«القسام» تستهدف من جنوب لبنان شمال حيفا و«حزب الله» يرتقي بعملياته

الميدان اللاهب يتأجّج... ومخاوف متعاظمة من «انفلاش كرة النار»

12 نوفمبر 2023 10:00 م

- اليونيفيل«تعلن إصابة أحد جنودها برصاصة»
- ميقاتي: «حزب الله» يتصرّف بوطنيّة عالية ومُطمئنّ لعقلانيته

تتزايد المخاوفُ من التمدُّد اليومي لقواعدِ الاشتباكِ على الجبهة الجنوبية للبنان، في ضوء لعب كل من تل أبيب و«حزب الله» على حافة خطوط حمر يقرّ بها الطرفان ولكنهما لا يتوانيان عن تسخينها، من دون «حرقْها» ولا خرقها بالكامل حتى الساعة، بما يخدم هدف «المشاغلة» وتشتيت القوى وتوزيع الضغط وإسناد غزة الذي يرمي إليه الحزب من عملياته العابرة للحدود والمستمرة منذ 8 أكتوبر، في موازاة هدف «الردع» الذي تحاول إسرائيل إرساءه بقوة النار في سياقِ «التذكير» بالأثمان الذي سيتكبّدها لبنان جراء أي انجرار إلى الحرب التي انفجرت غداة «طوفان الأقصى».
ولم تمّر ساعات على تأكيد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ارتقاءَ العمليات عبر الجنوب «كمّاً ونوعاً وعمقاً»، وتشديده على «أن الكلمة للميدان»، حتى انفلشتْ المواجهاتُ التي تتوغّل جغرافياً على هذه الجبهة التي اشتعلت غالبية نقاطها أمس، عملياتٍ للحزب أوقعت جرحى وحققت إصابات مباشرة في المقلب الإسرائيلي ودخولاً متكرراً لـ«كتائب القسام - لبنان» على خط ضرب شمال حيفا، وقصفاً معادياً هو الأعنف لعدد كبير من البلدات الجنوبية وبعضها يُستهدف للمرة الأولى، وسط خشيةٍ متصاعدة من أن تؤدي إطالة أمد الحرب إلى فرض ديناميةٍ على الميدان، في جنوب لبنان، قابلةً للتحوّل «جاذبة صواعق».
وغداة تهديدات القيادة الإسرائيلية لـ «حزب الله» ولبنان بـ «أننا جاهزون للجبهة الشمالية» و«سنحوّل بيروت غزة ثانية» في ضوء اقتراب الحزب من «ارتكاب خطأ كبير، وأنوف طائراتنا تتجه نحو الشمال»، كانت فوهات صواريخ الحزب الموجّهة والمضادة للدروع تَمْضي في رسْم معالم جديدة للعبة الميدان وقواعده المتحركة على إيقاع عملياتٍ من الجنوب وردودٍ من إسرائيل لم توفّر منازل في بلدات لبنانية أُغرق العديد منها بعشرات القذائف الفوسفورية المحظرة، وما أعلنت تل أبيب انه بنية تحتية عسكرية للحزب جرى ضرْبها.
ولعل أكثر تطور ميداني حساسية، شكّله استهداف «حزب الله» ما أعلن أنه «قوة لوجستية إسرائيلية كانت بِصدد نصب أعمدة إرسال وأجهزة تنصت وتجسس في تجمع مُستحدث قرب ثكنة دوفيف وحققنا فيها إصابات مؤكدة»، قبل أن يعلن استهداف «جرافةً تابعة لجيش الاحتلال قرب ثكنة دوفيف بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى تدميرها ومقتل طاقمها ووقوع عددٍ من الإصابات المؤكّدة بين الجنود الموجودين حولها بين قتيلٍ وجريح».
وفيما نقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصادر الحزب تسجيل إصابة أكثر من 15 إسرائيلياً «بين قتيل وجريح في العملية النوعية المزدوجة التي استهدفت ثكنة دوفيف»، أعلن الجيش الإسرائيلي «إن مدنيين عدة أصيبوا شمال إسرائيل في قصف صاروخي من لبنان».
