رسم عدد من الناشطين البيئيين خريطة لمعالجة ملف التشجير، مقدمين في الوقت نفسه توصيفاً لما آلت إليه الأوضاع وحلولاً لما يجب عليه أنه تكون. وبيّنوا أن إعطاء الجمعيات التعاونية الفرصة في تشجير المناطق من شأنه أن يخلق المنافسة بينها، ما يعود بالنفع على زيادة مساحة الغطاء النباتي في الكويت. وأشاروا إلى ضرورة وجود خطة للتعامل مع ملف الزراعة التجميلية في الكويت، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن الكويت تزخر بالكفاءات التي يمكن الاعتماد عليها، لكن المركزية في اتخاذ القرارات في الجهات المعنية بالزراعة هي السبب في الوضع الحالي.
الهاشمي: إعطاء الجمعيات الفرصة سيخلق التنافس ويزيد الرقعة الخضراء
إهمال الأشجار بات يشكل تلوثاً بصرياً بعد مساهمتها بتقليل التلوث
أكد رئيس لجنة البيئة في جمعية المهندسين محمد الهاشمي أن «الجمعية تولي ملف التشجير اهتماماً كبيراً، وعقدت ندوات عدة لدق جرس الإنذار لخطورة إهمال هذا الملف».
وقال في تصريح لـ«الراي» إنه «مع بداية توزيع قسائم منطقة صباح الأحمد ومع زيادة الأتربة فيها، قمنا بزيارة ميدانية، وقدمنا ملاحظات للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية لتحويل المنطقة التي تهب منها تلك الأتربة لمحمية طبيعية حتى تقل كمية الأتربة التي تتطاير في الشوارع».
وأشار إلى أهمية فكرة الحزام الأخضر الذي يكون في نفس اتجاه الرياح الشمالية الغربية، موضحاً أنه إذا تم تنفيذه فمن شأنه أن يساهم في تقليل الغبار، مشيراً إلى أن الجمعية نظمت أيضاً ندوة لدعم هذه الفكرة وقدمت تصوراً لطريقة الري والزراعة فيها.
وحذر الهاشمي من أن «إهمال بالأشجار يكلف الدولة الكثير بعد أن أنفقت مبالغ كبيرة في زراعتها وتقليمها»، مشيراً إلى أن «الإهمال خلف منظراً بشعاً في كل مكان، وأصبحت الأشجار تشكل تلوثاً بصرياً بعدما كانت تساهم في حماية البيئة وتقلل التلوث».
وشدد على «حاجة الكويت لزيادة الرقعة الخضراء»، لافتاً إلى أن «الكويت لديها مياه جوفية ومحطات معالجة لكن ما ينقصها وجود خطة». وأكد أن «إعطاء الجمعيات التعاونية فرصة التشجير، يخلق التنافس ويزيد الرقعة الخضراء».
الحيان: نحتاج خطتين... قصيرة وطويلة المدى
زراعة «المانغروف» على السواحل والشواطئ كنز مهمل
اعتبر الناشط البيئي سعد الحيان أن «ثمة ضرورة لتطوير العمل الإداري في هيئة الزراعة، لمواكبة التطور الذي حدث في الدول الأخرى»، لافتاً إلى أن «تطوير الزراعات التجميلية يستوجب تفكيك المركزية الموجودة التي أنتجت جواً باتت فيه الهيئة غير قادرة على متابعة الشركات المكلفة بصيانة الأشجار ورعايتها».
وشدد في تصريح لـ«الراي» على أن «تخصيص الجمعيات التعاونية لجزء من أرباحها من أجل زراعة المنطقة والاعتناء بأشجارها أمر مفيد، ونحض الجهات المعنية على إطلاق يد الجمعيات والسماح لها بتسلم هذا الملف»، لافتاً في الوقت ذاته إلى «ضرورة وضع خطة مدروسة حتى تؤتي ثمارها بعد خمس سنوات، ونجد أن الكويت باتت مليئة بالنباتات والأشجار المستدامة، مع وضع خطة أخرى قصيرة المدى لمعالجة الوضع الحالي».
وعن الشوارع والطرقات الخارجية في حال إسناد ملف التشجير للجمعيات التعاونية، أجاب الحيان قائلاً «يمكن جعل مسؤوليتها لدى هيئة الزراعة وذلك لمواجهة زحف الرمال والتصحر»، مؤكداً أن «الكفاءات الزراعية موجودة في الكويت ولكن ما نحتاجه هو خطة عمل».
وأشار إلى أن «زراعة السواحل والشواطئ بأشجار المانغروف تعد كنزاً مهملاً، ونحن هنا لا نتحدث عن 200 أو 1000 شجرة وإنما يجب زراعة الملايين، فأنا طموحي هو زراعة 100 مليون شجرة مانغروف».
الهندال: إنشاء أحزمة خضراء على مستوى الدولة
قال الناشط البيئي براك الهندال إن «ارتفاع درجات الحرارة وقلة مصادر المياه من الأمطار وعدم وجود أنهار أو ينابيع، تجعل التربة في الكويت غير خصبة لنمو الحشائش والمزروعات»، لافتاً إلى أن النباتات المعمرة الموجودة حالياً لا تشكل الحد المطلوب بالنسبة لمساحة الدولة.
ودعا الهندال، في تصريح لـ«الراي»، إلى الاستفادة القصوى من المساحات الخالية في المناطق السكانية وزيادة مساحة الحدائق المنزلية للمواطنين، وإنشاء أحزمة خضراء على مستوى الدولة مثل مشروعي الحزام الأخضر ومشروع الشهداء الخاص بالنخيل، وهي مشاريع من شأنها زيادة الرقعة الخضراء على مستوى الدولة.
وشدد على أهمية الاستفادة من المياه المعاد تدويرها لري النباتات غير المثمرة، التي تشكل سياجاً يحمي من الغبار والأتربة وزيادة نسبة الأوكسجين والهواء النقي. واختتم الهندال حديثه بالتأكيد على ضرورة تشجيع العمل التطوعي والجمعيات المعنية بالزراعة، مثل جمعية أصدقاء النخلة.
8 توصيات
1 - تنفيذ خطة الحزام الأخضر في نفس اتجاه الرياح الغربية
2 - إطلاق يد الجمعيات التعاونية في التشجير داخل مناطقها
3 - تطوير العمل الإداري في هيئة الزراعة
4 - القضاء على مركزية اتخاذ القرار في هيئة الزراعة
5 - وضع خطة خمسية للزراعات التجميلية في الكويت
6 - وضع خطة قصيرة المدى لمعالجة الوضع الحالي
7 - معالجة ملف التصحر عبر تشجير الطرق الخارجية
8 - زراعة ملايين من أشجار المانغروف على الشواطئ والسواحل.