فعلاً إن الوضع المرتبط بالحكومة والبرلمان يحتاج إلى «نفضة» لكي تؤدي إلى النهضة، ويحتاج إلى إعادة بناء وخارطة طريق حازمة بعيداً عن صراعات الكراسي والتعامل الخاطئ مع بعض ملفات الدولة وسجالات تهدر الوقت الثمين في كلام ليس به فائدة غير التفريغ عند البعض!
فالمهم في العهد الجديد هو تصحيح المسار بشكل فعلي وإستراتيجي لمصلحة البلاد والعباد وأن يكون عمل البرلمان والحكومة منهجيا ويسعى للعدالة وضمن خطط زمنية والبحث العادل والحقيقي عن الكفاءة للوظيفة القيادية والتي يجب أن تكون ضمن آليات اختيار بمعاييرالشفافية والعدالة الاجتماعية والخبرة العملية والعلمية.
ويجب أن يكون هناك إعلان حيادي لتعيين القيادي وألّا يرتبط بمزاج الوزير وتعرضه بدوره للضغوطات أو الخوف السياسي للمحافظة على كرسيه!
وفعلاً وباللهجة العامية «مصخت» فلا يستحق المنصب من أخذه بـ «الباراشوت» فقط لأنه نازل بتوصية من «ديوانية» متنفذ، أو لأنه تابع له أو نتيجة صفقة سياسية ظالمة مع نائب ما أو كتلة سياسية ما.
كذلك لا يستحق المنصب من جاء فقط نتيجة المحاصصة السياسية المزمنة ومجاملات التعيينات والمناصب وكأنها مأدبة عشاء في مخيم أو مزرعة!
لذلك فالإصلاح الحقيقي يكون بتحقيق العدالة بين أفراد المجتمع وضرب الفساد بكل أشكاله والجرأة في معاقبة المسيء و المتراخي أو من ينظر لمصالحه الخاصة وأجندته الذاتية.
المفترض أيضاً أن يكون لدينا تفعيل أكثر لدولة المؤسسات ويكون ذلك بالجرأة بالتحرك واستبدال الكثير من القيادات والوكلاء في مختلف الجهات الحكومية والهيئات وما أكثرها بمسمياتها المتشعبة وحتى القطاع النفطي والذي يحتاج بدوره إلى دمج شركاته وكبح لجام «الواسطة» فيه حتى يكون التغيير المنشود حقيقياً ويواكب مرحلة تصحيح المسار...
فالمهم إرضاء الشعب والاستفادة من كفاءات أبناء الوطن وهي في النهاية أهم بكثير من إرضاء متنفذ أو نائب أو تلك الكتلة السياسية، وذلك لم يفد الحكومة المستقيلة!
ولن يفيد الحكومة الجديدة، فالاستقرار السياسي ومحاولة التطور للحاق بالقطار الخليجي المنطلق بسرعة نحو التقدم التكنولوجي والاقتصادي لا يمكن أن يحدث بالبعض من القيادات الضعيفة والتي تم تعيينها بما ذكرته أعلاه، بل يكون التطور بعد الاتكال على الله تعالى بتنفيذ إستراتيجية شاملة بقيادات تم تعيينها بمبدأ تكافؤ الفرص للحصول على أفضل العقليات المنتجة.
وبالتالي يتم تقطع الطريق على من يريد اقتناص المناصب للموالين له وكأنها أرض مشاع له أو«طب وتخير»! والخلاصة لكي يتم تعيين قيادي ناجح فإننا نحتاج القيادي الأعلى منه ويكون بمواصفات قيادية وضمن العدالة المستحقة أيضاً مثل منصب الوزير، فهي مثل السلسلة المتصلة، وكما يقال «فاقد الشيء لا يعطيه»، وأيضاً ما يصح إلا الصحيح، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.