فن السياسة... وسياسة الفن
| صالح الدويخ |
27 سبتمبر 2023
10:00 م
الربط بين الفن والسياسة موضوع مثير للجدل وله تأثير كبير على المجتمعات والثقافات، ويمكن القول إن الفن والسياسة يتقاطعان ويتأثران ببعضهما البعض بشكل عميق، بدليل أن الفن يمتلك دوراً حيوياً في تشكيل وتعبير آراء وقضايا سياسية، وهو وسيلة للفنانين للتعبير عن أنفسهم وتوجيه رسائلهم إلى الجمهور بطرق مبتكرة ومؤثرة. وفي الوقت ذاته، يمكن أن يكون الفن وسيلة لاستكشاف القضايا الاجتماعية والسياسية وإلهام التفكير النقدي.
من الأمثلة البارزة على تأثير الفن في السياسة، هو الفن السياسي، الذي نشأ خلال الحروب العالمية والصراعات السياسية. في هذا السياق، استخدم الفنانون أعمالهم لنقل رسائل سياسية وتوثيق الأحداث التاريخية، على سبيل المثال، عمل الرسام الشهير بيكاسو على لوحة «غرنيكا» لاستنكار القصف الجوي لبلدة غرنيكا خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وفيلم «فهرنهايت» الذي تناول سياسة الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر وكيف تغيّر مسارها وردود أفعالها، وفيلم «The Manchurian Candidate» الذي تحدث عن الجاسوسية والتلاعب السياسي.
وفي الأعمال العربية، أتذكر فيلم «جمال عبدالناصر» و فيلم «بين القصرين» للأديب الراحل نجيب محفوظ، والذي تحوّل في ما بعد إلى مسلسل حيث ركز على المجتمع المصري والتحولات السياسية خلال عقود. كما طرأ في ذهني أيضاً المسلسل الإماراتي «خيانة وطن»، الذي هاجم الإخوان المسلمين، إلى جانب أعمال كويتية سياسية اختزلها المسرح في حقبة الثمانينات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يلعب الفن دوراً في تشكيل آراء الجمهور وتحفيز التغيير الاجتماعي. على سبيل المثال، الأفلام الوثائقية والأعمال الفنية التي تسلط الضوء على قضايا مثل حقوق الإنسان، والتغير المناخي، واللاجئين، ما يشجع على التفكير والنقاش حول هذه القضايا. ومع ذلك، نلاحظ أن الفن ليس دائماً متجهاً نحو رفع الوعي السياسي أو التغيير، وقد يستخدمه بعض الفنانين كوسيلة للتعبير عن ذوقهم الشخصي أو مجرد الترفيه.
نهاية المطاف: السياسة يخرج منها الفقير جشعاً والغني وحشاً.