تحدّث عن تجربته في العمق التاريخي خلال توقيع «أعماله الكاملة»
«رابطة الأدباء»... ألقت الضوء النفسي على الروائي هيثم بودي
| كتب فيصل التركي |
27 سبتمبر 2023
10:00 م
- هيثم بودي: شغوف بالتاريخ الكويتي منذ الصغر
- هيفاء السنعوسي: يرسم بريشة إبداعه... شخصيات جاءت لنا من بوابة الماضي
احتضنت رابطة الأدباء الكويتيين، أمس، الروائي هيثم بودي، لمناسبة حفل توقيع أعماله الكاملة، كما تطرّق إلى تجربته في الكتابة السردية والعمق التاريخي.
وللمناسبة، لم يُخفِ بودي شغفه بالتاريخ منذ الصغر، بسبب اتصاله بوالديه وهو ما كان له بالغ الأثر في التعرّف على ما حدث لهما في فترة شبابهما إبان حقبة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، لافتاً إلى أن هذا الاتصال يمثل بالنسبة له بساطاً سحرياً يعيده إلى الماضي، حيث القصص الجميلة التي تخترق الأزمنة.
وأشار إلى أن الموهبة تعتبر شيئاً مهماً جداً في التخيّل، مؤكداً أنه نجح في استغلال موهبته في تخيّل الصور الذهنية التي ذكرها له والداه، في ما يتعلق بالحياة اليومية القديمة وشكل البيوت الطينية، وكذلك انتظار واستقبال المسافرين في رحلات التجارة إلى الهند.
وأوضح أن الكثير من هذه القصص لم يعد يراها في وقته المعاصر كما لو أنه عالم خيال مختلف لا ينتمي إلى عصرنا الحالي، وأن كل ذلك كان بمثابة ثروة في عقله ارتأى ضرورة استغلالها الاستغلال الأمثل.
وبسؤاله عن مجموعة «الأعمال الكاملة»، أوضح بودي أن الفكرة جاءت عن طريق أستاذة الأدب والتحليل النفسي بجامعة الكويت الدكتورة هيفاء السنعوسي عندما أكدت أن الطلبة يبحثون عن كتبه ولا يجدونها، فطلبت منه تجميع كل أعماله في كتاب واحد، معتبراً أنها كانت فكرة جميلة تناسب الطلبة الدارسين والمسافرين والقرّاء وغيرهم.
وأكد أن «الأعمال الكاملة» لم تحوِ ملحمة «الهدامة»، أو ملحمة «الدروازة»، وإنما اشتملت على قصص النخيل وقصص الصالحية بالإضافة إلى «الطريق إلى كراتشي» ورواية «الفنار»، وغيرها.
«إضاءة نفسية»
كما شهد حفل التوقيع، كلمة بعنوان «شخصية هيثم بودي... إضاءة نفسية» استهلتها الدكتورة هيفاء السنعوسي، بالقول: «حين أتحدث عن الأديب الكويتي المبدع هيثم بودي أجد نفسي مرتحلة معه لعوالم قديمة لم أعشها، وأجد نفسي في أحضان حكايات جميلة للغاية، تنتمي إلى الماضي الأصيل بكل تفاصيله الجميلة، بصحبة البحر الذي يمثل كويتنا الحبيبة، البحر الذي يعشقه الكويتيون».
ولفتت إلى «أن بودي يرسم بريشة إبداعه شخصيات جاءت لنا من بوابة الماضي، بمساراتها الاجتماعية وألوانها النفسية من دون أن يتقصد ذلك، فهو يحمل كاميرته التي صوّرت وسجلت الأحداث التي سمعها من والدته، ثم اشتغلت عليها ملفات الخيال والتحليل والإبداع، فنسجت في مصنع الإبداع عوالم جميلة للغاية، تجسد ملاحم كويتية متجذرة بالماضي الذي قد ينكره البعض، وقد يتناساه البعض الآخر لأنه لم يعشه، ولم يسمع عنه ولا يشعر بالميل نحوه أو التعاطف معه».
ومضت تقول: «حين طلب منى بودي كتابة تقديم لكتابه هذا لم أستطع إلا الاستجابة لرغبته، فهو يحلق في فضاء عالم جميل أعشق التحليق فيه: الكتابة القصصية، وعشق الماضي الأصيل الذي لم نعشه، وعشق البحر الذي تسري ملوحته في دمي والذي يضم في أعماقه حكايات أجدادنا البطولية، التي لا يُمكن أن نطوي صفحتها أبداً».