تطوير العلاقات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب
الكويت وروسيا: اتفاق على أهمية إنهاء الترسيم البحري مع العراق
4 نوفمبر 2023
10:30 م
- المحادثات شملت:
- تداعيات الحيثيات المغلوطة للمحكمة العراقية في شأن اتفاقية خور عبدالله
- إنهاء ترسيم الحدود البحرية بين الكويت وإيران
- وقف القتال في غزة وضمان عدم اتساع دائرة الصراع
- سالم الصباح:
- ضرورة وقف الحرب على غزة فوراً ودخول المساعدات
- على مجلس الأمن تحمّل مسؤولياته
- لافروف:
- رفض قاطع للقصف العشوائي واحتجاز الرهائن وتهجير الفلسطينيين
- إشادة بموقف الكويت المتزن حيال الأزمة الأوكرانية
موسكو - كونا - شدّدت دولة الكويت وروسيا الاتحادية، على تطوير العلاقات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، مؤكدتين تطابق وجهات النظر بينهما بأهمية إنهاء ترسيم الحدود البحرية بين الكويت والعراق، كما على ضرورة وقف القتال في غزة وضمان عدم اتساع دائرة الصراع.
مواقف البلدين من العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، ولا سيما الحرب على قطاع غزة، كانت على جدول المحادثات الرسمية التي أجراها وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، في العاصمة الروسية موسكو، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أول من أمس.
ونقل وزير الخارجية في مستهل المباحثات، أطيب تحيات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، إلى الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، وصادق تحيات سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وحكومة وشعب دولة الكويت، لروسيا الاتحادية قيادة وحكومة وشعبا، وتمنياتهم بدوام النماء والرخاء والتقدم والازدهار لروسيا وشعبها الصديق، مشيدا بما تتسم به علاقات الصداقة التاريخية التي تشهد عامها الـ60 من قوة ومتانة وتعاون وثيق.
ومن جانبه، عبر وزير خارجية روسيا عن أطيب التحيات للقيادة السياسية في الكويت مثمناً الروابط العميقة التي تجمع البلدين وشعبيهما، معرباً عن اعتزاز بلاده بمسيرة علاقات الصداقة المتميزة والتعاون القائم مع الكويت في جميع المجالات.
وجرى خلال جلسة المباحثات الرسمية بحث أطر تعزيز العلاقات الثنائية، ودفعها إلى مواقع متقدمة وبحث كل ما من شأنه أن يحقق رؤى قيادتي البلدين، نحو المزيد من التقدم ومستقبل أرحب، يعكس تلك التطلعات ويحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين.
كما تم بحث آخر المستجدات الإقليمية والدولية والتطورات، وفي مقدمتها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والتصعيد الخطير في قطاع غزة، ومناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين لدعم الجهود الدولية المشتركة لوقف القتال الدائر، وضمان عدم اتساع دائرة الصراع، وتكثيف التحرك الديبلوماسي والسياسي، لضمان توفير المعابر الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني، وتكريس العمل المشترك نحو إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
كما تمت مناقشة مستجدات الساحة العراقية، وخاصة التداعيات المتعلقة بالحيثيات التاريخية المغلوطة في قرار المحكمة الاتحادية العليا العراقية في شأن اتفاقية خور عبدالله، وقضية استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية - العراقية لما بعد العلامة رقم 162، وكذلك ضرورة إنهاء ترسيم الحدود البحرية بين دولة الكويت وإيران.
وأعاد الوزيران التأكيد على الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.
مثمرة وبناءة
وفي مؤتمر صحافي مشترك، أكد الشيخ سالم الصباح أن المباحثات كانت «مثمرة وبناءة» وتناولت سبل تطوير العلاقات «القوية والتاريخية» بين البلدين.
وأوضح أن الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات مع (الاتحاد السوفياتي) وذلك في العام 1963 إذ يحتفل البلدان هذا العام بمرور 60 عاما على إقامة العلاقات الديبلوماسية التي «نفخر بها وبمستواها»، مشيراً إلى الاتفاق المشترك على تطويرها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب.
وقال الشيخ سالم إنه أطلع نظيره الروسي على «محادثاتنا مع العراق في شأن أهمية إنهاء ترسيم حدودنا البحرية لما بعد العلامة 162، وكان هناك تطابق في وجهات النظر بأهمية إنهاء ترسيم هذه الحدود وكيفية تحقيق ذلك».
