منظمات تؤكد وطهران تنفي التعرّض لأرميتا غراوند في مترو الأنفاق
دخول مراهقة إيرانية في غيبوبة يُعيد «شرطة الأخلاق» إلى الواجهة مجدداً
5 أكتوبر 2023
10:00 م
- طهران: واشنطن ولندن وبرلين «تُبدي قلقاً مفتعلاً» في شأن الإيرانيات
«شرطة الأخلاق لم تذهب حتى تعود»... هذا ما يؤكده نشطاء إيرانيون، بعدما دخلت مراهقة إيرانية في غيبوبة إثر تقارير عن مشادّة في مترو أنفاق طهران، في وقت اعتبرت إيران أن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا «تبدي قلقاً مفتعلاً في شأن النساء والفتيات الإيرانيات».
ووفقاً لمنظمة «هنكاو» غير الحكومية ومقرّها النروج، فإنّ أرميتا غراوند (16 عاماً) أصيبت بجروح خطرة خلال مشاجرة اندلعت الأحد، بينها وبين شرطيات في «شرطة الأخلاق».
وأضافت أن قوات الأمن قبضت على شاهين أحمدي والدة الفتاة. لكن «وكالة تسنيم للأنباء» شبه الرسمية، نفت ذلك.
والاثنين، أوردت «وكالة إرنا للأنباء» الرسمية، أنّ «تلميذة تبلغ 16 عاماً» أغمي عليها أثناء صعودها على متن القطار بسبب «انخفاض في ضغط الدم».
ونفى الرئيس التنفيذي لمترو الأنفاق في طهران مسعود دوروستي، وقوع أيّ «مشادة لفظية أو جسدية» بين الفتاة «وركاب المترو أو كوادره».
من جهتها، كتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على منصة «إكس» أنّه «في إيران، شابة تقاتل من أجل حياتها مرة أخرى، لمجرّد أنّه أمكن رؤية شعرها في مترو الأنفاق. هذا أمر غير مقبول».
وقال المبعوث الأميركي الخاص لإيران أبرام بالي على المنصة نفسها، إن واشنطن «مصدومة وقلقة بسبب التقارير التي تفيد بأنّ ما يسمّى بالشرطة الأخلاقية الإيرانية اعتدت» على الفتاة.
وأضاف «نحن نراقب وضعها الصحّي. نحن نواصل دعم الشعب الإيراني الشجاع ونعمل مع العالم لمحاسبة النظام على انتهاكاته».
وأصبحت قضية أرميتا، محور نقاشات عديدة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تمّ تداول مقطع فيديو يظهر، بحسب البعض، الشابة التي بدا أنّها غير محجّبة تُدفع من قبل شرطيات إلى داخل قطار المترو، ثمّ نقل شخص لا يتحرّك إلى خارج القطار.
«ضغط كبير»
وقال مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران، وهي منظّمة غير حكومية مقرّها النروج، محمود أميري مقدّم إنّ «الجمهورية الإسلامية تواصل مضايقة النساء وقمعهنّ بحجّة مكافحة انتهاكات الحجاب الإلزامي».
وبحسب «هنكاو»، تتحدر الفتاة من مدينة كرمانشاه، (غرب)، وتعيش في طهران. وتتلقى العلاج حالياً بمستشفى «الفجر» في وحدة تخضع لمراقبة أمنية مشدّدة، وفق المنظمة.
ونشرت المنظمة صورة للفتاة وهي ترقد في سرير مستشفى متّصلة بأنبوب معدي، ورأسها ورقبتها مغطيين بضمادات.
ولفتت إلى أن مراسلة صحيفة «شرق» مريم لطفي حاولت غداة الحادث التوجّه إلى المستشفى واحتُجزت لفترة وجيزة.
وتابعت أن والدَي أرميتا أجريا داخل المستشفى مقابلة مع وسائل إعلام حكومية، مؤكّدة أنّ المقابلة جرت «تحت ضغط كبير» و«بحضور ضباط أمن رفيعي المستوى».
في المقابل، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على «إكس»، «بدلاً من التدخل بتصريحات منحازة والتعبير عن قلق غير صادق في شأن النساء والفتيات الإيرانيات، حري بكم أن تشعروا بالقلق إزاء العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى في الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا ومعالجة وضعهم».
وتذكّر هذه الواقعة بوفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعد أيام على توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق» على خلفية انتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.