سقوط 18 شهيداً بينهم 14 في جنين ومخيمها

أجهزة الأمن الإسرائيلية تحذّر من تصعيد أمني وشيك في الضفة

9 نوفمبر 2023 10:00 م
ـ وزارة الخارجية الفلسطينية تحذر من «تهجير صامت» في الضفة
- الشرطة الإسرائيلية تمنع تظاهرة للعرب ضد الحرب وتعتقل نواباً سابقين
حذّرت أجهزة الأمن الإسرائيلية، من «تصعيد أمني وشيك» في الضفة الغربية المحتلة، وذلك خلال اجتماع لـ«كابينيت الحرب»، عقد في مقر القيادة الوسطى بمشاركة رؤساء المجالس الاستيطانية، وسط مزاعم بإحباط «عدد من العمليات» التي كانت مخططة ضد أهداف إسرائيلية، في الأيام الماضية.
وأوردت وسائل الإعلام، أن المسؤولين في جهاز الأمن العام (الشاباك) وشعبة الاستخبارات العسكرية، حذروا من «تصعيد أمني وشيك في جبهة الضفة»، في ظل سحب التصاريح من العمال الفلسطينيين على خلفية الحرب على غزة، وتصاعد أعداد الشهداء، والحالات المتزايدة من اعتداءات المستوطنين.
وأشارت هيئة البث العام (كان 11) إلى أن هذه المرة الثانية التي يجتمع فيها «كابينيت الحرب» خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، إذ كان اجتمع في مقر القيادة الجنوبية قبل بدء العمليات البرية في قطاع غزة، للمصادقة على الخطط العملية.
وخلال الاجتماع الذي عقد بمشاركة رؤساء السلطات الاستيطانية في الضفة، أشار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى اعتداءات المستوطنين. وادعى أن «حفنة من المتطرفين الذين لا يمثلون الجمهور الجالسين هنا يتسببون في ضرر كبير لدولة إسرائيل».
وأضاف «سنتحرك ضدهم بكل الطرق».
وخلال المحادثات لمسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن مع نظرائهم في تل أبيب، شددوا على ضرورة «ضبط النفس» و«المحافظة على الهدوء» في الضفة، معتبرين أن «تصاعد التوترات» قد يؤدي إلى تصعيد من شأنه أن «يفاقم الأزمة» المتعلقة بالحرب على غزة.
وأضاف المسؤولون أن بايدن أبلغ نتنياهو أنه «يتعين على إسرائيل التحرك لتهدئة الوضع في الضفة الغربية ومنع هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين من أجل منع انفجار الوضع على الأرض الذي من شأنه أن يزيد من تفاقم الأزمة الحالية».
بدوره، دعا زعيم المعارضة يائير لابيد، حكومة نتنياهو إلى «ضبط النفس» في الضفة، محذراً من خوض تل أبيب «حرباً على 3 جبهات».
شهداء
وأمس، استشهد 18 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مشيرة الى أن 14 منهم قضوا خلال عملية عسكرية في مدينة جنين، إضافة إلى عشرات الجرحى.
وكان الجيش توغل في المدينة بعد منتصف ليل الأربعاء، ومن ثم انسحب منها باكراً ليعود عند ساعات الصباح، بهدف اعتقال «مطلوبين».
وقال شهود إن مواجهات عنيفة اندلعت في مخيم جنين وأن الجيش يحاصر مدارس ومستشفى ابن سينا في المدينة.
وأكدت مصادر متطابقة في جنين أن أربعة من القتلى «يعملون في الأجهزة الأمنية الفلسطينية» لكنهم لم يكونوا بزيهم الرسمي عندما قتلوا.
وقال القائم بأعمال محافظ جنين كمال أبو الرب لـ «فرانس برس»، «ما يجري في مخيم جنين هو حرب، والجيش الإسرائيلي يحاصر المخيم، ولم نعد نميز عدد الشهداء أو الاصابات».
من جهته، أفاد تلفزيون «آي 24 نيوز»، بأن الجيش شن قصفاً بالطيران المسيّر في جنين، أسفر عن سقوط أعضاء «خلية مسلحة».
