أوكرانيا تُعلن أن استهداف جسر القرم «قلب» عمليات البحرية الروسية رأساً على عقب
موسكو تشن أوسع هجوم مسيّر على كييف منذ بدء الغزو
25 نوفمبر 2023
10:00 م
- زيلينسكي يقيل عدداً من قادة الحرس الوطني
اتهمت أوكرانيا، روسيا، أمس، بشن هجوم مسيّر ليلي، وصفته بالأكبر منذ بدء غزو في فبراير 2022، ما حرم عشرات الأبنية السكنية والمنشآت من التيار الكهربائي.
وأتى الهجوم فيما تحيي أوكرانيا ذكرى «هولودومور»، المجاعة الكبرى التي تعرض لها الملايين في البلاد في عهد الزعيم السوفياتي الراحل جوزف ستالين.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني، صباحاً، أنه أسقط 71 مسيرة هجومية من طراز «شاهد». وأوضح أن «غالبيتها دمرت في منطقة كييف».
وأصيب خمسة أشخاص بينهم طفل في الحادية عشرة في هذا الهجوم.
واستمر الانذار الجوي في كييف مدة ست ساعات، وتسبّب الهجوم بسقوط حطام واندلاع نيران وبأضرار لحقت بأبنية في العاصمة، وفق رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو.
وأضاف «يستمر العدو في زرع الرعب والإرهاب».
وتسبب الهجوم أيضا، بانقطاع التيار الكهربائي عن عشرات الأبنية السكنية وأكثر من مئة منشأة.
وذكرت وزارة الطاقة في بيان «صبيحة 25 نوفمبر تسبب هجوم واسع شن بمسيّرات بانقطاع خط للتوتر العالي».
وأضافت «نتيجة لذلك انقطع التيار عن 77 مبنى سكنياً و120 منشأة في وسط العاصمة».
وكثرت الهجمات بواسطة المسيّرات في الأشهر الأخيرة، إن من جانب روسيا أو أوكرانيا.
وأكدت روسيا الجمعة، أنّها دمرت 16 مسيّرة أوكرانية في الجنوب وفوق شبه جزيرة القرم التي تستهدفها كييف بانتظام بسبب موقعها الاستراتيجي في البحر الأسود.
وفي اليوم نفسه أعلن الجيش الأوكراني ان أنظمة الدفاع الجوي أسقطت ليلاً ثلاث مسيّرات هجومية روسية.
ذكرى المجاعة
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن «أكثر من 70 مسيرة في ليلة ذكرى المجاعة الكبرى... القيادة الروسية فخورة بواقع أنها قادرة على القتل».
وشدد في بيان «يستحيل علينا نسيان جرائم الإبادة الفظيعة التي تكبدها الأوكرانيون خلال القرن العشرين، ناهيك عن فهمها والصفح عنها».
وشكر زيلينسكي كذلك الدول التي أقرت رسمياً أن هذه المجاعة هي «جريمة إبادة متعمدة».
في منتصف أكتوبر الماضي، وصّفت الجمعية البرلمانية في مجلس أوروبا هذه المجاعة بأنها «إبادة»، لتحذو بذلك حذو البرلمان الأوروبي الذي اعتمد هذا التوصيف قبل سنة على ذلك.
وقضى أربعة إلى ثمانية ملايين في أوكرانيا في المجاعة الكبرى بين العامين 1932 و1933 على خلفية تأميم الأراضي التي خطط لها بحسب مؤرخين، ستالين لقمع التطلعات القومية والاستقلالية لهذا البلد الذي كان يومها جمهورية سوفياتية.
وترفض روسيا من جهتها رفضاً قاطعاً تصنيف المجاعة على أنها «إبادة»، وتشدد على أن المجاعة الكبرى في الثلاثينات لم تحصد ضحايا أوكرانيين فقط بل من الروس وشعوب أخرى أيضاً.
جسر القرم
من ناحية ثانية، قال رئيس جهاز الأمن الأوكراني فاسيل ماليوك في مقطع مصور بُث الجمعة، إن هجوماً بحرياً بطائرات مسيرة أوكرانية على جسر القرم في يوليو الماضي، «عرقل» العمليات البحرية وأجبر موسكو على اللجوء إلى العبارات لنقل الأسلحة.
وتابع أن الهجوم الثاني، ضمن هجومين كبيرين، وقع في أغسطس، وعطل بشكل خطير العمليات على الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومتراً، وهو الأطول في أوروبا، وأضعف فكرة أن روسيا لا تقهر.
وأضاف في الجزء الأول من سلسلة أفلام وثائقية يبثها التلفزيون تحت عنوان «إس.بي.يو العمليات الخاصة للنصر»، «لقد قلبنا بشكل عملي مبدأ العمليات البحرية رأساً على عقب».
وقال «دمرنا أسطورة روسيا التي لا تقهر... هناك الكثير من المفاجآت القادمة، وليس فقط جسر القرم».
وأوضح ماليوك كيف أن الهجوم، الذي أيده زيلينسكي، شارك فيه خمس مسيرات من طراز «سي بيبي» محمولة بحراً تم التحكم فيها عن بعد من كييف، على بعد ألف كيلومتر إلى الشمال.
وأورد الفيلم الوثائقي أن التقارير التي قدمها العملاء أظهرت أن ستة من ثمانية هياكل داعمة دمرت وتضرّر اثنان، وتحولت القوات الروسية إلى العبارات لتزويد قواتها بالأسلحة.
وأعلنت روسيا أن هجوم يوليو أدى إلى مقتل شخصين على الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي الروسي عن طريق البر والسكك الحديد.
ومنذ ذلك الحين، ظلت حركة المرور تعمل على الجسر، رغم أن المسؤولين الروس يقولون إنّ أعمال الإصلاح لا تزال مستمرة.
وتم الانتهاء من الجسر عام 2018، بعد أربع سنوات من ضم موسكو للقرم وإعلانها أرض روسية إلى الأبد.
والهجوم على الجسر هو أحد العمليات الهجومية الأوكرانية في البحر الأسود، بما في ذلك هجوم صاروخي على مقر أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول في سبتمبر.
وقال زيلينسكي في وقت سابق هذا الشهر، إن أوكرانيا انتزعت زمام المبادرة من روسيا في البحر الأسود، وبفضل استخدام المسيرات البحرية، أجبرت الأسطول الروسي والسفن الحربية على الانسحاب.
إقالات
في سياق آخر، أصدر زيلينسكي، الجمعة، مرسوماً بإقالة عدد من كبار ضباط الحرس الوطني، بينهم النائب الأول لرئيس الحرس الوطني اللفتنانت جنرال فولوديمير كوندراتيوك.
كما سيقال ثلاثة نواب آخرين، وهم اللفتنانت جنرال أولكسندر نابوك وضابطان آخران برتبة ميجور جنرال، هما أوليه ساخون وميكولا ميكولينكا.
وباستثناء ساخون، كان جميع الجنرالات في مناصبهم، قبل الحرب.