| القدس - من محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة |
أقرت إسرائيل بخسائر «مؤلمة»، خلال عملياتها البرية في قطاع غزة، حيث خسرت 16 جندياً، وسط خشية من حرب استنزاف في المدينة، بينما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، أن «القوات الإسرائيلية تتعثر في دخولها البري وخسائرها أكبر بكثير مما تعلنه».
وفي حين يعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، غداً، في إطار جولة شرق أوسطية جديدة، دعت إيران إلى وقف التجارة مع الدولة العبرية، التي قطعت بوليفيا، علاقاتها الديبلوماسية معها، بينما استدعى الأردن وتشيلي وكولومبيا، السفراء في تل أبيب، احتجاجاً على «الانتهاكات غير المقبولة للقانون الإنساني من قبل إسرائيل»، بحسب سانتياغو، و«المجزرة بحق الشعب الفلسطيني»، وفق بوغوتا.
وفي خطاب متلفز، اعتبر هنية، أن «هذه الحرب أحد أهم أسبابها هو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الذي يقود مجموعة يمينية عنصرية فاشية ولا يفكر إلاّ في كيف ينقذ نفسه وأسرته من السجن والمحاسبة حتى ولو كان على حساب تدمير المنطقة برمتها».
وأشار إلى أن الحركة قدمت للوسطاء تصوراً شاملاً يشمل فتح المسار السياسي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وحق تقرير المصير، لافتاً إلى أن التصور الذي قدمته يشمل صفقة لتبادل الأسرى وفتح المعابر ووقف إطلاق النار.
وقال هنية، إن الرهائن الإسرائيليين يتعرضون لنفس «الدمار والموت» الذي يتعرض له الفلسطينيون.
في السياق، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ «حماس»، مقتل سبعة رهائن بينهم ثلاثة يحملون جوازات سفر أجنبية، الثلاثاء، في المجزرة الإسرائيلية بحق مخيم جباليا للاجئين، والتي أوقعت مئات الشهداء والجرحى.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه ضرب نحو 11 ألف هدف في غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، فيما يواصل عملياته البرية داخل القطاع مستهدفاً، أنفاقاً ومقار لـ «حماس» وسط انقطاع كامل للإنترنت والاتصالات فجراً.
وتعهد نتنياهو بمواصلة الحرب «حتى النصر» رغم «الخسائر المؤلمة».
وقال في كلمة تلفزيونية، «حققنا الكثير من الإنجازات المهمة لكن لدينا خسائر مؤلمة أيضاً»، مضيفاً «نخوض حرباً صعبة، وستكون طويلة».
كما ألقت المروحيات الإسرائيلية، منشورات، ذكرت أن «الوقت بدأ ينفد ولحظة الاجتياح البري باتت وشيكة»، وأن «القضاء على حركة حماس أمر واقع لا محالة».
وطالبت المنشورات «من لديه معلومات عن الرهائن سواء كانوا أحياء أو أمواتا أن يبلغ السلطات الإسرائيلية مقابل مكافأة مالية وضمان الأمان والسرية للمبلغ وعائلته».
ولاحقاً، نشر الجيش خريطة لتوغله في بيت حانون وأم النصر وبيت لاهيا والتوام شمال غزة.
وأفادت تقارير، بأن الجيش «فصل شمال القطاع عن وسطه عند وادي غزة، ولا يسمح بالتنقل بين هاتين المنطقتين، لكن هذا لن يمنع حرب استنزاف في المدينة تتخوف إسرائيل منها»، حسب المحلل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع.
واعتبر أن الوضع الحالي في شمال القطاع ينشئ وضعاً جديداً ويفتح المجال أمام إمكانيات عدة، من بينها أن «حماس ستفقد ما تبقى من سيطرتها وتتفكك. وستُرفع رايات بيضاء فوق ما تبقى من بيوت في مدينة غزة وستنتشر فوضى في الشوارع».
وتابع أنه إذا تحققت هذه الإمكانية، فإن «الهدف المركزي للحرب تم تحقيقه، لكن سيتم التخلي عن 240 مخطوفاً من إسرائيل ليواجهوا مصيرهم. فحماس لم تتفكك بعد».
واعتبر المحلل العسكري في صحيفة «معاريف» طال ليف رام، أن «هذه ليست حرب غزة فقط، فتزايد شدة القتال في معاقل حماس، إلى جانب انضمام الحوثيين في اليمن بشكل علني للحرب، بإمكانه أن يدفع حزب الله أيضاً، الذي انضم حتى الآن إلى الحرب بشكل جزئي فقط، وتوسيع كبير في حجم النيران ومداه إلى مناطق مأهولة في إسرائيل».
وفي السياق، أفاد مراسل «العربية» بأن إسرائيل أسقطت 4 مسيّرات وصاروخاً فوق البحر الأحمر أطلقت من اليمن باتجاه إيلات.
وفي طهران، دعا المرشد الأعلى لإيران السيد علي خامنئي الدول الإسلامية، أمس، إلى وقف التجارة مع إسرائيل، بما في ذلك صادرات النفط.
وكرّر وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الدعوة في إسطنبول، معتبراً أن على الدول العربية والإسلامية، «ألا تتردد» في قطع علاقاتها الديبلوماسية مع إسرائيل.
وفي عمان، قرر وزير الخارجية أيمن الصفدي استدعاء سفير الأردن من إسرائيل «فوراً».
كما وجه بإبلاغ تل أبيب بعدم إعادة سفيرها الذي كان غادر المملكة سابقاً.
وأكد في بيان، أن «عودة السفراء ستكون مرتبطة بوقف إسرائيل حربها على غزة ووقف الكارثة الإنسانية».
رئيس «أمان»: أخفقنا في مهمتنا الأبرز
اعترف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) أهارون هاليفا، بان الاستخبارات فشلت في التحذير من اندلاع حرب في السابع من أكتوبر الماضي.
وصرّح هاليفا، خلال حفل تخريج عدد من ضباط الاستخبارات، أمس، «الاستخبارات العسكرية تحت قيادتي أخفقت في مهمتها الأهم، وهي التحذير من اندلاع حرب».
وتابع هاليفا: «نحن نواجه أعداء في الشمال والشرق أيضاً ومن القريب والبعيد، وجنود الاستخبارات العسكرية يشاركون في المعركة بالدفاع والهجوم».
وأضاف: «حرب فرضت علينا ولم نخترها، لكنها ليست حرب وجود».