ووصفت القناة الإسرائيلية قصف جنين، بأنه «عملية نهارية نادرة» للجيش.
وينفذ الجيش توغلات عسكرية على مخيم جنين بشكل متواصل، مدعياً أن عملياته تهدف إلى «إحباط عمليات إرهابية».
الى ذلك، أعلنت الوزارة استشهاد أربعة أشخاص آخرين برصاص الجيش في الضفة التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
وأعلنت في بيان «استشهاد الشاب قدري عزمي قدري حطاب (22 عاماً) بعد إصابته برصاصة في البطن أطلقها عليه جنود الاحتلال في بلاطة بنابلس».
وكانت أعلنت سابقاً «استشهاد شاب كان أصيب صباحاً برصاص الجيش الاسرائيلي في مخيم الأمعري القريب من رام الله»، وسقوط «شهيدين برصاص الاحتلال في بيت فجار جنوب بيت لحم وفي دورا جنوب الخليل، وهما: محمد فريد حمدان ثوابتة (51 عاما)، وأنس ناصر محمد أبو عطوان (30 عاما)».
من جهتها، أكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني تعامل طواقمها مع «39 إصابة» في مناطق الضفة.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في السابع من أكتوبر، تصاعد التوتر في الضفة المحتلة بما فيها القدس الشرقية وبلدتها القديمة.
وسقط في الضفة أكثر من 170 فلسطينياً بنيران جنود أو مستوطنين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
واتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، إسرائيل بتنفيذ «تهجير صامت» في الضفة.
وأوضحت في بيان، أن الحرب على غزة «تتزامن مع حرب إسرائيلية رسمية لتعميق جريمة التهجير الصامت في الضفة والسيطرة على المزيد من الأرض وتخصيصها لصالح الاستيطان».
وحذرت من «تداعيات ذلك وحدوث انفجارات في الضفة الغربية يصعب السيطرة عليها، ومن أي مشاريع سياسية تمهد لها إسرائيل».
اعتقال نواب سابقين
كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، أمس، محمد بركة، رئيس «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية» التي تنشط للدفاع عن حقوق العرب في إسرائيل، بعد دعوته لتنظيم تظاهرة ضد الحرب في غزة.
وبركة عضو سابق في الكنيست أيضاً.
وافادت الشرطة في بيان بانها «اخضعت محمد بركة (العضو السابق في الكنيست) للاستجواب لمحاولته خلافاً لتعليمات الشرطة، تنظيم تظاهرة قد تؤدي إلى التحريض والإضرار بسلامة وأمن الجمهور في هذه الأيام».
وأوضحت «فيما دولة إسرائيل في حالة حرب، الجو العام متوتر للغاية. المختطفون لم يعودوا بعد، والشرطة منشغلة بمهامها».
من جانبه، أعلن مركز «عدالة» الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الأقلية العربية، اعتقال بركة من سيارته في مدينة الناصرة في شمال إسرائيل، بينما كان في طريقه إلى وقفة احتجاجية ضد الحرب. وتم اقتياده للاستجواب.
وقامت الشرطة بإغلاق ساحة العين في مدينة الناصرة، ومنعت الوقفة الاحتجاجية فيها صباحاً.
وأعلنت اعتقال خمسة من المواطنين العرب «حاولوا التحريض والإخلال بالنظام العام».
وأوضح مركز عدالة «من بين المعتقلين عضوا الكنيست السابقان سامي أبوشحادة وحنين زعبي».
وبحسب مركز عدالة فإن بركة «أعلمَ (أول من) أمس، قائد محطة الشرطة في الناصرة، أنه بنية لجنة المتابعة العليا أن تنظم وقفة احتجاجية في ساحة العين في المدينة، حيث لا يتواجد فيها أكثر من 50 شخصاً»، مشدداً على أن «تنظيم الوقفة هذه لا يحتاج إلى ترخيص، كما وطلب من الشرطة ألا تلاحقها أو تمنعها».