من الأطلسي

حكام وشعوب الخليج... خط أحمر

5 نوفمبر 2023 10:00 م

«الحماقة أعيت من يداويها».
دولة الكويت تدين باستقلالها وتحريرها لله عز وجل أولاً ثم لقادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية والإمارات، عندما غزانا جيش صدام حسين واحتل الكويت عام 1990، ومسحها من الخريطة. وقال الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله رحمة واسعة مقولته الشهيرة (اما ترجع الكويت والا تروح السعودية وراها).
هذا القائد التاريخي الفذ كان على أتم الاستعداد بالتضحية بكل ما لديه لأجل تحرير الكويت، وبذلت السعودية الغالي والنفيس في سبيل ذلك، ولعلنا نتذكر الموقف الرجولي والبطولي الخالد للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله وطيب ثراه، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي جعل كل ثروة الإمارات تحت أمر تحرير دولة الكويت، ونتذكر جميعاً بأن سمو الشيخ محمد بن زايد، أطال الله في عمره، رئيس دولة الإمارات، كان من أول القادة العسكريين الميدانيين آنذاك الذين دخلوا مدينة الكويت في فجر يوم التحرير، وهو يقود كوكبة من أبطال جيش الإمارات الذين كانوا نعم الجيش ونعم الرجال، ونتذكر أيضاً التضحيات التي قدمها الجيش القطري في حرب تحرير الكويت في معركة الخفجي، عندما هب بأمر من المرحوم الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، طيّب الله ثراه، أمير قطر آنذاك، والذي كان نجماً من نجوم تحرير الكويت البارزين، وكذلك ما قامت به البحرين بقيادة المرحوم الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيّب الله ثراه، أمير البحرين بدعم لا محدود لأجل تحرير الكويت.
ولن ننسى الموقف العماني بقيادة السلطان قابوس، رحمه الله، حيث المساهمة بالغالي وبالنفيس في سبيل تحرير بلدنا من الغازي الغادر.
هذه مواقف حكام وشعوب خليجنا في أسوأ أيام مرت على الكويت حيث احتلت غدراً وقُتل أبناؤها وقمع أحرارها وشُرّد شعبها وتم القضاء عليها تماماً كدولة قائمة.
مواقف شيوخنا حكام الخليج في حرب تحرير دولة الكويت لا ينكرها إلا جاحد أو أحمق، وكذلك مواقف شعوبنا الخليجية كافة ومن معها من شعوب عربية أخرى، لذا، يجب التنبيه حتى لا نقع في فخ الجحود والنكران في حق من لهم حق علينا وما يتوجب علينا احترامهم وتقديرهم وحفظ معروفهم، أن ننتبه لما يقال في ساحة الإرادة فمناصرة أهلنا في غزة لن تكون عبر مهاجمة أشقائنا في الخليج.
الإمارات اليوم وبأمر من رئيسها سمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، تتكفل بعلاج ألف طفل فلسطيني في مستشفياتها، والسعودية بأمر من الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، فتحت أبواب التبرع لغزة المنكوبة عدا المساعي الديبلوماسية الحثيثة والضغط بكل قوة لأجل إيقاف الحرب على غزة، والبحرين قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني انتصاراً لأهل غزة.
إذاً، لا نزايد على أحد ولا نطلع بصورة ناكري المعروف بحق أشقائنا الخليجيين، الجميع موجوع يشهد الله مما يحدث من مجازر في قطاع غزة، وكل يساهم بحدود مقدرته، الكويت بلد الأصالة و(السنع) ولن تقبل بأي تجاوز بحق أشقائها الخليجيين ولن تكون منصة لتيار أو حزب لا يأخذ بالاعتبار مصلحتها العليا واحترام قوانينها، دمتم بخير.
jaberalhajri8@