دشّنت الشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية، ملتقى «الكويت مركز العمل الانساني 2023»، معربة عن حرصها على تقديم هدية خاصة للكويت في الذكرى التاسعة لاختيارها مركزاً للعمل الإنساني، بإبراز دورها الإنساني العظيم للعالم، حكومة وشعباً ومؤسسات، على استدامة التميز والأثر في مجال العمل الإنساني.
وانطلقت أعمال الملتقى أمس تحت رعاية المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق، بالتعاون مع جمعية السلام للأعمال الانسانية والخيرية والمعهد العربي للتخطيط، على مسرح المعهد، يبحث موضوع «العمل الإنساني في الكويت: مسارات التميز والاثر الايجابي المستدام وطنياً ودولياً».
القيم الإنسانية... أولوية
وقال المعتوق في كلمته، إنّ العالم يشهد تحديات متعدّدة تستدعي تضافر الجهود وتعزيز التعاون، من أجل تحقيق أثر إيجابي يصب في مصلحة الإنسانية جمعاء، فالأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة والأزمات المختلفة، تلزمنا بضرورة تحسين جودة العمل الخيري وتحقيق أقصى استدامة في العطاء.
ولفت المعتوق إلى «أننا في الكويت، تأتي القيم الإنسانية في مقدمة أولوياتنا، حيث يشكل العطاء جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الوطنية، فنحن نفتخر بإرثنا الخيري العريق الذي نشأنا عليه، وسارت على دربه العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية».
لافتاً إلى بصمة الكويت الواضحة وريادتها العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية في أرجاء المعمورة، مبيّنا أن «لريادة الخيرية للكويت امتد أثرها الإقليمي والعالمي عاما تلو عام، حتى تبوأت صدارة المشهد الإنساني خلال العقد الأخير للعديد من المؤتمرات الدولية لدعم الوضع الإنساني في عدة دول.
وتوالت إسهاماتها الإنسانية للمناطق المنكوبة حول العالم، حتى استحقت تكريماً دولياً من قبل منظمة الأمم المتحدة في سبتمبر عام 2014 باختيارها (مركزاً للعمل الإنساني)، وتتويج الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، بلقب (قائد العمل الإنساني)».
وأعرب عن شكره وعرفانه لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، ولسمو نائب الامير ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، لدعمهما مسيرة العمل الإنساني الكويتي ورعاية الفعاليات الهادفة إلى رفع شأن العمل الخيري والإنساني اقليميا ودوليا.
دم يمشي في العروق
وبدوره، قال رئيس مجلس إدارة جمعية السلام الدكتور نبيل العون، إن الاستجابة لحاجات العمل الخيري الكويتي شملت من الداخل الجهات الحكومية الرسمية، والتي من أبرزها بيت الزكاة الكويتي، والأمانة العامة للأوقاف، ولجان الزكاة والرعاية الاجتماعية، كذلك عبر الجهات الأهلية العديدة، إضافة إلى القطاع الخاص الكويتي والذي كان وسيبقى نبراساً للعطاء الإنساني المسؤول، وكذلك عموم الشعب الكويتي، الذين أصبح العمل والعطاء الخيري دماً يمشي في عروقهم والحال كذلك عن دور الكويت ومؤسساتها الرسمية والأهلية خارجيا.
الإنسانية لا تعرف حدوداً
ومن جهتها، رأت ضيفة الشرف الفخري للملتقى مبعوثة الأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون الإغاثة الإنسانية الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني «أننا في عالم تبدو فيه الانقسامات هي السائدة غالباً، يذكرنا التقدير الأممي للكويت على سنين متتالية، بأن الإنسانية لا تعرف حدوداً جغرافية ولاتفرقة قومية أو عرقية، دينية أو ثقافية، وتعلمنا تجربة الكويت اننا جميعاً متحدون بالمسؤولية المشتركة للتخفيف من معاناة البشر، تكريم الكويت يذكر بأهمية التضامن والرحمة والتعاون في مواجهة الصعوبات».
وأضافت أن عمل المساعدات الإنسانية لا ينتهي، ولا يزال هناك الملايين من الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم بأمس الحاجة إلى مساعدتنا و«واجبنا الأخلاقي أن نواصل تعاوننا ونضاعف جهودنا للتأكد من أنه لايُترك احد من غير أمل، وأحث كل واحد منا على تبني روح التعاون والرحمة والابتكار التي جمعتنا هنا اليوم، وتعزيز مستقبل أفضل للجميع».
شكراً دولة الكويت
ومن جانبه، قال رئيس مجلس ادارة الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية في مملكة البحرين البروفيسور يوسف عبدالغفار في كلمته «حرصنا في الشبكة الإقليمية، أن نقدم هدية خاصة للكويت في الذكرى التاسعة لاختيار دولة الكويت مركزا للعمل الإنساني وقائدها قائداً للعمل الإنساني من منظمة الأمم المتحدة، ولم نجد سوى إبراز دورالكويت الإنساني العظيم للعالم، فشكرا دولة الكويت حكومة وشعبا ومؤسسات على استدامة التميز والأثر في مجال العمل الإنساني. كما عملنا أن يكون الملتقى التقديري، يتوافق مع اليوم العالمي للعمل الخيري، لنقول للعاملين في مجالات العمل الإنساني والخيري (شكرا لكم)».
ولفت عبدالغفار إلى أن المتابع للعمل الإنساني الكويتي، لا يمكن أن يغفل أثر هذه الجهود العظيمة في كثير من بقاع العالم، ولذلك «رأينا في الشبكة الإقليمية أن ندعم هذه الجهود ونعمل مع شركاء رئيسيين من دولة الكويت لتعظيم أثرها، فكانت مبادرات كريمة برعاية جهات كويتية وشخصيات مباركة، لبناء قدرات العاملين في القطاع الخيري الكويتي، وامتدت ثمار هذه المبادرات إلى خارج الكويت».
جائزة وقف التنمية باسم الشيخ صباح الأحمد
كشف العبدالغفار عن رصد جائزة (وقف التنمية والاستدامة) تحمل اسم أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، تخليداً لذكراه ومسيرته الطويلة في العمل الإنساني، سيعلن عنها للمرة الاولى من خلال الملتقى، وستكون الجائزة سنوية بهدف الارتقاء بالعمل الإنساني.
300 عام من العمل الخيري
ذكر العون أن الكويت عرفت منذ أكثر من 300 سنة، حكاماً ومحكومين تمسكوا بالعمل الخيري والإنساني، ووصلت خيراتها إلى شتى بقاع العالم، من الهند والسند والصين إلى الشام والعراق وبلاد فارس ونجد وأدغال أفريقيا، وإلى وسط آسيا وغيرها من البلدان، بحكم طبيعة أهل الكويت التجارية وتنقلهم بين تلك الدول وغيرها.
«الهلال الأحمر»: دور فاعل في أكثر من 100 دولة
قال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر أنور الحساوي، إن الجمعية ستشارك في الملتقى بورقة عمل ضمن جلساتها تهدف لإظهار الدور الفاعل للهلال الأحمر، في المسيرة الإنسانية حول العالم والذي استهدف ما يتجاوز 100 دولة منذ إنشائها عام 1966.
وأضاف الحساوي في تصريح على هامش الملتقى، أن الوصول إلى أشد المناطق ضرراً واحتياجاً حول العالم، يستند على دور البلاد الإنساني الرائد في المنطقة، مبيناً أن بلوغ المكانة المتميزة التي وصلتها الكويت، مدعاة فخر واعتزاز لكل من ينتمي لهذه الأرض الطيبة.