فرحت كثيراً بفزعة أهل الكويت تجاه أُخوتنا في المملكة المغربية الشقيقة بعد كارثة الزلزال المدمر الذي حل في مناطق عدة من المغرب العزيز والدعوة بالرحمة لمن قضوا نحبهم جراء ذلك.
وكانت أوامر سمو أمير البلاد وولي عهده الأمين والحكومة الرشيدة في تقديم يد العون للأخوة في المغرب، وامتد الأمر إلى أن بعض المؤسسات المصرفية قامت بالتبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار أميركي، كما سمحت الحكومة للشعب وكذلك الأخوة المقيمين في الكويت بالتبرع.
وتواصلت فزعة أهل الكويت لإغاثة متضرّري زلزال المغرب، كما دشّنت الجمعية الكويتية للإغاثة حملة بصفة عاجلة تحت شعار «فزعة للمغرب» بالاشتراك مع ثماني جمعيات خيرية كويتية تستهدف متضرّري الزلزال الذي ضرب عدداً من المدن المغربية وعلى رأسها مدينة «مراكش».
إن الكويت وأهلها لن ينسوا أبداً الموقف التاريخي المشرّف للمملكة المغربية أبان الاحتلال العراقي للكويت في عام 1990م، وقتها كانت المغرب هي الدولة الوحيدة من دول المغرب العربي التي ساندت الحق الكويتي، وبالتالي فإن تقديم أي مساعدة للمغرب سواء قبل الزلزال أو بعده إنما هو موقف أخوي صادق نابع من قلب كل كويتي لم ينس الموقف المغربي الشريف تجاه قضية الكويت العادلة في وقت عزّ فيه الموقف المساند لدولة الكويت في أحلك مرحلة من تاريخها المعاصر.
نعم، هبوا إلى تقديم المساعدة بأنواعها كافة إلى الشعب المغربي الشقيق دون منة، فإن المغرب عزيز على قلوب أهل الكويت، علماً بأني لم أتشرف بزيارتها يوماً إنما هو شعور لدى كل كويتي تجاه المغرب العزيز على قلوبنا.
لقد جُبل الإنسان الكويتي على حب عمل الخير منذ القدم، وقبل الحقبة النفطية، وبالتالي فإنّ تقديم دولة الكويت لحزمة من المساعدات الاقتصادية إلى الدول الشقيقة إنما هو واجب يحتمه علينا الدين الإسلامي الحنيف والأخلاق العربية الأصيلة، وكذلك الفزعة الكويتية المعهودة دون منة أو دون انتظار المقابل.
إن العلاقات الكويتية المغربية إنما هي علاقات متينة في إطار رؤى مشتركة تجاه العديد من القضايا القومية والدولية، وهي علاقات عميقة ومتجذرة، كما أن حجم الاستثمارات الكويتية في المغرب كبير جداً، إضافة إلى أن هناك تفاصيل مشاريع اقتصادية مشتركة بين البلدين.
وكم أتمنى أن تقوم مملكة المغرب الشقيق بإعادة بناء البنية التحتية للمناطق المتضرّرة بالتنسيق مع دول لديها خبرة في التعامل مع التضاريس المغربية مثل الجمهورية التركية التي تمتلك الخبرة والإمكانات العلمية والبشرية في إعادة بناء المدن بعد الزلازل، خاصة أن تضاريس تركيا قريبة جداً من تضاريس المغرب، ويكون ذلك بالتنسيق مع الحكومة المغربية.
إن ما حدث إنما هو قضاء وقدر ولا اعتراض على ذلك، كما أنني واثق من أن الشعب المغربي الشقيق قادر على تجاوز تلك الأزمة الإنسانية بقيادة جلالة ملك المغرب محمد السادس.
همسة:
المغرب والكويت دولة واحدة وشعب واحد وإن تعددت عناصر الثقافة.