4 آلاف طفل
وأفاد بأن المباحثات تناولت الأوضاع الإقليمية وعلى رأسها الحرب في قطاع غزة، منوها إلى تطابق وجهات النظر بأهمية وقفها فوراً والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف أن ما نشاهده في قطاع غزة «يدمي القلوب» مع تجاوز عدد الضحايا 9 آلاف، منهم نحو 4 آلاف طفل، أي بمعدل ألف طفل أسبوعيا، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل على وقف هذه الحرب، ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته والعمل على إيقافها وإدخال المساعدات.
رفض التهجير
من جانبه، قال الوزير لافروف إن المحادثات تركزت على مناقشة التطورات الإقليمية، مؤكدا الرفض القاطع للقصف العشوائي للأحياء المدنية في قطاع غزة و«احتجاز الرهائن» وغير ذلك من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني.
وأكد ضرورة «اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية، للحيلولة دون سقوط مزيد من الضحايا وتقديم المساعدة للسكان المدنيين».
ودعا إلى الإسراع في خلق الظروف المواتية لاستئناف المباحثات الشاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين و«بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يجب العمل من أجل استئناف المفاوضات بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية».
ورفض وزير الخارجية الروسي «بشكل قاطع» الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى صحراء سيناء فـ«الفكرة تتنافى تماماً مع مصالح الفلسطينيين ومصر، وتتناقض مع مساعي السلام في المنطقة».
سورية وأوكرانيا
وأضاف أن المباحثات تناولت الوضع السوري، مؤكداً ضرورة «تدعيم هذه الخطوة الإيجابية بأفعال محددة، من أجل تحسين الوضع على الأرض»، لافتا إلى التأكيد المشترك على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي، القاضية بسيادة سورية وسلامة أراضيها. وأشاد وزير الخارجية الروسي بموقف دولة الكويت «المتزن» حيال الأزمة الأوكرانية، لافتاً إلى أن بلاده «لا ترى حتى الآن أي بادرة من أوكرانيا للتوصل إلى إقامة سلام عادل وحقيقي».
وذكر وزير الخارجية الروسي أن الجانبين ناقشا سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات إذ «أكدنا على الدور الذي تلعبه في هذا المجال اللجنة المشتركة المعنية».
الجسر الجوي منذ اليوم الأول للحرب
لفت الشيخ سالم الصباح إلى أن الكويت من أوائل الدول التي سارعت إلى إنشاء جسر جوي لإرسال المساعدات إلى غزة، مبيناً أن «الطائرات الكويتية أقلعت منذ اليوم الأول... إلى مطار العريش لإيصال المساعدات التي تضمنت أدوية وأموراً أخرى». وأضاف «سنستمر في هذا المسعى، وكذلك الجسر الجوي والمساعدات لن يتوقفا».
حل سلمي لأوكرانيا والأمن للشعب السوري
تطرق الشيخ سالم الصباح إلى أنه بحث ولافروف الحرب في أوكرانيا والتعبير عن موقف دولة الكويت الداعي إلى وقفها في أسرع وقت ممكن، واللجوء إلى الحوار والحلول السلمية.
كما أشار إلى بحث الأوضاع في سورية إذ «أكدنا موقف الكويت الواضح وأملنا وسعينا لمساعدة الشعب السوري في إيجاد الأمن والسلم الذي يستحقه».
زيادة النشاط السياحي
قال لافروف إن المحادثات تناولت زيادة النشاط السياحي بين الكويت وروسيا، لافتا إلى تضاعف عدد السياح الكويتيين، بفضل افتتاح خط جوي بين موسكو والكويت في فبراير الماضي، علاوة على تسهيل حصول المواطنين الكويتيين على تأشيرة سياحية إلى روسيا.
تقديرٌ للكويت... ومساعيها الإنسانية الرائدة
التقى وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، رئيس البرلمان الروسي «الدوما» فياتشيسلاف فالودين، في إطار زيارته الرسمية إلى روسيا.
وعبر وزير الخارجية عن اعتزازه العميق بما توصلت إليه العلاقات التاريخية والصداقة الوثيقة التي تجمع الكويت بروسيا من ارتقاء ونماء في جميع الميادين وبمتانة الروابط الوثيقة بين حكومتي وشعبي البلدين.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الدوما، حرص روسيا على الأخذ بعلاقات الصداقة والتقارب الثنائي إلى آفاقٍ أرحب وأشمل، بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين، وبما يخدم المصالح المشتركة ويحقق تطلعات الشعبين.
وأعرب عن تقدير بلاده لجهود الكويت ومساعيها الإنسانية الرائدة وتفاعلها البارز مع المشهد الدولي ودورها في تعزيز الاستقرار ودعم الجهود الديبلوماسية، من أجل تسوية النزاعات في المنطقة بالطرق السلمية.