كان الحصاد مثمراً في حقول الفن والإعلام والثقافة، لعام 2023، حيث شهدت الحفلات الغنائية والدراما التلفزيونية، بالإضافة إلى خشبات المسارح والملتقيات الأدبية انتعاشة كبيرة على جميع الصعد، في حين تراجعت عجلة الإنتاج السينمائي الكويتي نوعاً ما، رغم تقدمها خطوة نحو العالمية، عبر التجربة الناجحة لفيلم «شيابني هني».
ورغم كل النجاحات التي تحققت، هذا العام، غير أن ساحات الفن والثقافة والإعلام توشّحت بالسواد لرحيل عدد من رموزها وروّادها، ممن رحلوا عن دنيانا، ولكنهم تركوا بصمات راسخة لا تُنسى، في الفن والأدب والإعلام.
الحفلات الغنائية... انتعاشة أوقفتها «حرب غزة»
شهدت الحفلات الغنائية حالة من الانتعاشة غير المسبوقة على جميع المسارح، حيث أثبتت وجودها وقوة جماهيرتها في كثير من القاعات، سواء في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أو قاعة «أرينا مول 360» أو في أرض المعارض، وغيرها من قاعات الفنادق المشهورة. إلا أن «حرب غزة» أرخت بظلالها على المشهد الفني، حيث وجه مجلس الوزراء بوقف مظاهر الاحتفالات الفنية تضامناً مع الشعب الفلسطيني الشقيق جراء ما يتعرّض له من عدوان إسرائيلي وحداداً على أرواح الشهداء الأبرار، تأكيداً على موقف الكويت الدائم المساند للقضية الفلسطينية.
بداية انطلاق الحفلات الغنائية كانت في شهر فبراير مع مهرجان «فبراير الكويت» الذي ضمّ 6 حفلات وأقيم فوق خشبة مسرح «أرينا 360 مول»، وشارك بها كل من الفنانين نبيل شعيل، أصالة نصري، محمد عبده، أنغام، مطرف المطرف، ماجد المهندس، نانسي عجرم، نوال الكويتية، أصيل أبوبكر، عبدالله الرويشد وإليسا.
ولم يخلُ شهر مارس من الحفلات، إذ أحيا الفنانان المصريان تامر عاشور ورامي صبري حفلهما بتاريخ 17 منه في فندق «الراية»، في حين قدم «فنان العرب» محمد عبده حفلاً بتاريخ 25 فوق خشبة مسرح «أرينا 360 مول».
وفي شهر أبريل أقامت «مجموعة البركة» عدداً من الحفلات في عيد الفطر، شارك بها كل من الفنانين نبيل شعيل وأصيل أبوبكر إلى جانب خالد عبدالرحمن وبلقيس فتحي. كذلك، استمتع محبو الفن الشرقي بحفل أحياه أعضاء فرقة الكورال المصرية «روح الشرق» امتد على مدى 3 أيام، إذ أطلوا في 26 و27 و28 بمشاركة الفنان عبدالقادر الهدهود في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي. أيضاً، وخلال إجازة عيد الفطر السعيد، أقيمت في المركز جلستان غنائيتان، أحيا أولاهما الفنان مطرف المطرف بتاريخ 23، ثم تلاه في الليلة الثانية الفنان عبدالله الرويشد.
ونظمت إذاعة المارينا حفلات غنائية، بدأت في مايو واستمرت حتى يونيو، حملت عنوان «ليالي المارينا الغنائية» أقيمت جميعها في فندق «المارينا» أحياها مجموعة من فناني الكويت ومصر ولبنان منهم غادة رجب، أحمد الحريبي، ناصر المانع، عادل الماس، عبدالعزيز المسباح، ولاء الجندي، عبدالعزيز أحمد. في حين أطلّت الفنانة الإيرانية كوكوش على جمهورها بتاريخ 6 مايو فوق خشبة مسرح «أرينا 360 مول».
أما الفنانة المصرية أنغام ومواطنها الفنان تامر عاشور، فقدما حفلاً فوق خشبة «أرينا 360 مول» بتاريخ 11 مايو ضمن حفلات «صيف الكويت»، التي ضمت أيضاً حفلاً أحياه الفنان المصري تامر حسني بمشاركة «الظاهرة» فرقة ميامي الكويتية بتاريخ 12 منه، إضافة إلى حفل غنائي ثالث أحيته الفنانة السورية أصالة نصري والفنانة اللبنانية إليسا بتاريخ 13.
