الطريق نحو الحياد الكربوني... نهج تويوتا المتعدد المسارات للتنقل المستدام

29 نوفمبر 2023 08:30 ص
بينما يستعد العالم لانطلاق «مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن المناخ» (كوب 28) الذي تستضيفه دبي، تزداد الحاجة الملحة لدى حكومات دول العالم إلى معالجة قضية انبعاثات الكربون. وبينما يسعى الخبراء إلى تحقيق هدفهم الطموح في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، يتبنى كل قطاع رئيسي، بما في ذلك قطاع صناعة المركبات، التحولات والمنهجيات اللازمة من أجل إعادة تقييم الوضع الراهن والتعاون لتحقيق الحياد الكربوني.

ولطالما تميزت شركة تويوتا بدورها الرائد في هذا المسعى العالمي، إذ بدأت مسيرتها لدعم تحقيق الحياد الكربوني منذ أكثر من عقدين من الزمن مع طرح مركبة تويوتا بريوس الأسطورية في عام 1997، وهي أول مركبة «هايبرِد» كهربائية تُصنَّع على نطاق واسع. وخلال 25 عاماً، باعت شركة تويوتا أكثر من 20 مليون مركبة كهربائية، ما أسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم بأكثر من 160 مليون طن. وتواصل شركة تويوتا التزامها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 من خلال نهج متعدد المسارات يهدف إلى صياغة حلول مستدامة توافر حرية التنقل للجميع.

وتماشياً مع سعي شركة تويوتا إلى جعل جميع مصانعها محايدة للكربون بحلول عام 2035، تستمر مجموعتها من المركبات الصديقة للبيئة في النمو. كما تهدف الشركة إلى تطوير وطرح مجموعة شاملة من 30 طرازاً من المركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات (BEV) بحلول عام 2030، بما فيها مركبات الركاب والمركبات التجارية، وتحقيق مبيعات عالمية سنوية تبلغ 3.5 مليون مركبة في نفس الإطار الزمني. وهذا يشمل خططاً على المدى الأقصر؛ إذ أعلنت الشركة في أبريل 2023 عن هدفها المتمثل في طرح 10 طرازات من المركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات (BEV) وبيع 1.5 مليون مركبة كهربائية بحلول عام 2026. ومن المتوقع أن تؤدي جهود شركة تويوتا إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 33 في المئة بحلول عام 2030، وبنسبة 50 في المئة بحلول عام 2035 مقارنةً بمستويات عام 2019.

تحقيق السعادة للجميع

أكد كوجي ساتو الرئيس والمدير التنفيذي لشركة تويوتا موتور كوربوريشن، على مهمة شركة تويوتا المتمثلة في «تحقيق السعادة للجميع»، وحماية الأرض وإثراء حياة الناس في جميع أنحاء العالم.
وقال ساتو إن الشركة تهدف إلى تحقيق ما هو أبعد من الحياد الكربوني، مسلطاً الضوء على الحاجة إلى تغيير مستقبل المركبات لضمان استمرار أهميتها وفائدتها على المجتمع.

مصنع جديد لمركبات BEV

انعكست مساعي شركة تويوتا في ما يتعلق بالمركبات الكهربائية في إنجازها البارز المتمثل في إنشاء مصنع جديد خاص بالمركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات (BEV) في مايو 2023. ووُضِع تصور خاص للمصنع الجديد يجعل فريقه يعمل بروح الفريق الواحد على كل مهمة. ويشمل ذلك ليس فقط تولي الفريق عمليات التطوير والإنتاج وإدارة الأعمال في الشركة، بل وقيادة تقدم الشركة في مجال تطوير الجيل التالي من المركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات (BEV).
من جهة أخرى، تستعد شركة تويوتا من خلال مصنعها الخاص بالهيدروجين لإطلاق نظام خلايا الوقود الهيدروجيني للجيل التالي من المركبات الكهربائية التي تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين للاستخدام التجاري في عام 2026، والذي يعطي الأولوية لمدى استمرارية المركبة، وكفاءة تكلفتها، واستهلاكها المنخفض للوقود الهيدروجيني.

مزيج مثالي من مركبات الـ «هايبرِد»

بينما تدرك شركة تويوتا الحاجة إلى نشر المركبات الكهربائية على نطاق واسع، فإنها تؤمن أيضاً بأهمية الإستراتيجيات المتنوعة التي تركز على تبني مزيج مثالي من مركبات الـ «هايبرِد» الكهربائية المزودة بتقنية الشحن الخارجي والمركبات الـ «هايبرِد» الكهربائية؛ وذلك للاستفادة بكفاءة من الموارد المحدودة.
وسيكون لتطبيق ذلك على نطاق أوسع تأثير أعلى بكثير في الحد من الانبعاثات مع تحسين استخدام موارد الليثيوم المحدودة. وبالتالي، بينما تهدف شركة تويوتا إلى تطوير المزيد من المركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات (BEV) على المدى الطويل، فإنها توصي باعتماد مزيج من المركبات الـ «هايبرِد» الكهربائية والمركبات الـ «هايبرِد» الكهربائية المزودة بتقنية الشحن الخارجي، لا سيما في المناطق ذات البنية الكهربائية التحتية المحدودة.

حلول تنقل مستدامة

تركز شركة تويوتا على تقنيات الوقود المنخفضة الكربون والمحايدة للكربون كجزء من نهجها المتعدد المسارات. ومن المهم ليس فقط التركيز على تعزيز اعتماد المركبات الكهربائية على نطاق واسع من خلال بيع المركبات الجديدة، بل العمل على الحد من الانبعاثات الكربونية الصادرة عن المركبات المتواجدة حالياً على الطرقات، والتي يستخدمها الناس في حياتهم اليومية. ولذلك، تحرص شركة تويوتا على العمل والتعاون مع العديد من الشركاء، حتى من خارج قطاع صناعة المركبات. ففي اليابان، أنشأت سبع شركات خاصة، من بينها شركة تويوتا، رابطة لتعزيز البحوث المتعلقة بتقنية إنتاج الجيل الثاني من وقود الإيثانول الحيوي. وفي الولايات المتحدة، تعاونت شركة تويوتا مع شركة «إكسون موبيل» لاختبار الوقود ذي البصمة الكربونية المنخفضة، كما عملت مع شركة «شيفرون» على مشروع عرض تجريبي على الطرقات باستخدام مزيج متجدد من البنزين.
وانطلاقاً من رؤيتها لمستقبل واعد، فإن تويوتا عازمة على إيجاد حلول تنقل مستدامة تعود بالنفع على كوكب الأرض وتثري حياة الناس في جميع أنحاء العالم.