أمامهم 4 ثوانٍ فقط...

قناصة أوكرانيا يلعبون دوراً مركزياً في الحرب

3 أكتوبر 2023 10:00 م
تعتبر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حرباً مدفعية قاسية مدعومة بالدبابات والمسيرات وصواريخ كروز، إلا أن دور القناصة غير المرئي والفتاك، يحتل جزءاً كبيراً، غالباً ما يتم تجاهله من ساحة المعركة.
وقناصة أوكرانيا، يشكلون قوة بدائية وجزءاً من قوة المشاة رغم قلة عددهم نسبياً، لكنهم ليسوا أقل أهمية مما كان عليه الوضع قبل أكثر من قرن من الزمان، عندما كان بإمكان أحد رماة الحرب العالمية الأولى ترويع مئة رجل برصاصة واحدة.
إلا أن التكنولوجيا الحديثة، خصوصاً انتشار الطائرات الصغيرة من دون طيار التي تعمل كأدوات مراقبة فتاكة فوق الخطوط الأمامية، جعلت القنص من مواقع مخفية أكثر صعوبة بكثير.
تصويب في 4 ثوانٍ
وقد أجبر ذلك القناصة على تغيير تكتيكاتهم أو المخاطرة بالموت السريع، أو المخاطرة بالتصويب السريع على العدو في غضون 4 ثوان، بحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».
فقد أمضى فريق من الصحيفة أسبوعاً مع فريق قناص أوكراني في الجنوب، أجرى خلاله مقابلات مع القناصين والمدربين والمتدربين في كل أنحاء البلاد، لفهم هذه الحرب وراء الكواليس التي يشنها كادر من الرماة المدربين جيداً.
واشتكى بعض القناصة من أن التركيز على مهاجمة الخنادق، وهو تكتيك ضروري لاستعادة الأراضي.
وفي حين أن عدد القناصة في الجيش الأوكراني غير معروف علناً، لكن المدربين يقدرون أن هناك بضعة آلاف، مقسمة إلى فئتين رئيسيتين.
فئتان من القناصة
ويُعرف معظمهم بالرماة القادرين على إطلاق النار على الأشخاص من مسافة 300 ياردة تقريباً، وغالباً ما يكونون في الخنادق لدعم رفاقهم.
أما الفئة الثانية فهي قناصة الكشافة، ويعرفون بين القناصة بـ«الرماة بعيدي المدى».
وهؤلاء هم عدد قليل من جنود المشاة الذين يمكنهم إطلاق النار بدقة من مسافة ميل واحد وما بعده، وهم قادرون على قراءة الرياح ودرجة الحرارة والضغط الجوي (بمساعدة مراقب) قبل الضغط على الزناد.
ويعد قتل إنسان آخر باستخدام بندقية ومنظار عالي القوة، بمثابة تجربة محسوبة وحميمة في بعض الأحيان، على عكس المذبحة المحمومة التي تحدث عن قرب في معارك الخنادق، وفق التقرير.
كذلك غالباً ما يضطر القناصون، خصوصاً على المدى البعيد، إلى الانتظار لساعات، باستخدام تطبيقات الطقس والآلات الحاسبة البالستية والدفاتر لتحديد هدفهم قبل أن يضغطوا على الزناد.
وغالباً ما يتم تجميع الرصاص وأغلفته بواسطة القناصين أنفسهم والمعروفة باسم «التحميل اليدوي» للتأكد من وزنها بشكل مثالي للمهمة.
ومن الصعب الحصول على ذخيرة القناصة المتطورة نظراً للعيارات العديدة التي تستخدمها القوات الأوكرانية، لذلك غالباً ما يشتريها المتطوعون بشكل خاص، فضلاً عن بنادق القناصة.