وُصف بـ«الغبي الذي دمر جهود الدعاية العبرية»

وزير التراث يفضح سياسة «الغموض النووي» الإسرائيلية

6 نوفمبر 2023 10:00 م
أثار تصريح وزير التراث الإسرائيلي المتطرف عميحاي إلياهو، موجة من الانتقادات المحلية وعاصفة من التنديد الدولي، عندما قال إن أحد الحلول المطروحة للتعامل مع قطاع غزة الفقير والمحاصر ضربه بقنبلة نووية مع دخول الحرب عليه شهرها الثاني.
لكن الوزير نسي أن حديثه هذا ينسف سياسة إسرائيلية عمرها عقود تسمى «الغموض النووي»، ويثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن تل أبيب تملك سلاحاً نووياً.
وقال إلياهو في مقابلة إذاعية، الأحد، إن خيار قصف قطاع غزة بالسلاح النووي «أحد السبل» للتعامل معه.
ولم يأبه الوزير بمصير الأسرى الإسرائيليين، في حال استخدام هذا السلاح، قائلاً إن هناك «ثمناً لكل حرب».
وسريعاً، رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتعليق مشاركة إلياهو في اجتماعات مجلس الوزراء «حتى إشعار آخر».
ووصفت عضو الكنيست عن حزب «أمل جديد»، يفعات بيتون، إلياهو بـ«الغبي الذي دمر جهود الدعاية الإسرائيلية».
ودانت دول عربية تصريح الوزير، ورفضته الولايات المتحدة على لسان مسؤول في وزارة الخارجية.
«الغموض النووي»
وسياسة الغموض النووي متعارف عليها في إسرائيل منذ ستينات القرن الماضي، وتحديداً بعد إكمال المفاعل النووي في منطقة ديمونا عام 1963.
ورغم تعاقب الحكومات من شتى ألوان الطيف السياسي، ظلت السياسة ثابتة.
وثمة إجماع على المستويين السياسي والعسكري على أهمية الاستمرار بهذه السياسة، في ظل احتكار إسرائيل لهذا السلاح في الشرق الأوسط.
والأسباب في ذلك كثيرة:
- إن الإعلان عن امتلاك سلاح نووي قد يضر بالعلاقة مع الحليف الأهم: الولايات المتحدة، التي تتبع سياسة منع الانتشار النووي.
- يلحق الأمر أيضاً ضرراً بالغاً بالحد من جهود منع انتشار هذه الأسلحة في الشرق الأوسط.
- يمكّن الغموض النووي إسرائيل من معارضة انتشار هذه الأسلحة وتقويض سعي دول أخرى في المنطقة للوصول إلى هذا السلاح.
ولعقود طويلة ظل البرنامج النووي محاطاً بجدار فولاذي من السرية والغموض.
وكانت إسرائيل تصرح في الماضي بأن البرنامج النووي مخصص لأغراض سلمية مثل إيجاد مصادر للطاقة بحيث يساعد الأمر في حل المشكلة المستعصية التي تواجه الدولة العبرية، وهي نقص المياه.
وقدمت إسرائيل التزاماً إلى الولايات المتحدة مفاده بأنها لن تكون الدولة الأولى التي تدخل السلاح النووي إلى الشرق الأوسط، في أواخر الستينات، بحسب ما قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر.
لكن الوقائع أثبتت خلاف ذلك.
في ثمانينات القرن الماضي، كشف العامل السابق في مفاعل ديمونا موردخاي فعنونو وفقاً لوثائق حصل عليها امتلاك إسرائيل أسلحة نووية، ونشر ذلك في صحيفة بريطانية.
وتُظهر تقديرات متباينة أن لدى تل أبيب ترسانة نووية تتراوح من 90 إلى 400 رأس نووية.