مشاهدات

حسبنا اللهُ ونِعمَ الوكيل

29 أكتوبر 2023 10:00 م

إخواننا أهل (غزة) المحاصرة جواً وبحراً وبراً، ناشدوا العالم لحمايتهم من القصف الإسرائيلي ولكن لا حياة لمن تنادي؟
مشاهدات تدمي القلوب، ومناظر مُؤلمة، نشاهدها في غزة المنكوبة، وسط بعض التغطيات الإعلامية الغربية اللاإنسانية والمنحازة بصورة مقززة للصهاينة، الذين ينتهكون في كل دقيقة كل القوانين الإنسانية والمعايير الدولية، وتستمر في قتل الأطفال والنساء والشيوخ أمام مرأى ومسمع من العالم، وتنتهج نهج المارقين، فقطعوا ومنعوا وصول كل شيء إلى أكثر من 2 مليون نسمة من السكان في القطاع، من الماء والطعام والأدوية، والمساعدات الطبية والكهرباء والاتصالات، تحاصرهم وتواصل مسلسل إبادتهم.
بل حتى الموتى قصفوهم فلم يسلم الأحياء ولا الأموات من حقدهم الأسود.
أتساءل كيف ينام العالم قرير العين، وهو يرى هذه المجازر الوحشية تجرى في غزة؟
ألا يسمعون أنين الأطفال وصراخ الأمهات وبكاء الرجال وهم يحملون أجساد وأشلاء ضحاياهم من بين الأنقاض؟
كيف يتسنى لهؤلاء القدرة على التعايش مع مشاهد القتل والإبادة لشعب والتي يرونها طوال النهار والليل؟
هل وصلت هذه الشعوب إلى هذه الدرجة من اللا مسؤولية الإنسانية فأصبحت رهينة لآلة إعلامية مضللة وكاذبة وغير حيادية ومنحازة بكل صلف وعنجهية لما يفعله الصهاينة؟
هل هي حرب إبادة لشعب أعزل مع تواطؤ غربي؟
لماذا هذا السكوت العربي؟ هل هو بسبب (التطبيع) المرفوض شعبياً؟
هذه المذبحة تمثل صورة من صور الظلم البين الذي تلاشت معه كل معاني الإنسانية ومسحت كل قيم الرحمة، وصار الواقع يائساً كئيباً، وأصبحت حياة الإنسان رخيصة لا قيمة لها.
غزة الجريحة لا تنزف دماً، بل تتبرع بالدم والكرامة لكل من يفتقر إلى الدم والكرامة.
مشاهدات دامية
- صرح الدكتور صهيب للأخبار بأن في المستشفى العشرات من الأطفال الذين أصبحوا من دون أهل بسبب موتهم بصواريخ الحقد الدفين وانتابه البكاء ولم يتمالك نفسه.
- أم مكلومة تبكي على فقدان ابنتها وتصرخ وتقول كنت في المطبخ أجهز لها العشاء، ابنتي كانت جائعة؟
- أم تودع أبناءها الخمسة الشهداء، وهم في أكفانهم وتقول والله مشتاقة لكم، الله يخليكم تعالوا لي في المنام،لا تغيبوا عني، وتقبلهم وتقول راح تروحوا عند عمكم الشهيد، راح يفرح فيكم.
- رب أسرة يوزّع الحلوى في الساحات لأن جميع أفراد أسرته أضحوا شهداء بعد أن قصف الصهاينة منزله.
- طفل صغير ينتشلونه من تحت الأنقاض يكسوه التراب والدماء، عيناه تبرقان بالخوف وجسمه يرتجف ويكاد يموت رعباً.
- طفل مصاب بجروح في الوجه وتنزف الدماء منه، يحمل على ظهره الحقيبة المدرسية، يقول له المسعف: احنا رايحين المستشفى لا داعي لهذه الحقيبة، يبكي ويقول أعلم ولكن في الحقيبة أشلاء جسد أختي الصغيرة!
- طفل يهرول في المستشفى باحثاً عن أمه ويقول (حدا شاف امي، بدي أمي أمي ) كله رجاء بأن يجدها على قيد الحياة.
- طفلة كتبت وصيتها قبل أن تستشهد، ذكرت انا هيا وسأكتب وصيتي الآن نقودي قسموها كالآتي: 25 شيكل لأمي و5 لأخي هشام و5 الأخرى لأختي لينا، العابي اعطوها للينا، ملابسي لابنة عمي.
-يقوم ذوو الأطفال بكتابة أسمائهم على أيديهم وسيقانهم تحسباً لموتهم شهداء جراء القصف العشوائي ليتم التعرف عليهم؟
وللأسف هذه المشاهد تتكرّر يومياً وفي كل لحظة.
- أتألّم وأبكي عندما أشاهد تلك المشاهدات البشعة من قتل وتدمير يطول الحجر والمدر.. أطفال بلا ذنب تقتل، عوائل بأكملها تباد؟
