يشهدُ القطاع المصرفيّ في الكويت تحوّلاً ملحوظاً في ظلّ التغيرات التكنولوجية المتسارعة عالمياً، خاصة في ما يتعلّق بالخدمات المصرفية الرقمية، التي تُشكّل اليوم الأساس الذي يحرّك أعمال القطاع، ما جعل شركة إيبسوس- الكويت تُجري دراسة بعنوان «BankScape Kuwait 2023»، تسلّط من خلالها الضوء على التطوّر الحاصل في احتياجات عملاء البنوك، وكيف أدت هذه الاحتياجات إلى دفع عجلة التنميّة والابتكار في قطاع الخدمات المصرفية الرقمية.
ووفقاً لنتائج الدراسة، تبيّن أن نسبة المتعاملين الذين يملكون حسابات مصرفية، ويستخدمون في الوقت الراهن الخدمات المصرفية الرقمية كأحد أشكال التعامل مع بنوكهم المعتمدة بلغت في المئة95 ما يُعطي مؤشراً قوياً على أهمية القنوات المصرفية الرقمية في تقديم الخدمات المصرفية المختلفة، ويؤكّد دورها الكبير في تلبية احتياجات العملاء المتناميّة.
وأوضحت الدراسة أيضاً، أنّ استخدام الخدمات المصرفية الرقمية عبر تطبيقات الهاتف المحمول الأكثر تفضيلاً بين العملاء عن القنوات الأخرى، متجاوزة بذلك الخدمات المصرفية التقليدية كخدمات الصراف الآلي والفروع الآلية، حيث اختار اثنين من بين كل أربعة عملاء هذه الخدمات.
إضافة إلى ذلك، كشفت «إيبسوس» النقاب عن منظور جديد تجاه اعتماد المعاملات المصرفية الرقمية، إذ أوضح في المئة41 من عملاء البنوك من فئة الشباب، أنّهم سيجرون معاملاتهم المالية عبر الخدمات المصرفية الرقمية مستقبلاً، ممّا يُعزّز مكانة هذه الخدمات من جانب، ويزيد فرص التنافس للابتكار بها وفق أعلى المعايير من جانب آخر.
وبينت دراسة «إيبسوس» أنّ استخدام المحافظ ارتفع 2023 بنسبة في المئة25 مقارنة بالعام السابق، وأنّ في المئة77 من المتعاملين مع البنوك يعرفون اليوم ما هي المحافظ الإلكترونية.
وبيّنت أنه رغم أن استخدامها يقتصر فقط على معاملات بسيطة كـ: دفع الفواتير، تحويل الأموال، متابعة المعاملات، إلّا أنّ ارتفاع نسبة الاستخدام مؤشّر جيّد على مساهمتها الفاعلة في تحريك قطاع المال والأعمال في الكويت.
وفي ما يتعلّق بمقدّمي الخدمات المصرفية خارج القطاع البنكيّ، أوضحت الدراسة تحوّلاً ملحوظاً في رأي المتعاملين تجاههم، حيث يعتقد نصف عملاء البنوك – من الإناث والمغتربين الآسيويين - أنّ مقدّمي الخدمات المصرفية الرياديين، سيكون لهم دور مهم في مستقبل التمويل، ما يُشكّل وجهة نظر مستقبلية تجاه الخدمات المصرفية غير التقليدية، ستُسهم في رسم مشهد جديد للخدمات المصرفية الرقمية في الكويت، وتفتح المجال أمام المؤسسات غير البنكية لتنافس على تقديم خدماتها، في ظلّ التنامي المتسارع في متطلّبات هذا القطاع.
وتبعاً للنتائج التي قدّمتها «إيبسوس»، يُمكن القول إنّ الكويت اليوم تشهدُ مرحلة إعادة تهيئة القطاع المصرفي عبر خلق منظومة متكاملة تجمع أحدث ما توصّلت إليه التكنولوجيا مع أفضل الخدمات المصرفية، يدعم ذلك الأمر ظهور مقدّمي خدمات مصرفية يقدّمون خدماتهم بطرق وأساليب مبتكرة خارج النطاق المتعارف عليه.