كذلك، استضافت قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية في مركز الشيخ جابر الأحمد بتاريخ 30 مايو امتداداً إلى الأول من يونيو ليلتين حملتا عنوان «أغاني المسلسلات».
وفي شهر سبتمبر، وضمن الموسم الثقافي 24/23 لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أحيا الفنان عبدالله الرويشد في اليوم الثالث منه حفلاً على خشبة المسرح الوطني، في حين حظي الجمهور بحضور ليلة موسيقية غنائية تحمل عنوان «أعمال سليمان الملا» تكريماً لمسيرة الفنان الراحل.
وفي يوم 12 أقيمت ليلة حضرمية حملت عنوان «ألحان أبوبكر سالم»، أما في يوم 29 فأطلت الفنانة المصرية أنغام على جمهورها فوق المسرح ذاته. وعلى مدار أربعة ليال بدءاً من تاريخ 18 وحتى 22 سبتمبر، وفوق خشبة مسرح الدراما تمت استضافة مهرجان «الموسيقى الدولي 23» الذي أقامه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، متضمناً حفلات غنائية موسيقية متنوعة، افتتاحيته كانت بليلة تكريمية للفنان الكبير الدكتور عبدالرب إدريس، شارك في إحيائها بدر نوري، مساعد البلوشي وفهد السالم بقيادة المايسترو الدكتور أيوب خضر.
وخلال الأيام الأخيرة من شهر سبتمبر امتداداً لشهر أكتوبر، وعلى مدار 5 أيام متتالية، أقيمت حفلة غنائية استعراضية حملت عنوان «فيكم طرب – ليلة مع ميامي». ومن فوق خشبة مسرح «أرينا 360 مول» ضمن فعاليات «موسم الكويت»، أحيا الفنان المصري محمد حماقي والفنانة العراقية أصيل هميم حفلاً بتاريخ 21 سبتمبر، في حين تبعهم في اليوم التالي كل من الفنانين رامي صبري وأحمد سعد وبدر الشعيبي.
وآخر الحفلات الغنائية للعام 2023 أقيمت خلال شهر أكتوبر، منها ليلة للفنانة الراحلة وردة الجزائرية أحياها خلف المشعوف وآيات فاروق ومروة ناجي بقيادة المايسترو الدكتور علاء عبدالسلام، أقيمت في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
الدراما الكويتية في الصدارة
كعادتها، تربعت الدراما الكويتية على عرش الأعمال التلفزيونية في دول الخليج، حيث تألق روّادها وأبطالها الشباب في بسط سيطرتهم المطلقة على الصدارة، ونستعرض أبرزها.
«قرة عينك»، من تأليف علي شمس، وإخراج سعود بوعبيد، ومن بطولة الفنانة القديرة حياة الفهد، وسعاد علي وشيماء علي وبثينة الرئيسي، وغيرهن.
وتدور أحداثه حول «كلثم» التي تظهر براءتها بعد 25 عاماً، وبعد أن تخرج من السجن، تحاول لم شمل أسرتها من جديد.
أما «عزيز الروح»، فمن تأليف عبدالله حافظ، إخراج مصطفى رشيد، ومن بطولة محمد المنصور وحسين المنصور وهدى الخطيب وعبير أحمد ولمياء طارق.
وتدور أحداثه عندما يقرر «سعود» بعد عودته إلى مسقط رأسه الزواج من «حصة» والاستقرار في حياته، وذلك عملاً بنصيحة شقيقه «صالح»، ولكن يتسلل الشك تدريجياً إلى قلب «سعود» اتجاه شقيقه، حيث يعتقد أن الأخير يسرقه ويحاول السيطرة على أمواله.
أيضاً، كان هناك «حب بين السطور»، من تأليف علياء الكاظمي، إخراج خالد جمال، ومن بطولة إبراهيم الحربي، باسمة حمادة، علي كاكولي، عبدالله عبدالرضا، شوق الهادي.
تدور أحداث المسلسل حول «صالح» الذي يتعرض لحادث مأسوي يفقد على اثره القدرة على الحركة، الأمر الذي يجعله ذليلاً لزوجته المُتجبرة التي تسيطر على كل شيء، ولكنه يتحدى الظروف ويقرر مواجهتها واستعادة ما سُلب منه.
