قِسُّ بن ساعدة... وأُمور أخرى

قِسُّ بن ساعدة الإيادي... خطيب العرب المفوه، وشاعرها وهو القائل:
لما رأيت مواردا *** للموت ليس لها مصادر
ومن خطبه الخالدة:
أيها الناس اسمعوا وعوا، وإذا وعيتم فانتفعوا... إنه من عاش مات ومن مات فات وكلُّ من هو آت آت.
ثم قال: مالي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تُركوا فناموا، ثم قال:
في الذاهبين الأولين
من القرون لنا بصائر
لما رأيت موارداً
للموت ليس لها مصادر
ورأيتُ قومي نحوها
يمضي الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إليّ
ولا من الماضين غابر
أيقنتُ أني لا محالة
حيث صار القوم صائر
***
القِس بالكسر في اللغة وهي ثلاثية الحركات بالكسر والقُس بالضم، والقَس بالفتح كما هو في بلاد الشام ولبنان، الموت والحياة من صنيع الخالق جلّ جلاله.. لا يهاب الموت عاقل هو راحة الانسان بعد عناء الحياة.
فيا صاحبيْ رحلي دنا الموتُ فانزلا
برابية إني مقيم لياليا
أقيما عليّ اليوم أو بعض ليلة
ولا تعجلاني قد تبين شانيا
ويا ليت شعري هل بكتْ أم مالك
كما كنت لو عالوا نعيك باكيا
إذا متُّ فاعتادي القبور وسلمي
على الرمس أسقيت السحاب الغواديا
هكذا يستقبلون الموت دون جزع ولا رهبة... إنه واقع لابّد منه.
أبو تمام، شاعر فيلسوف عارض المنجمين عندما جيّش المعتصم جنده لإنقاذ امرأة استغاثت به صارخةً (وامعتصماه) فوصله الخبر... وحرّر عمورية.
مدرسة حملت اسم أبي تمام، خلع عضو مجلس الأمة يافطتها ليضع اسم عمه، فلا وزارة التربية اعترضت ولا مجلس الأمة، ولا الشعب... هكذا تسلّط أعضاء وتنمّروا... كشرطة جائرين هل يحملون من بعد أسلحة وهراوات؟
بل أين الأمن الذي كان يحمي الشعب.
لقد تاه لبنان بعد أن تنمّر نوابه فساروا بمواكب وأسلحة واستولوا على موانئ وضياع، إياكم وتنمر بعض النواب.
لقد فتحت أمامهم بعض الطرق واتيحت لهم بعض المصالح والمزايا ولكي لا تتوسع آفاق المصالح يجب الحدّ منها ليبقى العضو كمواطن يَألف ويُؤْلف بين الناس.