سافر إلى ذاتك
ابني مجنّني
|د. نادية الخالدي|
4 أكتوبر 2023
10:00 م
العبارة السابقة كعنوان، نسمعها كثيراً من أمهات كثيرات. هل الأم متذمرة؟ أم هناك مشكلة حقيقية في حياتها وفي ابنها، أم انها مبالغة بالشعور وتهويل لا أكثر؟
إليكم ما يلي والحكم عليكم:
أحمد، طفل سلوكه غريب الأطوار. يكسر كل البيت ويؤذي الحيوانات ويسرق من أبيه وأمه الكثير من المقتنيات من دون مبرّر ولا حاجة ولا سبب، عصبي كل الوقت ومعظمه ومشاكله كثيرة.
أم أحمد كانت ملاحظة هذا الأمر لكن كل الذين حولها يقولون لها هو طفل يكبر وتتعدل سلوكياته. كبر أحمد ودخل المدرسة وزادت مشاكله وأصبح طالباً مؤذياً ومشاغباً، ومسكينة أم أحمد كل يوم استدعاء أو فصل لولدها. وعندما صار مراهقاً زاد أكثر وأكثر.
صار يهرب من المدرسة ويتم البحث عنه وعندما يعثرون عليه، لم يلحظوا أنه يشعر بانهيار أمه وخوف أبيه عليه. ولا يتعاطف أبداً، وحين سألوه عن سبب هروبه وتواريه عن الأنظار اكتشفوا أنه بارع بالكذب وحججه كثيرة، لوهلة كقارئ تقول بينك وبين نفسك «الله لا يبلانا أو دلع زائد أو قصور بالتربية». قد تكون محقاً في كلامك، لكن في العمق هو عدم وعي من الآباء لعمليات التدخل السريع لإنقاذ أبنائهم من أنفسهم وإنقاذ أنفسهم من التعب بالمستقبل مع أبنائهم لأن ما سبق اضطراب يسمى اضطراب المسلك Conduct Disorder أي مرتبط بالسلوك، وهو بوابة إلى اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع.
أسباب اضطراب المسلك:
- إساءة معاملة الطفل والإهمال.
- انخفاض التحصيل الدراسي.
- مشاكل اجتماعية.
- عوامل جينية.
وهو منتشر عند الأولاد أكثر من البنات، لذلك كان المثال ولداً، وهو يحتاج لتشخيص أعراضه لمدة 6 شهور مستمرة.
وأعراض الاضطراب:
- سلوك عدواني ضد الناس والحيوانات: ويظهر في صورة التنمر أو تهديد الآخرين، والعنف الجسدي بالضرب أو الاعتداء الجنسي، أو استخدام الأسلحة، أو إيذاء الحيوانات.
- سلوك تخريبي للممتلكات: يتضمن تخريب الممتلكات بتعمد إشعال الحرائق أو إتلافها.
- الخداع أو السرقة: ويشمل اقتحام ممتلكات الآخرين أو المباني بغرض السرقة، أو السرقة من المتاجر، أو الكذب لتحقيق مكاسب شخصية.
انتهاك القواعد: ويظهر في صورة هروب الطفل أو المراهق من المنزل أو المدرسة، أو كثرة السهر خارج المنزل دون إذن الوالدين.
ويتم التشخيص باستمرار اثنين أو أكثر مما سبق طرحه، كما أن المحيط كله متأذٍ منه ويعاني منه، فمشاكله يومية ومستمرة وبلا توقف وبلا تعاطف ولا فيه إحساس أصلاً، ولا يسلم منه أو من لسانه أحد وهو يبدأ بالطفولة ويلاحظ بشكل ملحوظ جداً. يعني بالكويتي كل الناس تعرف أنه متعب ومزعج ويكبر ليصبح مراهقاً عدوانياً لا قانون يردعه ولا يهذبه، ويستمتع في خرق النظم والقوانين. ولا يبالي لعواقب ذلك وعلاجه يركز على تطوير وتحسين مهاراته وتطوير سلوكه وتحسينه، كما أن العائلة تخضع لتحسين مهارات التقبل وتطوير أساليب الصبر.
ويتم أيضاً علاج مرفقات المرض كـADHD أو قلق وتوتر أو إدمان أو اكتئاب.
أما عن أم أحمد أو غيرها من الأمهات العظيمات اللاتي يعانين من أبناء كأحمد، فلا تتجاهلن قسوة قلوب أولادكن وتمردهم على الجميع وتكسيرهم للأشياء وتدميرهم للمرفقات. خذن إجراءات سريعة لإنقاذهم وإنقاذ أنفسكن من مراهقة سترهقكن بالمستقبل.
لمن نذهب؟ لمختص بالتربية والطفولة وأخصائي نفسي وطبيب.
تحياتي...