كما عُرض مسلسل «البوشية»، من تأليف فايز العامر، إخراج حسين أبل، ومن بطولة جاسم النبهان، مريم الصالح، محمد جابر وعبدالرحمن العقل.
ويتناول العمل العلاقات الاجتماعية المتبادلة بين الطبقتين الكادحة والثرية، وذلك من خلال حياة «أبو مجبل» الذي يفعل كل ما في وسعه من أجل ضمان الحياة المثالية لعائلته.
أما «منزل 12»، فمن تأليف محمد النشمي وإخراج مناف عبدال، ومن بطولة القدير سعد الفرج، محمد العلوي، عبدالمحسن القفاص، نور الدليمي ومحمد الرمضان.
تدور أحداثه حول «منيرة» التي تمتلك حاسة غير عادية تمكنها من رؤية أشياء من عوالم مختلفة.
و«في دروب السعي مظالم»، من تأليف مشاري حمود العميري، إخراج محمد الطوالة، ومن بطولة عبدالرحمن العقل، ماجد مطرب فواز، هيفاء حسين، عبدالإمام عبدالله وأحمد مساعد، تقع أحداث العمل في أواخر التسعينات من القرن الماضي، حول رجل يُقيم في القاهرة لينهي رسالة الدكتوراه الخاصة به، حتى يتعرف على فتاة ويقع في حبها.
كما عرض مسلسل «ملح وسمرة»، من تأليف الكاتب حمد الرومي، إخراج علي العلي، ومن بطولة هدى حسين، جمال الردهان، سحر حسين، فاطمة الصفي وعبدالله الطراروة.
ويتحدث العمل عن ممرضة تدعى «هند» وتعيش حياة أسرية هادئة وسعيدة، ووضعها الاجتماعي والمهني جيد للغاية، ولكن ذات يوم تنقلب حياتها رأساً على عقب عندما تطرق بابها محامية تُدعى «إخلاص».
رحيل الكبار
فقدت الساحة الفنية والثقافية والإعلامية في الكويت رموزاً وأعلاماً وهامات، كانت لها بصمات واضحة في مجالها، إذ برحيلها تركت أثراً واضحاً في قلوب ذويها ومحبيها، وفي ما يأتي استعراض لمن رحلوا عن دنيانا، لكنهم ما زالوا حاضرين بأعمالهم بيننا:
• يوم الثلاثاء الموافق 4 أبريل، فقدت الكويت «شيخ المؤرخين» العم غانم يوسف الشاهين الغانم الذي وافته المنية عن 94 عاماً، دوّن خلالها تاريخاً كاملاً، وكان مرجعاً ثقافياً مهماً يقصده كل الباحثين في التراث الكويتي.
• يوم الأحد الموافق 9 أبريل، وُوري الثرى الفنان فيصل عبدالله سعد البليّس (فيصل بوغازي)، حيث وافته المنية عن عمر ناهز الـ 66 عاماً، بعد معاناته خلال السنوات الأخيرة مع أمراض القلب، وهو ما أدخله المستشفى أكثر من مرة، ليتوقف قلبه أخيراً إيذاناً برحيل «ملك الافيهات» وصاحب القلب الطيب، الذي حصد محبة الجميع، أمام الشاشات وخلف الكواليس.
• يوم السبت الموافق 6 مايو، وُوري الثرى الإعلامي الخلوق عبيد محماس العتيبي (عبيد العتيبي)، الذي وافته المنية عن 59 عاماً بعد تعرّضه لوعكة صحية شديدة ودخوله العناية المركزة في مستشفى جابر.
• يوم الجمعة الموافق 12 مايو، غابت شمس يوم الجمعة، فهبط الليل على «وطن النهار» معلناً «باختصار» رحيل «صوت الكويت الجريح» الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر عن عمر ناهز الـ 81 عاماً ليسدل الستار على مسيرة حافلة عمرها 60 عاماً من العطاء.
• يوم الخميس الموافق 25 مايو، غيّب الموت الفنان أحمد جوهر بعد صراع مع المرض. والذي كانت قد بدأ مسيرته الفنية العام 1982.
• يوم الجمعة الموافق 7 يوليو، انتقلت الفنانة أمل عباس إلى رحمة الله عن 63 عاماً، إثر صراع مرير مع المرض، تاركة في قلوب محبيها ذكرى طيبة.