وبعد هذه العملية، والتي أعقبها سقوط صاروخ موجّه نحو هدف عسكري في مستعمرة يفتاح، أكمل «حزب الله» عملياته التي طالت «تجمّعاً لأفراد العدو الصهيوني في مثلث الطيحات رويسة العاصي بالأسلحة المناسبة وحقّقنا فيه إصابات مؤكدة» وثكنة زرعيت وتجمعاً للمشاة في بركة ريشا، قبل أن يتم استهداف مستعمرة المنارة، لتعلن «كتائب القسام - لبنان» في بيان مساء، مسؤوليتها «عن قصف شمال حيفا ومغتصبتي شلومي ونهاريا شمال فلسطين المحتلة برشقات صاروخية مركزة رداً على مجازر الاحتلال وعدوانه على أهلنا في قطاع غزة».
وكان الجيش الإسرائيلي نفّذ سلسلة غارات إحداها بين طرييخا ومروحين، إلى جانب عمليات قصف واسعة النطاق، بعضها استهدف منزلاً في يارون ما أدى لإصابة مواطنين بجروح، بعدما كانت مسيّرة أغارت على مطعم في تل النحاس.
كما استهدف القصف منزلين في أطراف بلدة طيرحرفا، لتشمل «حلقة النار» بلدة حولا التي تعرضت للقصف بالقذائف الفوسفورية التي سقط أكثر من 40 منها على أطراف بلدة ميس الجبل ومثلها على أطراف محيبيب وبليدا، من دون أن توافر المدفعية محيط الضهيرة والبستان، وتلة الطهرة الشرقية والمطلة على بلدة كفررمان، وأطراف كفرتبنيت، محيط كنيسة الجرمق، مجرى الجردلي ومنطقة زريقون (بين كفررمان والجرمق) وأحراج اللبونة جنوب الناقورة، وعلما الشعب وسهل الخيام ومرجعيون.
«اليونيفيل»
من جانبه، أعلن الناطق باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي أنه «منتصف ليل السبت - الأحد، أفاد جنود حفظ السلام في موقع لليونيفيل بالقرب من القوزح أنهم سمعوا إطلاق نار في مكان قريب. وقد أصيب أحد حفظة السلام برصاصةٍ وخضع لعملية جراحية، وهو الآن في فترة التعافي ووضعه مستقر».
وأشار إلى أن مصدر إطلاق النار غير معروف حالياً وقد فتحنا تحقيقاً، لافتاً إلى«أن أي استهداف بالقرب من مواقع اليونيفيل، وأي استخدام لمواقعنا لشن هجمات عبر الخط الأزرق، لأي سبب من الأسباب، أمر غير مقبول».
وأضاف «أن الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة هي انتهاكات للقانون الدولي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب».
ميقاتي
في موازاة ذلك، وغداة تأكيد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمام قمة الرياض العربية - الإسلامية «التزام لبنان الشرعية الدولية ولا سيما القرار 1701 ونشدّد على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ كل مندرجاته وإلزامها بوقف استفزازاتها وعدوانها على وطننا»، أعلن في حديث تلفزيوني أمس،«لسنا هواة حرب ولن نقوم بأيّ خطوة لإشعال مزيدٍ من الحروب في المنطقة».
وأكد أن «الحذر موجود، ونأمل أن تؤدي الاتصالات إلى وقف إسرائيل لإطلاق النار في جنوب لبنان وما يهمّني أن يبقى بلدنا بعيداً عن الحرب ونتطلع دائماً إلى الاستقرار، ووضعْنا خطة طوارئ لثلاثة أشهر مقبلة إذا حصلت أيّ حرب في لبنان».
ولفت ميقاتي إلى أنّ «حزب الله يتصرّفُ بوطنيّة عالية»، مشيراً إلى أنه «مُطمئنّ لعقلانية الحزب».
وتابع ميقاتي إن «نتائج القمة العربيّة الإسلامية أفضل بكثيرٍ مما كنتُ أتوقع وأرجو ألا تبقى قراراتها حبراً على ورق».
وكان ميقاتي التقى على هامش القمة، السبت، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي أكد أنَّ «فصائل المقاومة في لبنان وغزة لا تخضع لإيران ولا تتلقى الأوامر»، مشيراً أن «إجراءات حزب الله في جنوب لبنان مبنية على الحكمة والعقلانية».