يكسب مديرو محافظ استثمارية الرهان، حتى الآن، بتدعيم تحركاتهم على الأسهم القيادية التي تمثل النصيب الأكبر من وزن بورصة الكويت، سواءً كانت بنوكاً أو شركات خدمية وعقارية ثقيلة.
يأتي ذلك في ظل ما حققته تلك الأسهم من عوائد سوقية وأرباح بعضها تحقق، والبعض الآخر غير محقق لعدم تسييل تلك المحافظ لملكياتها ولو بشكل جزئي، إذ أظهرت عمليات رصد أجرتها «الراي» على نحو 28 شركة ضمن مكونات سوق النخبة تحقيقها نمواً سعرياً يتراوح بين 3 و37 في المئة منذ بداية العام الحالي.
وبعيداً عن الطفرة التي سجلتها شريحة من الأسهم المتوسطة والصغيرة خلال الفترة المنقضية من يناير، بدعم من قوة شرائية مكثفة وتحرك كبار المساهمين عليها، استقطبت الأسهم الثقيلة غالبية السيولة المتداولة منذ بداية 2024 حيث استأثرت تلك الكيانات بأكثر من 800 مليون دينار من الأموال المتدفقة نحو البورصة.
وحول سبب تمسك المحافظ الاستثمارية الإستراتيجية ذات النفس الطويل بنوعية الأسهم التشغيلية القيادية التي لا تستجيب كثيراً للمضاربات وتعتمد على الشراء الهادئ أو السيولة الباردة في كثير من الأحيان، عزت مصادر استثمارية ذلك إلى حزمة من المعطيات والأسباب التي حافظت على استقرار مسار الأموال تجاه هذه النوعية من الأسهم، وعلى رأسها بنوك على غرار بنك الكويت الوطني وبيت التمويل الكويتي وبنك الخليج وبوبيان، إضافة إلى شركات مثل «زين» و«أجيليتي» و«طيران الجزيرة» و«الاستثمارات الوطنية» وغالبية السلع التي تمثل مكونات السوق الأول وشريحة من السوق الرئيسي وغيرها من الكيانات التشغيلية.
وشملت تلك المعطيات التالي:
1 - استقرار المراكز المالية لتلك الشركات والبنوك.
2 - اتباعها لنماذج أعمال منتظمة تضمن لها عوائد وفقاً لحركة القطاعات التي تنشط فيها.
3 - قدرة تلك الكيانات على امتصاص الصدمات وانخفاض أسعارها السوقية ثم العودة من جديد إلى المشهد.
4 - حرص القائمين عليها على تماسكها وعدم الاستجابة للمضاربات العشوائية التي قد تضر بشكلها العام.
5 - الخبرة التراكمية للقائمين على إدارة تلك الشركات والبنوك والمجموعات، جعلت الصناديق والمؤسسات المحلية والعالمية تضعها في مقدمة أهدافها.
6 - ثقة أهل السوق في تاريخ هذه الكيانات المدرجة.
7 - العوائد التي تمنحها تلك الشركات لمساهميها وحملة أسهمها من المستثمرين المحليين والأجانب زادت من الاهتمام باقتناء أسهمها، خصوصاً وأن السوق يترقب حالياً إفصاحاتها بشأن أدائها عن العام 2023 وما يصاحب ذلك من توزيعات.
8 - تمثل هذه النوعية من الأسهم ملاذاً آمناً ووعاءً استثمارياً مجدياً لأصحاب النفس الطويل من المتداولين، فكلما توافرت أموال جديدة لديهم يوظفونها في تلك الأسهم عبر الشراء المنظم.
9 - أكدت تلك الشركات أنها على قدر كبير من المتانة ما يؤهلها للتعامل مع أي أزمات مالية، ولعل ما واجهته خلال الأزمة العالمية وتداعياتها أظهر معدن تلك الشركات وقوة أوضاعها.
10 - استقرار الملكيات وعدم تعرض غالبية هذه النوعية من الشركات لأي نوع من المخاطر غير المحسوبة التي تضعها أمام تغييرات طارئة قد تضر بالسياسات المتبعة بإدارتها، ما يمثل أحد أهم أسباب انتظام الأداء والعوائد التي يبحث عنها المساهمون.
وقالت المصادر لـ «الراي» إنه «عندما تتفوق عوائد الأسهم القيادية وما تمنحه لملاكها على قطاعات أخرى مثل العقار والودائع البنكية وغيرها يجب أن تكون النتيجة ثبات واستقرار طويل الأمد لهذه الشركات».
«يوباك»: تسلّمنا إشعاراً بتسليم مبنى الركاب 4