• يوم الأحد الموافق 20 أغسطس، توفي الفنان بدر الطيار عن عمر 70 عاماً بعد صراع مرير مع المرض.
• يوم السبت الموافق 21 أكتوبر، توفي الفنان عباس البدري عن عمر يناهز 78 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
• يوم الإثنين الموافق 4 ديسمبر، توفي الفنان التشكيلي عبدالعزيز محمد آرتي، والذي يعتبر من الشخصيات التي تركت بصمة إبداعية في الفن التشكيلي في الكويت.
• يوم الجمعة الموافق 15 ديسمبر، خسرت الساحة الثقافية العربية فارسها الشهم وصمام أمانها «رجل الثقافة والسلام» الشاعر القدير عبدالعزيز سعود البابطين عن 87 عاماً.
«أبو الفنون»... يواصل النجاح
لم تكن خشبات المسارح الكويتية بمعزل عن الانتعاشة الفنية التي هبّت نسائمها بقوة هذا العام، بل كان «أبو الفنون» حاضراً ليؤكد وجوده في مواصلة النجاح.
ومن الأعمال المسرحية التي حظيت بنجاح كبير، «شيخ روحاني»، وهي من تأليف وإخراج عبدالله البدر، وتمثيل حسن البلام وزهرة عرفات وعبدالله الخضر وعبدالعزيز النصار وفهد البناي ومحمد الرمضان وغادة الزدجالي، وجرى تقديمها على مسرح اليرموك.
وقدمت مسرحية «شقة لندن» في الكويت على مسرح نقابة العمال في ميدان حولي، وهي اجتماعية كوميدية، من تأليف عيسى أحمد وإخراج الدكتور موسى آرتي، تمثيل طارق العلي وإلهام الفضالة وشهد سلمان وشهاب جوهر، وآخرين.
أما «السحر الأسود»، المزيج بين الرعب النفسي والعاطفة الوجدانية، فإنها من تأليف وإخراج وتمثيل عبدالعزيز المسلم، إلى جانب باسمة حمادة ومرام البلوشي وعبدالله المسلم وفاطمة الطباخ، وعرضت على مسرح نادي القادسية.
وكان «آخر يوم في حياتي» عرض موسمي، قدم في دار المهن الطبية بالجابرية، وهي من تأليف علي قاسم وإخراج عبدالله البدر، تمثيل زهرة عرفات ومحمد الرمضان وفهد البناي ومحمد الحملي، ومجموعة أخرى من المشاركين.
وانطلق عرض مسرحية «زحمة» في عيد الفطر السعيد على مسرح نادي السالمية، وهي من إخراج محمد الحملي، وشارك في التمثيل عبدالرحمن العقل وسماح ومحمد الحملي وأحمد إيراج.
كما عرضت مسرحية «المحترمين»، من تأليف وإخراج عبدالعزيز صفر، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا للمرة الأولى في عيد الفطر، وشارك في التمثيل، كل من خالد المظفر وإيمان الحسيني ومحمد الدوسري وإبراهيم الشيخلي ومهدي دشتي.
أما «أنا زومبي 2»، المسرحية الخاصة للأطفال والعائلة، فإنها من تأليف هيا أحمد، إخراج محمد الحملي ومن بطولته إلى جانب عبدالله الرمضان وعبدالله الشامي، وعرضت على مسرح نادي السالمية في عيد الفطر.
كما عرضت «العناكب» المخصصة للأطفال، وهي من تأليف جاسم الجلاهمة، وإخراج عبدالمحسن العمر، الذي شارك أيضاً كممثل، بمعية ليالي دهراب وروان مهدي وأحمد النجار.
أما «وينزداي»، مسرحية الأطفال، وهي من إخراج عبدالله المسلم، وتمثيل هبة الدري وصمود المؤمن وفتات سلطان وفهد باسم وروان العلي ومحمد الكاظمي ونواف العلي، فقد تم عرضها في مسرح نادي القادسية.
وإلى «عالم روبلوكس»، من تأليف فاطمة العامر، وإخراج يوسف الحشاش، فقد قُدمت في عيد الأضحى على مسرح نادي خيطان، وشارك في التمثيل، كل من حسين المهدي وشيماء سليمان وجنى الفيلكاوي ويوسف الحشاش وأريج العطار وخالد الصراف.
