باتت تلال ساريون في شرق إسبانيا تضم بساتين كبيرة من أشجار السنديان الأخضر حيث تنمو كميات كبيرة من الكمأة السوداء، بعد أن كانت مهجورة إلى حد كبير ومغطاة بالعشب والحجارة.
ويقول أحد مزارعي الكمأة وصاحب ثلاثين هكتاراً من الأراضي على مرتفعات هذه القرية الصغيرة بين فالنسيا وسرقسطة «هنا، كل شيء مرتبط بالكمأة (...)، إنها ليست مجرد مزروعات بل أسلوب حياة».
قبل بضع سنوات، تخلى المزارع سوريانو الرياضي البنية عن وظيفته كحارس غابات ليخصص كامل وقته للاعتناء بأشجار كمأة زرعها والد زوجته قبل 20 عاماً في هذه المنطقة البالغ عدد سكانها 1200 نسمة. وكان قراره هذا نابعاً من عاطفته أكثر من كونه عقلانياً.
ويقول وهو يداعب كلبته بيستا «كانت إدارة النشاطين في الوقت نفسه مسألة معقّدة، لكنّ المردود المتأتي من زراعة الكمأة أكبر».
وتتوقف كلبته فجأة عند سفح شجرة أوراقها صفراء. وباستخدام سكين، يقطع سوريانو كمأة يبلغ قطرها خمسة سنتيمترات. ويقول «نعثر أحياناً على كمأ أكبر حجماً وقد يصل وزنه إلى نصف كيلوغرام».
أبرز منتج في العالم
شهد إنتاج الكمأة السوداء ارتفاعاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة في إسبانيا التي باتت راهناً أبرز منتج لهذا الفطر الذي يصل سعر الكيلوغرام منه إلى 1500 يورو، وهو ما يشكل نعمة للمزارعين الذين شرعوا في هذا النشاط الزراعي.