلاف بين الحكومات والمجالس أخيراً، فعندما تعترض الحكومة على المجلس لا تحضر الجلسة، وكذلك النواب عندما يختلفون مع الحكومة يجتمعون خارج أسوار المجلس أو خارج القاعة حتى لا يكتمل النصاب ولا تعقد الجلسة...
ألا توجد وسيلة تعبير عن الرفض غير وسيلة عدم حضور الجلسات وتعطيل الحياة البرلمانية؟
لا أدري لماذا فكرت للحظة بتطبيق نظام بصمة الحضور على جلسات مجلس الأمة، وإننا مقبلون على مرحلة يكون فيها الالتزام بالحضور بصمة كويتية.
مجرد فكرة.