وفي «غرفة 13»، العمل الكوميدي للكبار، تشكّل مزيج بين الكوميديا والغموض، وهو من تمثيل عبدالناصر درويش وأحمد العونان وأميرة محمد وحسين المهدي، ومن تأليف فاطمة العامر وإخراج يوسف الحشاش.
وعلى مسرح شرق، قدم العمل الموسمي «مولانا»، وهو من تأليف بدر محارب وإخراج محمد الحملي، وشارك في التمثيل عدد من الفنانين، منهم أسامة المزيعل ومبارك المانع وفوز الشطي وبشار الجزاف ومشاري وشملان المجيبل.
الثقافة الكويتية... استذكرت روّادها
كدأبها كل عام، تميزت ساحات الأدب والثقافة في الكويت باستحضار روّادها وأعلامها، كما نجحت بعض الصالونات الأدبية والملتقيات الثقافية بالخروج عن النمط المعتاد، إلى حيث التنوّع والشمولية.
فاحتفت الدورة السادسة والأربعون لمعرض الكويت الدولي للكتاب بالشاعر فهد العسكر، ليكون شخصية الاحتفالية وتميمة المعرض، احتفاء بموهبته الفذة ومكانته الشعرية الرائدة. وشهد المعرض هذا العام مشاركة 486 دار نشر من 29 دولة، كما بلغ عدد الكتب المسجلة في الاستعلام الآلي للمعرض 171 ألف عنوان، من ضمنها 11 ألف عنوان حديث.
وكان لافتاً في «الملتقى الثقافي» هذا العام، تعدد الطروحات التي أضاء عليها من باب التنوّع في الموضوعات الثقافية والتاريخية، وكان آخرها عندما قدّم أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية في الكويت الدكتور هشام العوضي ندوة بعنوان «تجربتي مع الوثائق البريطانية»، والتي أكد خلالها أن الوثائق البريطانية دوّنت كل شاردة وواردة في تاريخ الكويت.
وإلى جانب الأمسيات الأدبية والشعرية التي تقيمها، دشّنت رابطة الأدباء الكويتيين في عام 2023 «بيت المسرح» برئاسة الكاتبة تغريد الداود، حيث شهد عرضاً مسرحياً بعنوان «سهرة خارج النص»، بالإضافة إلى تدشين «بيت الطفل» برئاسة سارة الظفيري، فضلاً عن تعيين مجلس إدارة جديد بروح شبابية برئاسة حميدي المطيري.
ولعلّ استضافة الشاعر القدير بدر بورسلي في «نادي رُقي الثقافي» التابع للملتقى الإعلامي العربي، كانت واحدة من أكثر اللمسات وفاءً لشاعر «وطن النهار»، الذي قدم خلال مسيرته الحافلة عشرات القصائد المغناة بأصوات فنانين كبار، منهم عبدالكريم عبدالقادر ومحمد عبده وطلال مداح وعبدالمجيد عبدالله وغيرهم الكثير، حيث أفصح بورسلي خلال الندوة عمّا يختلج قلبه من أسرار لم يَبح بها من قبل.
الفنون التشكيلية... تداعت لنصرة غزة
لم تَغب جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة، عن ريشة الفنانين التشكيليين في الكويت، فقد انتفضوا في وجه الظلم، ليعبروا بالريشة والألوان عن دعمهم للقضية الفلسطينية.
فقد نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معرضاً تشكيلياً بعنوان «صمود غزة»، بمشاركة 38 فناناً في المرسم الحُر.
وحمل المشاركون رسالة دعم للشعب الفلسطيني، عبر تسجيلهم لمعاناتهم فنياً بأعمال تلامس المشاعر والوجدان، ليسجلوا تجاوبهم مع هذا الحدث الجلل.
كذلك، احتضنت نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين تظاهرة فنية حاشدة، بعنوان «غزة تنتفض»، تضامناً مع الشعب الفلسطيني ولا سيما أهالي غزة، ممن كابدوا، أشد الاعتداءات الصهيونية الوحشية.
وعبّرت اللوحات الفنية المشاركة عن طغيان الكيان الصهيوني في غزة وقتله المدنيين من الشعب الفلسطيني، وأيضاً جسّدت خسائر المنازل، والمباني، وغيرها. كما عكست بعض الأعمال تعلق الفلسطينيين بالأرض وحمايتها، والعزم على المقاومة والتحرير.