بمناسبة دخول المدارس، اللهم أحفظنا وأحفظ أبناءنا من كل شر.
كان هناك طفل يُدعى عيسى، يعيش في إحدى الضواحي البسيطة في الكويت، كان يذهب كل يوم إلى المدرسة الحكومية القريبة من منزله، حيث يقضي الكثير من وقته في الدراسة واللعب مع زملائه في الفصل، ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها عيسى، مثل أنه لا يسافر كل سنة ويسكن هو وأخته في غرفة واحدة، ولا يملك جهاز آيباد خاصاً فيه، ولا يستطيع شراء كل ما يُريده، ولا يُسمح له بالطلب من المطاعم السريعة، وأدواته المدرسية تُؤدي الغرض وليست «براندات»، إلا أنه كان يتمتع بروح إيجابية وعاطفة مليئة بالحب تجاه عائلته.
في المنزل، كان عيسى يتصرّف بمسؤولية كبيرة، في ظل عدم وجود عاملة منزلية، حيث كان يساعد والدته في الأعمال المنزلية مثل تنظيف المنزل وترتيب سريره. كما كان يساعد أخته الصغيرة في حل واجباتها المدرسية -هي أيضاً في مدرسة حكومية- وكان يشجعها على الاستمرار في التعلم والتحصيل الدراسي، رغم الصعوبات التي قد تواجهها.
بالإضافة إلى ذلك، كان عيسى يحرص على مشاركة والده في غسيل سيارته.
عيسى يحب النباتات والزهور ولكنه لم يكن يملك حديقة خاصة أمام منزله، وكان دائماً يتعلّم من والده كيفية العناية بالزهور والاحتفاظ بها من خلال أصيصتين صغيرتين على حافة النافذة.
كانت هناك أيضاً لحظات يقضيها عيسى في قراءة الكتب والقصص، وكانت هذه القراءات تُعزّز من معرفته وتوسّع من فهمه للعالم من حوله. وعلى الرغم من أن المدرسة الحكومية التي كان يرتادها لم توفّر له جميع المرافق التعليمية، ولم تعزّز الأنشطة المدرسية أي ميول لديه، ولم تنمِ أيّ مهارات خاصة فيه، ولم تحقق الهدف العام من التعليم معه، إلا أنه استطاع أن يستفيد من القليل الذي كان متاحاً له، واستغله في تطوير نفسه ومعرفته.
في النهاية عزيزي القارئ، يبدو أن عيسى ولد متربي وخلوق بسبب تربية عائلته له، ولا علاقة للموضوع بكونه في مدرسة حكومية أو خاصة، ولا علاقة بكونه من أسرة بسيطة أو أسرة غنية... فلا فرق بين المدارس الحكومية أو الخاصة في ذلك، فالمدارس لا تربي وربما أيضاً لا تعلّم، ولكن مَنْ يربي ويعلّم هي العائلة.
عزيزي القارئ، هذه رسالة مسجلة ضعها على أذن كل مَنْ يعتقد أنه يُمكن لسواه أن يربي أبناءه:
اسلق المعكرونة في الماء مع ملعقة صغيرة من الملح لمدة 15 دقيقة.
اقل البصل والثوم بالزيت ثم أضف البهارات وقلب. اضف اللحم المفروم وقلب حتى ينضج.
ضف معجون الطماطم وصلصة الطماطم إلى خليط اللحم ثم غطِها. اتركها تنضج لمدة 10 دقائق. ثم اضف القرفة والملح.
في صينية، ضع ½ عبوة صلصة البشاميل لايت وفوقها جبنة الموزاريلا، ثم نصف كمية المعكرونة وغطيها باللحم، ثم ضع المتبقي من المعكرونة وصلصة البشاميل وطبقة أخرى من الجبن.
اخبز الصينية في الفرن لمدة 5 دقائق ثم قدمها لأسرتك وأبنائك، وهذا عندما تعتقد أن هناك أحداً يُمكن أن يُربي ابنك سواك... حكومية أو خاصة. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
moh1alatwan@