موسكو وبكين تسعيان لجني مكاسب ديبلوماسية على حساب واشنطن في الشرق الأوسط

25 أكتوبر 2023 10:00 م
تجازف الولايات المتحدة بدفاعها المطلق عن إسرائيل في حربها مع حركة «حماس»، بإثارة مواقف معادية في العالم العربي بما في ذلك من دول حليفة لها، وهو وضع قد تستغله موسكو وبكين لجني مكاسب منه، برأي خبراء.
عملت واشنطن جاهدة لعزل موسكو، وكذلك بكين إلى حدّ ما، بتشكيلها ائتلافاً دولياً واسعاً دفاعاً عن أوكرانيا، لكن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس تطرح فخاً للديبلوماسية الأميركية.
وهذا ما تجلى في عجز الولايات المتحدة عن تحقيق إجماع في مجلس الأمن حيث استخدمت حق الفيتو الأسبوع الماضي ضد مشروع قرار قدمته البرازيل، منددة بعدم ذكره صراحة «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
وطرحت واشنطن بعدها مشروع قرار آخر يؤكد «حق جميع الدول في الدفاع عن نفسها».
- دعم «ثابت»
وفي تصريحات موجهة على الأرجح إلى العالم العربي، اتهمت روسيا، الولايات المتحدة بتصعيد الحرب، من خلال تعزيز دفاعاتها العسكرية في الشرق الأوسط، فيما نددت الصين بالفيتو الأميركي.
ويقلل مسؤولون أميركيون من شأن الانتقادات الروسية والصينية مستبعدين انخراط أي من البلدين في نشاط ديبلوماسي مكثف على غرار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي قام بجولة خاطفة إلى المنطقة شملت 11 بلداً.
لكن الولايات المتحدة لطالما كانت معزولة نسبياً عبر التاريخ في دعمها لإسرائيل، ولو أن الحلفاء الأوروبيين ينضمون بشكل واسع في الوقت الحاضر إلى الرئيس الأميركي في دعمه «الثابت» لحليفه الإسرائيلي.
وأخذ جو بايدن في بداية ولايته مسافة عن الوضع المتشعب والمعقد في الشرق الأوسط، مركزاً جهوده على الصين التي تطرح برأيه أكبر تحد على المدى البعيد للولايات المتحدة.
وقالت ليسلي فينجاموري، من مركز «تشاتام هاوس» للدراسات في لندن «ليست هذه منطقة أرادت الولايات المتحدة أن يكون لها فيها وجود قوي والتزام نشط. وفي الوقت نفسه، هذا الرئيس لديه رابط قوي مع إسرائيل».
وأضافت أن الصين «يسرّها أن ترى اهتمام الولايات المتحدة» يتحول عن نقطة ارتكازه الإستراتيجية الرئيسية.
- «تسجيل نقاط»
من جانبه، رأى يوجين رامر الذي يدير برنامج روسيا في معهد كارنيغي للسلام الدولي «لا أحد يتوقع أن تحقق روسيا نتائج، سواء بالنسبة لوقف إطلاق نار أو لدور في التفاوض على إطلاق سراح الرهائن».
وتابع «كل شيء يدور منذ 2022 حول أوكرانيا، وبالتالي عندما وقعت هذه المأساة، كانت بمثابة هدية (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لأن الانتباه تحول فجأة» عنه.
وربط بايدن بين روسيا و«حماس»، معلناً في خطاب الأسبوع الماضي أن الاثنتين تسعيان إلى «القضاء بشكل تام على ديموقراطية مجاورة».
ونددت روسيا بهذه التصريحات واتهم السفير الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبنزيا الثلاثاء، الولايات المتحدة بعدم الاستجابة للمطالب الدولية بإحلال وقف إطلاق نار.
في المقابل، تسعى كلا الصين والولايات المتحدة لتحقيق مكاسب ديبلوماسية من الأزمة، ولا سيما خلال اتصال هاتفي جرى بين بلينكن ووزير الخارجية الصيني وانغ يي.
وحضت الولايات المتحدة بصورة خاصة الصين على استخدام نفوذها لدى إيران، حليفة «حماس».
ولم تصدر بكين إدانة صريحة لهجوم الحركة، وأرسلت موفداً إلى المنطقة ذكّر بدعم الصين التاريخي للقضية الفلسطينية.
وأوضح جوناثان فولتون، من «المجلس الأطلسي» للدراسات أن بكين ترى في النزاع «فرصة لتسجيل نقاط على الولايات المتحدة» على أمل حصد تأييد العالم العربي، في وقت تواجه الصين اتهامات بارتكاب مجزرة بحق أقلية الأويغور المسلمة.
لكن الباحث يرى أن اهتمام بكين الرئيسي في الشرق الأوسط يبقى اقتصاديا، إذ تعتمد القوة الاقتصادية الثانية في العالم بشدة على واردات النفط.
وأوضح فولتون «بالطبع تفضل الصين أن تغوص الولايات المتحدة في مستنقع الشرق الأوسط والخليج».