أكدت أنها انعكست على نمو أعمال البنك جغرافياً وعبر القطاعات المختلفة
شيخة البحر: «الوطني» يجني ثمار إستراتيجية التنويع... ونتوسع بما يُوافق أولوياتنا
21 أكتوبر 2023
10:00 م
- نمو أرباح البنك يستند لقدرته على استمرار تحسين إيرادات الأنشطة الرئيسية
- نركّز على تعزيز تواجدنا في السعودية اعتماداً على منصتنا العالمية لإدارة الثروات
- مزيج التمويل وأصولنا المرنة يعززان هوامش الربحية في ظل بيئة فائدة مرتفعة
- نموذج أعمالنا المرن يعزّز احتفاظنا بمركز مالي صلب وجودة أصول قوية
- طول أمد التوترات بالمنطقة أو اتساع نطاقها يضر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني
- استقرار الأوضاع محلياً يعزّز أداء البورصة شرط تحييد أثر التوترات الجيوسياسية
أكدت نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني، شيخة البحر، أن «الوطني» نجح في تحقيق أداء قوي خلال الربع الثالث، ما مكّنه من تسجيل صافي v ربح قدره 431 مليون دينار في فترة التسعة أشهر الأولى من العام، بنمو 15.2 في المئة على أساس سنوي.
وأشارت في مقابلة مع قناة بلومبرغ العالمية، إلى استمرار إستراتيجية التنويع في خدمة أهداف البنك بصورة جيدة، حيث استمر نمو الإيرادات والأرباح من مواقع متنوعة جغرافياً وعبر قطاعات الأعمال المختلفة.
وقالت البحر:«حافظنا على توسع هوامش الربح على خلفية ارتفاع أسعار الفائدة، كما احتفظنا بتركيزنا الرئيسي على الحفاظ على قوة الميزانية العمومية والرسملة القوية»، منوهة إلى أن نمو الربحية يستند بصفة رئيسية إلى قدرة البنك على تحقيق نمو قوي في إيرادات الأنشطة الرئيسية عبر عمليات المجموعة كافة، إذ نمت الإيرادات التشغيلية 15.6 في المئة على أساس سنوي لفترة التسعة أشهر الأولى من العام، وتجاوز النمو نسبة ارتفاع مصروفات التشغيل التي بلغت 10 في المئة.
وعزت نمو إجمالي الإيرادات إلى الأنشطة المصرفية الأساسية، إذ نما صافي إيرادات الفوائد بنسبة 21.8 في المئة وارتفعت الرسوم والعمولات بنحو 9 في المئة، مضيفة: «بفضل نموذج أعمالنا المرن الذي يعتمد على تنويع مصادر الإيرادات جغرافيا وقطاعياً، سنحافظ على صلابة مركزنا المالي ومستويات جودة الأصول القوية، وتوسع الميزانية العمومية. وأتوقع أن نرى أن الاتجاهات نفسها تشكل التوقعات الخاصة بالفترة المتبقية من العام الجاري».
توسع منضبط
وعن إمكانية توسع أعمال البنك في المنطقة، لفتت البحر إلى موجة عمليات الاندماج والاستحواذ في المنطقة أخيراً، موضحة أنها توسعات غير مبررة من منظور العائد مقابل المخاطر.
وفي ما يخص «الوطني»، ذكرت البحر: «وضعنا إستراتيجية توسع منضبطة للغاية، تحرص دائماً على الالتزام بمبادراتنا وأولوياتنا الإستراتيجية الرئيسية والاتساق معها، ونحن سعداء بانتشارنا الجغرافي حالياً، ونركز بشكل أكبر على تعزيز تواجدنا في أسواق النمو الرئيسية».
وأضافت: «نركز على توسع أعمالنا في السعودية محاولين الاستفادة من تميز علامتنا التجارية في المنطقة، ومنصتنا العالمية لإدارة الثروات وما نتمتع به من إمكانيات وخبرات هائلة في مجال المعاملات المصرفية الرقمية».
مزيج تمويلي قوي
وقالت البحر: «ارتفاع أسعار الفائدة إيجابي لهوامش ربحية البنوك، لكنه بالتأكيد يشكل بعض المخاطر على النمو الاقتصادي، خاصة بالنظر إلى البيئة الهشة التي نعاصرها في وقتنا الحاضر»، أما بالنسبة لـ«الوطني» وتأثير ذلك على هوامش الربح، فأوضحت البحر: «مازلنا نتمتع بمزيج تمويلي ممتاز، حيث تشكل حسابات الادخار والتوفير نحو 40 في المئة من إجمالي ودائع العملاء، ما يساهم في خفض تكاليف الفوائد».
وأكدت على تميز الميزانية العمومة للبنك بمزيج قوي من الأصول المرنة المدرة للفوائد، ما انعكس بصورة إيجابية على نمو صافي هامش الفائدة 31 نقطة أساس إلى 2.57 في المئة بالتسعة أشهر الأولى من 2023 مقابل 2.26 في المئة خلال الفترة المماثلة من العام الماضي.
تطورات جيوسياسية
وبسؤالها عن أثر التطورات الحالية في منطقة الشرق الأوسط، لفتت البحر إلى أن الأحداث الحالية التي تشهدها المنطقة تؤثر على أسعار النفط الذي ارتفع 6 دولارات إلى 91 دولاراً منذ بدء الأحداث، ما يعكس احتواء أثر الأحداث على السوق الذي لم تتأثر إمداداته إلى السوق العالمية.
وتابعت: «قد يكون ارتفاع أسعار النفط مفيداً لميزانيات الدول النفطية ومن بينها الكويت ودول الخليج، لكنه يهدد بالضرورة الاقتصاد العالمي الذي يشهد أوضاعاً صعبة»، محذرة من أثر امتداد نطاق المواجهات وما سيكون له من آثار سلبية على رفع مستويات التضخم وتهديده الهبوط السلس الذي تهدف إليه البنوك المركزية حول العالم، كما قد يؤدي ذلك أيضاً إلى اضطراب حركة التجارة الدولية وتدفقات رأس المال عالمياً.
وتطرقت البحر إلى تأثير التوترات الحالية على أسواق الأسهم التي بالفعل تتعرض لضغوط بسبب مخاوف المستثمرين وسط بيئة أسعار فائدة مرتفعة، مبينة أنه منذ بداية العام سجلت أسواق الخليج كافة باستثناء دبي أداءً أقل من نظيراتها العالمية، ومتوقعة أن تتزايد تلك الضغوط على الأسواق إذا ما تصاعدت وتيرة التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وعن السوق الكويتي، قالت البحر: «كان التصحيح في الكويت أكثر حدة، حيث تراجعت مؤشرات البورصة بنحو 9 في المئة منذ بداية العام، لكن استقرار الأوضاع في البلاد قد يعزز الأداء خلال الفترة المقبلة شرط تحييد أثر التوترات الجيوسياسية».
«المركزي» يتبع سياسة نقدية مرنة
بسؤالها عن مستويات أسعار الفائدة المرتفعة وأثرها على نشاط القطاع و«الوطني»، أفادت البحر بأن البيانات الاقتصادية الأميركية تدعم رفع الاحتياطي الفيديرالي الفائدة في أحد الاجتماعين المتبقيين لهذا العام، مشيرة إلى أن بنك الكويت المركزي يتبع سياسة نقدية تتمتع بمرونة النظام النقدي وربط العملة بسلة من العملات الرئيسية.