يقوم بتلك المذبحة البشعة وأمام مرأى من العالم أحفاد الشياطين الصهاينة لعنهم الله دون أي رادع، يستقوون بدول عظمى تقف بجانبهم في تلك المذابح البشعة.
أمهات فقدن فلذات قلوبهن وفقدن عائلاتهن؟ أبناء فقدوا أسرهم وأحباءهم؟
كيف يتمكن الناس من مشاهدة تلك المشاهد المؤلمة ولا يحركون ساكناً؟
ألا لعنة الله على الصهاينة والمتصهينين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
دول إسلامية وعربية عديدة لا تتمكن من إرسال قنينة ماء أو كسرة خبز أو بطانية أو علبة دواء إلى المدنيين المحاصرين في غزة!
حقارة الصهاينة
-استدعت الأمم المتحدة مندوب دولة الصهاينة وسلمته تقريراً عن انتهاكات حقوق الإنسان. وصعد إلى المنصة ومزق التقرير وخرج دون خجل، وأكد بأن مرتكبي الإبادة الجماعية الصهاينة فوق قانون الأمم المتحدة؟ ثم برر ما يفعله الصهاينة بأن ذلك كله دفاع عن النفس!
فهذا عذر أقبح من ذنب، فكل من يلتمس العذر لهذه الدولة المارقة فاسد ويديه ملطخة بدماء الأبرياء.
مجلس الأمن غير قادر على إيقاف الإبادة الجماعية في غزة، ولذلك فإن هذا الكيان الصهيوني لا يأبه بردود الأفعال لأنه ضمن عدم إصدار قرار أممي يدينه.
جامعة الدول العربية:
خلال الأسبوع الماضي كان هناك اجتماع للرؤساء العرب لإصدار بيان بخصوص العنف والقتل وإبادة الشعب الفلسطيني في غزة.
ومن المفارقات في هذا الاجتماع أنه تمت دعوة زعماء ووزراء خارجية من أوروبا وأفريقيا وأميركا، وكان من الواضح جلياً أنه لن يصدر إعلان يدين الصهاينة نظراً لوجود (خلافات) بين المشاركين!
وهذا كان متوقعاً لأن من بين المدعوين مَن يساند الهجوم البربري لقتل وإبادة الفلسطينيين، ومواقفهم معلنة مسبقاً ويمدون الصهاينة بالأسلحة والعتاد.
والسؤال هنا، لماذا لم يقتصر الاجتماع على الدول العربية المؤسسة لهذا الصرح الخاص بها؟ أليس الطرف الذي يتعرّض للإبادة دولة عربية؟ لقد كانت القمة محبطة ومخيبة للآمال لعدم إصدار بيان حازم يردع هذه الفئة الباغية من القتل والحصار الوحشي للمدنيين في غزة.
(حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدقك فلا عقل له)
زعمت الدول المساندة للصهاينة بان المقاومة الفلسطينية منظمة إرهابية، داعين الدول العربية إلى عدم التدخل، حتى يتسنى لهم إبادة المقاومة، مع العلم بأن الصهاينة ومن يساندهم هم من أسس ودعم ودرب وسلح ومول الجماعات التكفيرية الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط لإشاعة الفوضى، وعدم الاستقرار، وترويع البشر، وتقسيم الدول، وإثارة الفتن والنعرات المذهبية في كل بقعة من بقاع عالمنا العربي.
دعاء أمهات الشهداء
اللهم إن كان نصرنا في السماء فأنزله
وإن كان في الارض فأخرجه
وإن كان معسراً علينا فيسره لنا يا الله
قلت وقولك الحق:
«ادعوني استجب لكم»
وها نحن ندعوك يا الله
اللهمّ عاملنا بما أنت أهله
ولا تعاملنا بما نحن أهله
فإن كنا لسنا أهلاً لذلك، وذنوبنا كثيرة، فرحمتك أوسع من كل شيء...
الكلمة لها تأثير كبير على الإنسان، أحياناً تكون إيجابية وأحياناً تكون سلبية، فالأسف بين الحين والآخر يتفوه المتصهينون بكلمات غير لائقة تطعن في المقاومة وقد يكون لبث الفتنة أو لأهداف حزبية لا تخدم الوضع الحالي الذي يتطلب منا التكاتف والتآزر ضد العدو الرئيسي المحتل الصهيوني. كما ورد في الحديث (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ).
ختاماً،
قال المولى عز وجل: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
اللهمّ احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.