نتنياهو يرفض عودة السلطة إلى القطاع ويدرس تعيين بلير مُنسّقاً إنسانياً... وسوليفان لترك الشعب الفلسطيني يُقرّر مصيره
مستشفيات غزة «مشارح»... ومفاوضات الرهائن «تتأرجح بين الشروط»
12 نوفمبر 2023
10:00 م
وسط الحرب اللا إنسانية على مستشفيات غزة، التي تهدّد «مفاوضات الرهائن» وحياة عشرات آلاف الفلسطينيين العالقين في مرافق صحية، وتنذر بتحوّلها قريباً إلى «مشارح»، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى احتمال التوصل إلى اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حركة «حماس»، لكنه ألقى بمزيد من الشكوك حول مستقبل القطاع، معتبراً أن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي لا ينبغي أن تتولى مسؤولية القطاع الساحلي، في تناقض واضح مع الحليف الأميركي، الذي يرى أنه يجب أن يترك الأمر للشعب الفلسطيني «ليقرر شكل حكمه المستقبلي»، وفق مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.
كما أكد سوليفان، لشبكة «سي بي إس نيوز»، أمس، أن «الولايات المتحدة لا تريد أن ترى معارك بالأسلحة النارية في المستشفيات حيث يقع الأبرياء والمرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية في مرمى النيران، وقد أجرينا مشاورات جادة مع الجيش الإسرائيلي».
وتابع أن هناك معلومات تشير إلى أن «حماس تستخدم المستشفيات لأغراض القيادة والسيطرة وتخزين الأسلحة وإيواء مقاتليها شأنها شأن العديد من المرافق المدنية الأخرى. هذا انتهاك لقوانين الحرب».
ويواجه مجمع الشفاء الطبي، الأكبر في القطاع والمستشفيات الأخرى في شمال غزة، صعوبات في تقديم الرعاية للمرضى بعدما أصبحت المنشآت الطبية محور الحرب التي تشنها إسرائيل.
وشدد سوليفان، على أنه «لا يمكن العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر عندما يتعلق الأمر بالحكم في غزة».
وأضاف مستشار الأمن القومي، من ناحية ثانية، أن واشنطن منخرطة في المفاوضات بين إسرائيل وقطر في شأن المحتجزين لدى فصائل غزة، «التي تقدمت خطوة إلى الأمام»، وفق مصادر مطلعة، قبل أن يؤكد مسؤول فلسطيني مطلع لـ «رويترز»، أن «حماس تعلق مفاوضات الرهائن بسبب ما تقوم به القوات الإسرائيلية تجاه مستشفى الشفاء».
نتنياهو والرهائن
من جانبه، قال نتنياهو لشبكة «إن بي سي» الأميركية، حول إمكان التوصل إلى اتفاق في شأن النساء والأطفال والمسنين المحتجزين في غزة، «ذلك محتمل، لكن كلما قللت كلامي عن هذا الموضوع، ازدادت فرص تحقّقه». واعتبر أن الأمور تتقدم بفضل الضغوط العسكرية.
وفي شأن مستقبل غزة، ألقى نتنياهو بمزيد من الشكوك.
كما أبدى شكاوى طويلة الأمد في شأن المناهج الدراسية في مدارس السلطة، التي يقول إنها تغذي الكراهية لإسرائيل، وسياستها المتمثلة في دفع الرواتب لعائلات المسجونين في إسرائيل.
وأكد «لا يمكن أن تكون هناك سلطة يرأسها شخص لم يدن المذبحة (في السابع من أكتوبر) بعد مرور أكثر من 30 يوماً».
وطالب نتنياهو، الولايات المتحدة بعدم الرضوخ لأي ضغوطات في شأن وقف النار، بينما يدرس تعيين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في منصب منسق العمليات الإنسانية في غزة، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت».
في السياق، يتوقع أن يصل كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، لإسرائيل، اليوم، ضمن جولة علي عدد من دول المنطقة، لمناقشة الجهود المبذولة للإفراج عن المختطفين.
وذكرت مصادر قناتي «العربية» و»الحدث» أن مصر أبلغت إسرائيل بالإفراج عن عدد من المحتجزين خلال الأيام المقبلة، في حين رجّح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، بأن تقوم «حماس» بتهريب الأسرى بين قوافل النازحين المدنيين من شمال غزة إلى جنوبها.
ميدانياً، أضاءت القنابل المضيئة سماء غزة، ليل السبت - الأحد، حيث يخوض الجيش الإسرائيلي معارك شرسة في قلب المدينة، وأعلن أن الحركة فقدت السيطرة على شمال غزة.
وبإعلانه عن مقتل 5 من جنوده السبت وإصابة 6 بجروح خطيرة، في شمال غزة، يرتفع عدد قتلى الجيش منذ التوغل البري إلى 46، بينما يرتفع الإجمالي منذ 7 أكتوبر إلى 363 قتيلاً.
واعترف الجيش بأن 4 من الجنود قتلوا من جراء انفجار في مدخل نفق في بيت حانون.
وبينما لم تعلن إسرائيل عن خسائرها في المعدات العسكرية، أكدت «كتائب القسام»، تدمير 164 آلية، كلياً أو جزئياً.