مساعدة إسرائيل عسكرياً «تحت مجهر الديموقراطيين»

... هكذا «يلوي» نتنياهو ذراع حليفه بايدن

19 نوفمبر 2023 10:00 م
أدى دعم الرئيس الأميركي جو بايدن، لإسرائيل في حربها على حركة «حماس»، إلى انقسام داخل الولايات المتحدة لاسيما مع ارتفاع الأصوات المطالبة بضرورة وقف إطلاق النار.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، تعزز الانطباع بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يستمع حقاً للأميركيين، ويستمر في رفض أي شكل من أشكال وقف إطلاق النار بينما تظل «حماس» غير مهزومة والإسرائيليون محتجزين كرهائن.
ويشير استطلاع جديد إلى أن 68 في المئة من الأميركيين يريدون وقف إطلاق النار، بينما يعتقد ما يقرب من 40 في المئة أن بايدن يجب أن يعمل «كوسيط محايد» بدلاً من العمل كمدافع عن إسرائيل.
وتكشف استطلاعات الرأي نتائج مخيبة بالنسبة لبايدن قبل عام من الانتخابات الأميركية ولا سيما أنه يخسر الدعم العربي والإسلامي في الولايات المتأرجحة بظل دعمه الكبير لإسرائيل في الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وفي المعركة الموازية لكسب الرأي العام العالمي، من الواضح أن بايدن والغرب يخسران في شأن غزة، فالغضب الهائل الذي تشعر به الدول العربية - وخارجها - إزاء الخسائر البشرية الهائلة، هو غضب عميق وربما يخلف عواقب جيوسياسية دائمة.
وبعد 7 أكتوبر، أظهر بايدن تعاطفاً حقيقياً مع إسرائيل، لكنه فشل في كبح جماح نتنياهو.
ومتجاهلاً تحذيرات الرئيس، يهدف رئيس الوزراء إلى الاحتفاظ بالسيطرة على قطاع غزة لأجل غير مسمى، وكما هو الحال دائماً، فهو يرفض حل الدولتين.
وطالما بقي نتنياهو في السلطة، سيواجه بايدن والقادة الغربيون تحدياً مستمراً في القدس الشرقية، ما يطيل أمد المعاناة في غزة، ويضر بمصداقيتهم في الداخل، ويضر بمصالحهم في الخارج، ويشكل خطراً دائماً بحرب أوسع نطاقاً.
وسواء كان السؤال هو مستقبل غزة، أو الدولة الفلسطينية، أو التهديد الإيراني، أو الحكم الديموقراطي الصادق، فإن نتنياهو يشكل عائقاً، الآن أكثر مما كان عليه قبل الحرب.
وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد «مذكرة إلى جو، لا يمكن أن يكون هناك سلام بينما يحكم بيبي (نتنياهو)».
«تحت مجهر الديموقراطيين»
في سياق متصل، يناقش الديموقراطيون في مجلسي النواب والشيوخ، كيفية تهيئة الظروف لتقديم مساعدات عسكرية مستقبلية لإسرائيل، وفقاً لما نقله موقع «بوليتيكو» عن اثنين من أعضاء الحزب.
وبحسب الموقع، فإن النقاش أولي، وليس من الواضح ما إذا كانت المحادثات ستتطور إلى اتخاذ إجراء في الكونغرس.
وقال أحد الأعضاء إن المناقشات في شأن تقييد المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة دفعت الديموقراطيين إلى إجراء مناقشات مماثلة حول شروط المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وأضاف الآخر أن الديموقراطيين «يتجهون نحو الضغط من أجل فرض هذه الشروط في شأن الدعم المستقبلي».
وبحسب «بوليتيكو»، إذا تحولت المحادثات إلى إجراء تشريعي، سيزيد الضغط على البيت الأبيض، وقد يجبر ذلك بايدن على تخفيف دعمه لإسرائيل، وهذا من شأنه أن يرضي التقدميين في الكونغرس الذين يريدون من الولايات المتحدة أن تطالب بوقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس «لن نفتعل أي شروط على الدعم الذي نقدمه لإسرائيل للدفاع عن نفسها».
وبحسب ما نقله الموقع عن العضوين الديموقراطيين، فالمحادثات الحالية تدور حول تفعيل «قانون ليهي» مثلاً، الذي يحظر إرسال الأموال إلى البلدان التي توجد بها معلومات موثوقة حول انتهاكات حقوق الإنسان.
وتتلقى إسرائيل نحو 3.8 مليار دولار سنوياً من الولايات المتحدة مقابل أنظمتها العسكرية والدفاعية الصاروخية.
وأقر مجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون في وقت سابق من نوفمبر، مشروع قانون مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار، هدد بايدن باستخدام حق النقض عليه، لأنه لم يتضمن تمويل أوكرانيا، من بين أولويات أخرى.
وقال مسؤول رفيع المستوى سابق في وزارة الدفاع، طلب عدم ذكر اسمه للحديث عن تفاصيل المناقشات الحساسة، إن «من غير المرجح» أن تضع الإدارة شروطاً على مساعداتها لإسرائيل.
لكن إدارة بايدن واجهت ضغوطاً متزايدة خلال الأسبوع الماضي للرد على تصرفات إسرائيل، وتحديداً عمليتها في مستشفى الشفاء، الأكبر في غزة.
وتجري الولايات المتحدة محادثات مستمرة مع الحكومة الإسرائيلية في شأن إمكانية إنشاء مناطق آمنة في جنوب غزة من شأنها أن تسمح للمنظمات الإنسانية بالعمل بحرية أكبر وبعيداً عن تبادل إطلاق النار.